الشيء الملفت في سيناريو توازن الرعب ان الكيان الغاصب عند تنفيذه لغارات جوية وهمية او قصفه لاي منطقة خالية في الجنوب اللبناني فان اول ما يبادر لاعلانه ان الرد سيكون بمحدودية في سابقة ان دلت فانها تدل على توجسه في الدخول بالوحل اللبناني وبالاخص ان حزب الله قد برهن في حرب تموز وفي الحرب ضد الارهاب التكفيري ان عناصره يتمتعون بقدرات قتالية لا مثيل لها على مستوى التدريب والخبرة والتوقيت والشجاعة .
ان تغير قواعد الاشتباك قد فرضته المقاومة واصبح الامر لها وهذا تطور استراتيجي يعكس ضعف الكيان الغاصب في الدخول بأي معركة تكون نتائجها وخيمة وحزب الله يستطيع فتح جبهات متعددة دون ضعف او تردد .
هذه الجولة العسكرية اكدت أن سلاح الردع الأساسي الذي تمتلكه المقاومة لمواجهة العدو هو سلاح الصواريخ، وأن المقاومة أدركت أن إسرائيل عاجزة عن التعامُل مع القوّة الصاروخية لحزب الله، وفشلت بذلك منظومة القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة حيث لم تتمكن من مواجهتها، مما يؤكد مجددا عجزها وان هزيمتها اصبحت مسألة وقت لا اكثر .
بعد هذه المواجهة ثبت أن العدو قد اخفق فلم يستطع زعزعة الامن في لبنان ولا تحريك بعض المأجورين للنيل من المقاومة وانه يفتقد للرؤية الواضحة في التعامل معها، فلبنان ليس بالساحة التي يمكنه ان يسرح ويمرح فيه وغير مسموح التلاعب بأمنه من خلال احداث بعض المشاكل ، كما أكدت هذه المواجهة أن المقاومة الاسلامية تتطور بسرعة مذهلة في التعامل التكتيكي الاستراتيجي العسكري، مما أدى إلى تراكم نجاحاتها وانتصاراتها وفي المقلب الآخر تراكم لفشل الاحتلال حربا بعد حرب واعتداء بعد اعتداء "والحسابة بتحسب".
خديجة البزال
نورنيوز-وكالات