وقد درج العرف الدبلوماسي الدولي على أنه يجب الإعداد المسبق لبرنامج عمل كامل ينظم هذه الزيارات، ويضبط جميع تفاصيل الزيارة المتعلقة بعدد الوفد الزائر ومستوياته البروتوكولية، والجدول الزمني للزيارة، وأهم محطاتها ومضامينها وجدول أعمالها.
كما تتناول هذه التفاصيل شؤون تأمين حماية وأمن أفراد الوفد، وترتيبات الإقامة والخدمة والطعام والنشيد والعَلَم الوطنييْن، ومواعيد المقابلات والمؤتمرات الإعلامية.
ويتم خلال مختلف الزيارات تبادلٌ للهدايا والنياشين بين طرفي الزيارة، لكن الهدايا التي تقدم لرؤساء معظم الدول الغربية تفرض قوانينها أن تكون "رمزية" بحيث لا تتجاوز قيمتها مئة دولار، وإلا فإنها تحوّل إلى مقتنيات الدولة.
وفيما يلي استعراض لأهم أنواع الزيارات الرئاسية وفقا لقواعد البروتوكول العامة:
1- زيارة دولة: هي الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسمها الخاصة وبرامجها المميزة، إذ تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي.
لا تكون "زيارة دولة" إلا بدعوة رسمية من رئيس الدولة المضيفة لنظيره رئيس الدولة الزائر، فيكون فيها ضيفه شخصيا ويسكن في أحد مقرات إقامته الرسمية حتى نهاية الزيارة. وكقاعدة عامة لا تقام لأي رئيس من نفس الدولة إلا مرة واحدة أثناء مدة حكمه.
تنطوي "زيارة دولة" على معنى سياسي كبير، وتسودها أجواء احتفالية وشرفية كبيرة -على صعيديْ الاستقبال والتوديع- تنظمها الدولة المضيفة للرئيس الزائر، ويراعى فيها التقيد التام بجميع إجراءات البروتوكول بعد التوافق عليها بين الطرفين قبل بدء الزيارة.
تستوجب "زيارة دولة" عادة تنظيم حفل غداء أو عشاء يكون فيه الرئيس الزائر "ضيف شرف"، مع وضع برنامج محادثات وزيارات منوعة لبعض الأماكن والمعالم. كما تشمل إطلاق 21 طلقة بندقية في الهواء ترحيبا بالزائر إن كان رئيسا، و19 طلقة إن كان برتبة رئيس حكومة.
وقد يُدعى الضيف إلى زيارة الهيئة التشريعية (البرلمان)، وربما سُمح له بإلقاء خطاب فيه. وفي العادة يكون طول "البساط الأحمر" الذي ينزل عليه رئيس الدولة الزائر 50 مترا.
2- زيارة عمل: وقد تسمى "زيارة رسمية"، وهذا النوع من الزيارات الحكومية له مراسم محددة لكنها لا تصل إلى مستوى بروتوكول كامل في الاستقبال والتوديع كما يوجد في "زيارة دولة"، رغم أنها مثلها تكتسي أهمية سياسية كبيرة.
تتميز "زيارة عمل" بكونها مصممة لهدف محدد وبرنامج رسمي عملي، يتضمن مباحثات ولقاءات عمل وتوقيع اتفاقيات ثنائية. وفي حين تستوجب "زيارة دولة" عادة تنظيم حفل غداء أو عشاء، يمكن تجاوز ذلك خلال "زيارة عمل".
ولا توجد فيها طلقات مدفعية، وقد يُستقبل الرئيس الضيف في المطار بمستوى أقل من رتبة رئيس الدولة المضيفة، وكذلك في الوداع. وفيها يكون طول "البساط الأحمر" الذي ينزل عليه رئيس الدولة الزائر 25 مترا.
3- زيارة خاصة: هي زيارة يقوم بها رئيس دولة أو رئيس حكومة أو وزير بهدف شخصي قد يكون عملا خاصا أو علاجا أو سياحة، أو بهدف زيارة سفارة بلده لأمر ما. وليس لهذا النوع من الزيارات مراسم بروتوكولية أو تشريفات لافتة في معظم جوانبها، ففيها مثلا يكون طول "البساط الأحمر" الذي ينزل عليه رئيس الدولة الزائر عشرة أمتار فقط.