وتوجه آية الله رئيسي، بالشكر لرئيس الوزراء العراقي على دعوته لحضور "مؤتمر دول الجوار العراقية" وقال: "إقدام العراق على عقد هذه القمة، إجراء مبارك".
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن تدخل الأجانب في شؤون المنطقة يؤجّج التوتر فيها ومبعث للقلق، معتبراً الحوار بين دول المنطقة لحلّ القضايا هو الحلّ الأمثل لاحلال الامن والسلام فيها، وقال: التعاون والتآزر بين دول المنطقة دون تدخل الأجانب شرط ضروري لاستقرار الأمن الإقليمي، وهو ماينعكس على إحلال السلام في دول هذه المنطقة ويوفّر الرفاهية لشعوبها.
وأوضح الرئيسي رئيسي، أن إيران كانت دائماً شغوفة لحلّ مشاكل العراق، مضيفاً: "تعتبر إيران نمو العراق وتطوره بمثابة نمو وتطور لها".
وسلم فؤاد حسين، خلال اللقاء، دعوة رئيس الوزراء العراقي إلى آية الله رئيسي، ووصف عقد "مؤتمر دول الجوار في العراق" بأنه خطوة في دعم العملية السياسية والتنمية الاقتصادية للبلاد، من أجل وضع حجر الأساس، فإنه عمل جماعي لدول المنطقة لخلق أمن مستديم فيها.
وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن الأمن الدائم في المنطقة لن يكون ممكنا لولا وجود إيران والعراق فيها، وقال: إن عقد هذا المؤتمر (دول الجوار) سيشكّل أرضية للحوار بين دول المنطقة من أجل التوصل إلى تفاهم جماعي بين بلدانها.
من جانبه تطرّق الأدميرال علي شمخاني مستشار قائد الثورة الاسلامية الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، خلال لقائه مع وزير الخارجية العراقي ظهر الثلاثاء، في طهران، إلى استمرار الوجود الخطير والشرير للقوات الأمريكية وتدخلها العلني والسري في شؤون المنطقة، وقال: "استمرار هذا التصعيد الامريكي سيفاقم الاوضاع في المنطقة".
وأكد شمخاني خلال اللقاء، أن دول المنطقة قادرة على صون الامن والسلام فيها من دون الحاجة لأي تدخل أجنبي، وقال: إن السلوك المشبوه الذي شرعت به أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني مؤخرًا في المنطقة يعبّد الطريق لانعدام الأمن وسوء التفاهم بين دول الخليج الفارسي.
وتابع شمخاني: بدراية كاملة بالأهداف وما يحدث خلف كواليس هذه الإجراءات، نحن على استعداد تام لتثبيط هذه المخططات التي تمسّ استقرار المنطقة.
كما عرّج الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، على الإجراء الأمريكي الأخير الذي صدر اليوم بشأن فرض عقوبات على قادة في المقاومة ممن حاربوا ضد الإرهاب في العراق وسوريا ولبنان، مشيرا الى ان امريكا أعطت بهذا الاجراء الجماعات الارهابية الضوء الاخضر لمواصلة ارتكاب الجرائم بحق شعوب المنطقة، وقال: نفور الشعوب من امريكا وحلفائها ناجم عن تنفيذ مثل هذه التصرفات الازدواجية والشرور.
كما شدّد شمخاني على ضرورة التنفيذ الكامل والسريع لاتفاقيات طهران - بغداد التي يمكن أن تكون خطوة كبيرة في زيادة مستوى التعاون الشامل ورفاهية شعبي البلدين.
في الختام أشار امين المجلس الاعلى للأمن القومي، الى ظهور بعض التشكيلات المسلحة الارهابية المناوئة لايران في كردستان العراق، وقال: ندعو الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية لطرد هذه الجماعات من كردستان العراق حتى لا ترغم إيران على اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجماعات، ودرء شر هؤلاء الإرهابيين المسلحين عن المنطقة.
بدوره هنّأ وزير الخارجية العراقي، بإجراء الانتخابات الرئاسية بشكل ناجح وباهر في ايران، وقال: "الاستقرار السياسي والاجتماعي في إيران يجعل العراق حكومة وشعبا سعيدا".
ووصف تنفيذ أي عمل عدواني ضد إيران من أي مكان في العراق يعارض أجندة الحكومة العراقية وبالتالي مرفوض تماماً، وقال مؤكدا: "سنتعامل بحزم مع أي جماعة وفصيل يريد استغلال الأراضي العراقية بأي شكل من الأشكال لتهديد أمن إيران".
وأبدى "فؤاد حسين" ارتياحه للحلّ التدريجي لدفع ديون العراق لإيران، وأضاف: "على الرغم من أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين طهران وبغداد في مستوى جيد، إلاّ أننا مستعدون لتحسين العلاقات الشاملة مع الحكومة الجديدة في إيران، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة المتوفرة للتعاون بين البلدين".
كما استقبل وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في طهران الثلاثاء نظيره العراقي فؤاد حسين وبحث معه حول التعاون والعلاقات الثنائية واهم القضايا الاقليمية والدولية ذت الاهتمام المشترك.
وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة قد اعلن في مؤتمره الصحفي الاسبوعي الاثنين، حول زيارة وزير الخارجية العراقي الى طهران بان هذه الزيارة مدرجة في جدول الاعمال وستتم قريبا.
وحول الاخبار الواردة التي افادت بانه من المقرر ان يوجه وزير الخارجية العراقي خلال الزيارة الدعوة لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية للمشاركة في الاجتماع الامني الذي سيعقد بحضور بعض دول المنطقة منها تركيا وسوريا قال: من المبكر التكهن حول محتوى الرسالة الموجهة لرئيس الجمهورية وسنتخذ القرار وفق الرسالة التي سنتسلمها.
وسلّم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الثلاثاء، دعوة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لرئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي لحضور مؤتمر دول الجوار العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجيّة العراقية أحمد الصحاف، في بيان ورد اوردته السومرية نيوز: إن "وزير الخارجيَّة فؤاد حسين وصل والوفد المُرافق له إلى طهران والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الإيرانيين".
واضاف، أنه "ناقش مواضيع تخص العلاقات الثنائية والوضع الأمني في المنطقة، بالإضافة إلى تسليم الدعوة المُوجهة من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي للرئيس الإيراني لحضور اجتماع القمة لدول الجوار العراقي".
وقال خطيب زادة في وقت سابق يوم الاثنين: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعو على الدوام للحوار الاقليمي ومن المؤكد ان العراق الشقيق يمكنه ايضا ان يؤدي دورا مهما في هذا السياق.
ورافق وزير الخارجية العراقي في زيارته لايران مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ومدير مكتب رئيس مجلس الوزراء رائد جوحي، ورئيس دائرة الدول المجاورة في وزارة الخارجيَّة احسان العوادي".
نورنيوز-وكالات