الفضيحة كشف عنها جان مارك سوفيه رئيس اللجنة الوطنية الفرنسية التي تحقق في الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة، حيث قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إنه كان هناك "بين 2900 و3200 من مرتكبي جرائم جنسية ضد الأطفال" من كهنة ورجال دين آخرين في الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا منذ 1950.
يستند التحقيق إلى أرشيفات الكنيسة والمحكمة والشرطة، بالإضافة إلى مقابلات مع شهود العيان، وتمكن من فحص أدلة جيدة على الأحداث المؤلمة التي وقعت على مدى السبعين عاما الماضية.
بعد عمل مكثف على مدى عامين ونصف، تعتزم اللجنة المستقلة المعنية بالاعتداءات الجنسية في الكنيسة نشر نتائج دراستها الثلاثاء، في تقرير من "2500 صفحة" بما في ذلك الملاحق المرتبطة به.
وبحسب آخر الانباء، أشرف على التحقيق مجموعة تضم 22 خبيرا قانونيا وطبيبا ومؤرخا وعلماء اجتماع وعلماء دين، وتتألف اللجنة من مجلس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية.
وفي العام الماضي، نُشر تقرير مفصل من 800 صفحة عن الاعتداء الجنسي على 314 طفلاً من قبل قساوسة وموظفين بالكنيسة الألمانية الكاثوليكية في كولونيا، وفضح التقرير إساءة معاملة الكنيسة للأطفال بين عامي 1975 و 2018. كما يظهر التقرير أنه في ألمانيا وحدها، تعرض أكثر من 3600 طفل للاعتداء الجنسي من قبل رجال الكنيسة منذ الحرب العالمية الثانية.
أثارت سلسلة الفضائح هذه غضب البابا، خصوصاً بعد الكشف عن إخفاء الكنيسة لجرائم المتحرشين بالأطفال، ما دفع البابا لإصدار مرسوم يضع بموجبه كل كاهن أو أسقف يخفي جريمة الاغتصاب في الكنيسة تحت مقصلة العقاب.
ولدى الكنيسة الكاثوليكية في أنحاء كثيرة من العالم، بما في ذلك أمريكا وتشيلي وأستراليا وجنوب إفريقيا، تاريخ طويل من الاعتداءات الجنسية على الأطفال والنساء.
كما أفضى خلال السنوات الاخيرة اكتشاف المقابر الجماعية في أستراليا، والكشف عن الفساد الأخلاقي للكنائس، وكذلك الأزمات الفلسفية في الأسس الفكرية للكنيسة الكاثوليكية، إلى خلق تحدٍ متزايد للشرعية الدينية لهذه المؤسسة.