هذه العملية النفسية الواسعة، والتي قوبلت بمزيد من السفسطة البريطانية والأمريكية، كما هو واضح منذ البداية، وكما كشف موقع "نورنيوز" في عدّة مواضيع سابقة أبعاد هذه الهجمة الناعمة ضد ايران، واستعرض بين سطوره ما يحدث وراء الكواليس، خصوصاً بعد كشفه عن وجود نشاط لوحدات سايبرية صهيونية في الإمارات، وظهور أبعاد جديدة لهذه الحملة الغربية الصهيونية ضد الجمهورية الاسلامية.
وتشير المعلومات التي تلقاها موقع "نورنيوز" إلى جانب مزيد من التحقيقات في مختلف جوانب القضية، إلى أن حكومة الكيان الصهيوني الجديدة برئاسة "نفتالي بينيت"، تنوي تأجيج الاوضاع في المنطقة، وبصدد تنفيذ شرور جديدة ضد ايران، ذلك بسبب شعورها بالعجز الشديد في مواجهة الاستراتيجية الدفاعية-الامنية التي اعتمدتها الجمهورية الإسلامية.
في هذا الصدد؛ قال الجنرال "آمنون سوفرين"، الرئيس السابق لـ الموساد: "لا أرى سبباً يمنعنا من مهاجمة ناقلات النفط الإيرانية التي تعمل على توصيل النفط إلى سوريا ووجهات أخرى في المنطقة".
اعتبر هذا العنصر الأمني العسكري الإسرائيلي السابق أيضًا العمليات السيبرانية ضد أهداف إيران منطقية للغاية، وصنّفها على شكل نظريات للمواجهة بحسب زعمه.
المثير بالامر؛ أن ما كشفه "سوفرين" عن شنّ هجمات سايبرية في المنطقة ضد ايران، تشابه المعلومات التي سرّبها مسؤول أمني إيراني حول استقرار وحدة العمليات الإلكترونية الإسرائيلية في الإمارات، وتدل على مخطط الكيان الصهيوني القادم وأغراضه.
الجدير بالذكر أن الكيان الصهيوني وفي سياق حربه النفسية، عادة ما يعلن عن هذه المخططات من خلال تسريب المعلومات عبر وسائل إعلام خاصة غير رسمية، وإما عن طريق ضباط المخابرات العسكرية المتقاعدين، وأحيانًا من خلال الجهات الإعلامية المرتبطة بالموساد، بهدف خلق موجة نفسية تترك تبعاتها على الطرف المقابل.
من جانب آخر؛ تعمل حكومة بينيت، التي فشلت حتى الآن في تحقيق هدفها الأول المتمثل في "التحشيد" دولياً ضد إيران، على استحضار المزيد من التأييد العام والتعاطف معها، لتبرّر هجماتها الإرهابية المقبلة على السفن الإيرانية.
التحشيد الدولي الذي سعت إليه إسرائيل والغرب قوبل برفض وتحذير من قبل أعضاء مجلس الأمن، لاسيما مزاعم بريطانيا المناهضة لإيران، وكما قال مصدر في الأمم المتحدة لقناة "روسيا اليوم": كان بعض أعضاء مجلس الأمن غير مستعدين لتأييد مزاعم بريطانيا في اجتماع يوم الجمعة بشأن الهجوم المزعوم على السفينة الإسرائيلية، تاركين القرار لتحقيق مستقل.
ما يمكن البتّ به، هو أن كل من تل أبيب وداعميها الأمريكيين الأوروبيين وأنظمتهم الترهيبية في المنطقة، أيقنوا بوضوح أن الوقت ينفد، وأن إسرائيل معرضة للخطر لدرجة أن أي عمل أحمق من جانبهم سيصب في مصلحة إيران، وأن اي اعتداء على الجمهورية الاسلامية سيلاقي رداً حازماً وحاسماً في الزمان والمكان المناسبين.
نورنيوز