ونقلت وكالة "آماج نيوز" الأفغانية أمس الأربعاء عن قاري فصيح الدين الذي تولى منصب قائد أركان الجيش في حكومة "طالبان" الجديدة قوله أثناء تجمع في كابل إن المشاورات جارية بخصوص بناء الجيش، مضيفا: "سيكون لدينا جيش نظامي في المستقبل القريب".
وأشار فصيح الدين إلى ضرورة تدريب قوات مسلحة بغية حماية أفغانستان، متعهدا بمحاربة كل من يواجه "طالبان" من أجل "انتمائه العرقي والمقاومة ودعم الديمقراطية" التي حاول حلف الناتو بناءها في أفغانستان على مدى السنوات الـ20 الماضية.
وقال إن هؤلاء الأشخاص يحاولون "جر البلاد إلى حرب أهلية"، مضيفا أن الحركة "لن تسمح لهم بتقويض الأمن وسفك الدماء".
واتهم وزير خارجية حكومة "طالبان" أمير خان متقي الولايات المتحدة بأنها أخلت بوعدها بشطب أسماء قادة الحركة من قائمتها السوداء.
وقال متقي خلال مؤتمر صحفي في كابل الثلاثاء، حسبما أفاد موقع "طالبان" الرسمي في "تويتر": "أمريكا تعهدت بشطب أسماء جميع قادة الإمارة الإسلامية من القائمة السوداء، لكنها لم تف بوعودها، وهذا خرق وانتهاك لاتفاقية الدوحة".
وأشار متقي إلى أن "أفغانستان تريد علاقات جيدة وثنائية مع دول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي يجب ألا تمارس ضغوطا على أفغانستان"، مضيفا: "الدول التي لا تعترف بشرعيتنا سياساتها سلبية".
وشدد على "أننا نفي بوعودنا ونطلب من دول العالم عدم التدخل في شؤوننا. نحن تعهدنا بعدم استخدام أراضينا ضد أي دولة ونتمسك بهذا الالتزام".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تفرض أي شروط على حركة "طالبان"، لكنها تراقب كيف تنفذ الحركة وعودها.
وقال لافروف في تصريحات خلال زيارته إلى دوشنبه للمشاركة في اجتماع منظمة معاهدة الأمن الجماعي يوم الأربعاء، إنه "لم يمض ما يكفي من الوقت لإطلاق استنتاجات بشأن حكومة أفغانستان الجديدة".
وتابع أن "لا أحد يستعجل للاعتراف بـ"طالبان"، لكن موسكو تجري اتصالات مع الحركة بشأن القضايا المتعلقة بإزالة المخاطر على جيرانها في آسيا الوسطى.
وذكر لافروف أن الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني كان قد تلقى دعوة لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقررة غدا الخميس في دوشنبه، "لكن الوضع تغير".
وأشار لافروف إلى أن روسيا لن تتحمل مسؤولية أزمات الهجرة المحتملة الناجمة عن تصرفات الغرب.
من جهته قال ستانيسلاف زاس أمين عام منظمة معاهدة الأمن الجماعي، إن دول المنظمة أجمعت على تقديم المساعدة لطاجيكستان في حالة تفاقم الوضع على الحدود مع أفغانستان.
وذكر زاس، أن الوضع في أفغانستان، يثير القلق الخاص لدى دول المنظمة.
وأضاف زاس للصحفيين عقب اجتماع مشترك، لوزراء خارجية ودفاع وأمناء مجالس الأمن في دول المنظمة: "وافقت كل دول المنظمة بالإجماع، وأكدت مرة أخرى موقفها المشترك: في حالة تفاقم الوضع على الحدود الجنوبية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، سيتم تزويد طاجيكستان بكل المساعدة العسكرية والدبلوماسية اللازمة".
ودعت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، المجتمع الدولي إلى توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لسكان أفغانستان.
الى ذلك، اجتمع وزراء الخارجية والدفاع وأمناء الأمن لبلدان معاهدة الأمن الجماعي أمس الأربعاء في دوشنبه لمناقشة مسائل الأمن الإقليمي. وقدم الوزراء والأمناء بيانا مشتركا بعد انتهاء اللقاء. وشارك في الاجتماع وفود من روسيا وطاجيكستان وكازاخستان وقرغيزستان وبيلاروس وأرمينيا.