وبالمقلب الآخر، اريد ان أتوجه الى اعلاميي محور المقاومة، لأن هذا الوضع لم يعد يحتمل، وخرجت الأمور عن نصابها، وهناك ما يشكل خطرا حقيقيا، على الكثير من الإنجازات.
السيد قال لا تحولوا موضوع المازوت الى موضوع استفزازي، لا تقيموا تجمعات ولا الافراح، الناس منقسمة، ونحن نحاول ان نساعد الشعب اللبناني بكافة الطرق، ودون ان يشعر البعض بأي منية.
وكأن السيد يقول، وهو العارف والعالم مما تعانيه المقاومة، من الاعلام بشقيه المبغض الذي يقول كذبا بالحزب، والمحب الذي يغالي حبا بالحزب، انه يا اخوان، الحزب قدم شهداء ودم، وسيادة واستقلال، وهناك الكثير لم يقل شكرا، واصلا الحزب لا ينتظر كلمة شكرا على المازوت، وكل مازوت الدنيا لا يقارن بقطرة دم واحدة سقطت من المقاومة على تراب الوطن،
يعني كان السيد يقول للبيئة الحاضنة للمقاومة، انه يا اخوان حتى حبة الدواء يلي بتشفي الناس، بقدموها بقالب جذاب وبأسلوب يتقبلها المريض، يعين رجاء، كل شيء زاد عن حده نقص.
ومع ذلك لم يبق محلل او اعلامي واحد من محور المقاومة الا واصبح كل حديثه عن المازوت، المازوت الذي انقذ الكرامة، المازوت الذي انقذ الخبز، المازوت الذي انقذ الناس من برد الشتاء، المازوت الذي كسر أمريكا، حتى وصل البعض ان يقول ان المازوت ينفع دواء سعلة، حتى الناس كفرت بالمازوت،
يعني هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم اعلاميين ومحللين، لم يسمعوا كلام السيد، وضيعوا هدية المازوت التي قام الحزب بتقدميها للناس بكل محبة بعيدا عن الاعلام والسياسات والمزايدات، وتحول المازوت من نعمة الى نقمة.
انا اول من كتب عن المازوت وموعد وصوله وعلى من سيوزع، كتبت مقال واحدا وبعدها لم أعقب، ولا حتى بكلمة واحدة عن المازوت.
السيد خرج على الاعلام وتكلم وناشد الجميع بان لا يكتبوا او يتدخلوا او يتوجهوا لاي شخص بأسلوب غير عقلاني، وان يبتعدوا قدر المستطاع عن أي كلمة قاسية، وخاصة البطريرك، وقال السيد بما معناه حرفيا، ان هذا البلد هو للجميع، "يعني مش من الضروري يكون الكل بيشبه الحزب وحلفائه، واذا في شوية أمور فيها خلاف بوجهات النظر الحزب بحلها بطريقته".
اذا بنفس مجموعة الإعلاميين والمحللين، لم يسمعوا من السيد نفسه، ولا نفذوا مناشدته، ولم يصلحوا الامر، بل قطعوا الجسور، واستفزوا شريحة كبيرة من المسيحيين من موارنة وغيرهم.
وأيضا تسببوا بخلق راي عام مسيحي مناهض للجمهورية الإسلامية في ايران، وانا اعرف مقدار حرص ايران على التواصل، وخاصة مع الكنيسة المارونية، وايران تسخر جهدا كبيرا للغاية لحوار الأديان، والطوائف.
وعندما عجز غالبية الطقم السياسي المسيحي وغيره المتحالف مع المقاومة، من التكلم مع غبطة البطريرك للمشاركة بالتعازي بالفقيد الكبير الراحل اية الله تسخيري، انا الذي أوصلت التعزية الى غبطة البطريرك حيث قام غبطته بالاتصال بالسفارة الإيرانية، وشارك بتابين الراحل الكبير ممثلا بالأب الدكتور أبو كسم، وانا الذي نقلت رسالة الشكر على المشاركة، من المستشار الثقافي في الجمهورية الإسلامية الى غبطة البطريرك، وسمعت ما سمعت من ود واحترام، بعيدا عن السياسة اللبنانية.
وحقيقة لم افهم ماذا يستفيد المحلل الاستراتيجي من مقال، لا يترك للصلح مطرح. واين الاستراتيجية.
لا يمكن الاستمرار على هذا النحو، السيد تحدث في 5 – 7 – 2021 بمؤتمر تجديد الخطاب الإعلامي، ولكن ماذا حدث لا شيء، بقي نفس الأشخاص على الفضائيات، بقيت نفس المقالات على المواقع، بقي ذات الحضور بالاجتماعات.
هذا المقال اكتبه بحرقة لان أي خطا أصبح ثمنه مكلفا، وانا منذ اكثر من عشر سنوات وانا احذر من الاعلام الذي فشل بصناعة راي عام، بل قلب الراي العام على المقاومة.
يكفي انه ضيعنا التحرير عام 2000 ولم نعرف تسويقه لا داخليا ولا دوليا، مع العلم انه لو فريق اخر او مجموعة أخرى حققت واحد بالمائة مما حققته المقاومة لكانت الدنيا تنتج يوميا عنها الأفلام وتكتب الكتب وتقص القصص والروايات، وأيضا ضيعنا كل تضحيات المقاومين بمواجهة التكفيريين، مع انها الأعظم والاقسى.
ولكن ماذا يقال، خلال عشرة أيام حدثني العديد من الأصدقاء من مختلف الطوائف، ان الضاحية أرسلت وفدا لأجرأ دراسة او استطلاع راي في جبيل وكسروان، وانهم اتصلوا بالكثير من المخاتير ورؤساء البلديات وبعض المسيحيين المستقلين، مما شكل أسئلة كثيرة حول سبب هذه الدراسات، وخاصة ان جبيل عبارة عن قرية، وكذلك كسروان أيضا قرية، وقيادة الحزب بالمنطقة غالبيتها من هذه المناطق وهم يعرفون ادق التفاصيل بحكم الجيرة ومكانتهم الاجتماعية وتواصلهم مع الجميع بكل محبة، أي انه لا داعي للدراسات ولا الاستراتيجيات ولا حتى الإحصاءات، وقد تبين ان لا علاقة للحزب بهذا الامر، اونه دراسة عادية لأي شخص، ولكن بما ان الشخصيات تظهر على الاعلام المقاوم اعتقد البعض انهم من الحزب.
اذا المسؤولية تقع على البيئة والنخب التي تدعي انها إعلامية ليس على الحزب الذي يسعى جاهدا لتفادي اقل المشاكل.
واعتقد بانه آن الأوان لوضع حدّ لهذا التشرذم.
بقلم: ناجي امهز