وهو أول كتاب في سلسلة بعنوان [التنزيل والتأويل]، وهي ـ كما يذكر المؤلف ـ سلسلة كتب تحاول عرض الحقائق والقيم القرآنية من خلال أسلوب خاص يعتمد (ما تميل إليه أكثر النفوس من التبسيط والتيسير والتشويق والمتعة.. وما تميل إليه أكثر العقول من الحوار الذي يضم أطرافا كثيرة متباينة لا همّ لها إلا الوصول إلى الحقيقة، وعبر منافذها الصحيحة.. وما تميل إليه أكثر الأرواح المتسامية عن ثقل الأرض من التحليق في المعاني الكريمة النبيلة الراقية.. وهي مع مراعاتها لكل هذه الأمزجة والأذواق، تراعي الاشتمال على أكبر قدر من المعارف التي لا يمكن فهم القرآن الكريم ولا تدبره إلا من خلال توفرها)
وقد ذكر أن دوافعه إلى الكتابة بهذا الأسلوب هو أن كل ما كتب في هذا المجال ـ مجال الدراسات القرآنية ـ مع أهميته يكاد يكون محصورا في فئات محدودة من القراء والباحثين، ولذلك آثر التوجه للذين يميلون إلى هذا النوع من الكتابة، والتي تحاول المزج بين العلم والأدب، والعقل والعاطفة، والعمق والتبسيط.
وقد قسم الكتاب إلى أربعة براهين كبرى، تناول في أولها ما أطلق عليه [شهادة الله]، والتي استند فيها إلى برهان العناية، أو عناية الله تعالى بخلقه، ورحمته بهم، وتحقيقه لكل مطالبهم وحاجاتهم.. وبرهان الهداية، ذلك أنه لا يمكن أن تتحقق العناية من دون الهداية.
وتناول في الثاني ما أطلق عليه [شهادات الأنبياء عليهم السلام]، وذكر فيه ما ورد في الكتاب المقدس من البشارات بتنزل الوحي الإلهي على خاتم رسله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتناول في الثالث ما أطلق عليه [شهادة الرسول]، وقد ذكر فيه عشرة أنواع من الأدلة، منها: البيئة المخالفة، والتي نزل فيها القرآن الكريم، سواء في البيئة العربية القريبة، أو غيرها من البيئات، والتي كانت جميعا تتعطش لتنزل الوحي الإلهي، لإنقاذها وتخليصها.
ومنها أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العالية، والتي تجعل من المستحيل عليه أن يدعي أي دعوى كاذبة على الخلق؛ فكيف يدعيها على الخالق.
ومنها ما يرتبط بظاهرة الوحي نفسها، وكيفية حصولها، واستحالة أن تكون نابعة من أمراض نفسية أو عصبية، أو أن لها علاقة بالجن أو الإنس.
ومنها يقين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنبوته وعلمه بها، وعدم شكه فيها، وأنه ضحى في سبيل ذلك بكل شيء، ولو كان مدعيا لما استطاع ذلك.
ومنها ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي تعاتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو تؤدبه أو تتحدث عن بعض خصوصياته، وهو ما لا يمكن للمدعي أن يفعله.
ومنها ما ورد من الأدلة الكثيرة على تجرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن طلب أي عوض على دعوته، وإخلاصه في أداء التكاليف المرتبطة بها، وهو ما يتنافى مع الافتراء والدعوى.
ومنها ما ورد في القرآن الكريم من تحدي المخالفين له، وعدم استطاعتهم المواجهة على الرغم من توفر كل أسبابها، وفي كل الأجيال.. وغيرها من الأدلة.
وتناول في الفصل الرابع ما أطلق عليه [شهادة الخبراء]، وقد ذكر فيه ما ورد من الشهادات والوثائق والأدلة المختلفة، والتي تتحدث عما يطلق عليه [وجوه إعجاز القرآن الكريم]، أو مظاهره، وقد قسمه إلى سبعة مباحث.. منها الإعجاز البياني للقرآن الكريم.. والإعجاز العلمي، والإعجاز الغيبي، والإعجاز النفسي أو الأخلاقي، والإعجاز الاجتماعي، وغيرها.
وننبه إلى أن للمؤلف كتبا أخرى في مجال الانتصار للقرآن الكريم ورد الشبهات عنه، وبشكل روائي، ومنها كتابه [الكلمات المقدسة] الذي طبع مرات كثيرة، كما ترجم إلى الإنجليزية، وهو يحكي رحلة قام بها رجل دين مسيحي إلى الإسكندرية، لطباعة الكتاب المقدس، وفي كل يوم من الأيام يلتقي بشخص من عمال المطبعة أو غيرهم، يثير له شبهات حول الكتاب المقدس، ويدعوه إلى مقارنتها بالقرآن الكريم، وقد حاول من خلال تلك الحوارات الكثيرة إثبات قدسية الكلمات التي تنزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعقد المقارنات العلمية والدقيقة والموضوعية بينها وبين الكتاب المقدس.
وننبه إلى أنه يمكن تحميل الكتاب الجديد من موقع المؤلف ـ كسائر كتبه ـ وهذا رابط الكتاب: https://www.aboulahia.com/c114.html
نورا فرحات