فالمعلومات الواصلة لـ "نورنيوز" تكشف عن قيام الجيش الأمريكي، وهو في صدد سحب قواته ومعداته من أفغانستان بناء على اتفاق مع طالبان، بالاستيلاء على ثالث مركز أمني بمطار كابول لتسهيل عملية الإخلاء، وفي انتهاك صارخ لحقوق الانسان يقوم بابتزاز الافغان الذين يريدون مغادرة بلدهم هربا من الظروف الراهنة بطلب مبالغ مالية منهم تتراوح بين الـ500 و2000 دولار.
في الأيام القليلة الماضية، أرسل البيت الأبيض فرق عمليات نفسية خاصة بمساعدة وسائل الإعلام الغربية لمحاولة إخفاء وجهه القبيح بتقنيات إعلامية، وتبييض صورته المشوهة في أعقاب السلوك الوحشي المنتهك لحقوق الإنسان الذي أقدم عليه في مطار كابول، عندما احتشد مئات الأفغان على متن طائرة شحن عسكرية أمريكية فارين من كابل، وعندما بدأت الطائرة الأمريكية بالتحليق، سقط المواطنون الأفغان ويظهر في الفيديو كيف تحلق الطائرة والأفغان يسقطون من السماء، وأن العسكريين في الطائرة لم يقدموا أي مساعدة لهم بالرغم من أن الطائرة كانت فارغة.
لكن؛ تشير التقارير الموثّقة من كل حدب وصوب بشأن المواطنين الأفغان الذين تمكنوا من مغادرة البلاد، إلى أن القوات الأمريكية لم تكن على استعداد لمساعدتهم حتى في لحظات الذعر والقلق تلك، ولم يُسمح لهم بالمغادرة إلا مقابل المبالغ المذكورة أعلاه.
ويوجد في مطار كابول ثلاث مراكز أمنية أول اثنين منها في أيدي قوات طالبان والثالث بيد القوات الأمريكية على النحو المتفق عليه بين الجانبين.
المثير للقلق، هو أن هذا السلوك اللاإنساني الذي يستمر من قبل جنود المحتل الأمريكي لم يلق أي ردّ حتى الآن من قبل القيادة المركزية الامريكية!
خلال الأسبوع الماضي ومنذ بداية سيطرة طالبان على كابول، واجه مطار كابول تدفقاً لأعداد هائلة من المواطنين الأفغان، خاصة أولئك الذين تعاونوا مع القوات الأجنبية بشتّى الطرق خلال العشرين عاماً الماضية، لكنهم واجهوا مصيرا مشؤوما عندما تساقطوا من على متن الطائرات الامريكية التي تشبّثوا بها عبثاً.
أعطى الجيش الأمريكي، وكذلك أعضاء آخرون في الناتو، الأولوية لمعداتهم وكلابهم وحتى الكحول لمغادرة أفغانستان، في استعراض صلف لطبيعتهم المعادية للإنسان أمام الرأي العام العالمي، الأمر الذي فضح تشدّقهم بحقوق الانسان.