ويُلقي رئيس الجمهورية الجديد، عصر اليوم الخميس، خطاباً يشرح فيه الخطوط العريضة لإدارة الجهاز التنفيذي للجمهورية الاسلامية الايرانية، في مراسم يحضرها كبار المسؤولين في الأجهزة الأخرى، إضافة إلى وفود أجانب وصلوا لحضور المراسم بدعوة من طهران.
وعقب تنفيذ حكم تنصيب آية الله رئيسي من قبل قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، التي أقيمت أول من أمس، التقى الرئيس الايراني الجديد منذ أمس الاربعاء وحتى اليوم الخميس عدد من رؤساء الوفود التي وصلت الى طهران للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية.
*على القوات الاجنبية الخروج من سوريا
ولدى استقباله رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ، في طهران، أمس الأربعاء، أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، ان سوريا قيادة وشعبا وقفت ببسالة وحققت الانتصار في مواجهة الارهاب العبري والغربي، مؤكدا على خروج بقايا القوات الاجنبية المتواجدة بصورة غير شرعية على الاراضي السورية على وجه السرعة.
واكد الرئيس الايراني على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران ودمشق بما يخدم مصالح البلدين، وقال: سنواصل التواصل والتعاون القائم بين البلدين بقوة ولا توجد اي قيود على تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين.
وبخصوص التخطيط لإعادة إعمار سوريا، قال آية الله رئيسي: ان بقايا القوات الأجنبية المتواجدة بصورة غير شرعية يجب ان تخرج من الأراضي السورية على وجه السرعة حتى يتمكن شعب هذا البلد من بدء عملية إعادة الإعمار بقوة وسرعة.
*اليمن أسوة لمقاومة الاستكبار
واكد "آية الله رئيسي"، خلال استقباله المبعوث الخاص لحكومة الانقاذ الوطني اليمنية "محمد عبد الله السلام"، انه لا يحق لاحد من خارج اليمن ان يقرر مصير هذا البلد؛ قائلا: لقد اتضح للعالم اجمع اليوم، بمن فيهم المعتدون، من هو المنتصر الحقيقي في هذه الميدان؟!
واشاد اية الله رئيسي خلال هذا اللقاء، بصمود ومقاومة الشعب والمجاهدين في اليمن بوجه القوى الاستكبارية والمتغطرسين.
وصرح: بات اليمن اليوم، اسوة لمقاومة الاستكبار العالمي ومفخرة للعالمين الاسلامي والعربي.
واضاف رئيس الجمهورية: ان المقاومة الملحمية والصمود الذي جسده الشعب اليمني بشبابه البواسل من اجل الدفاع عن عزته واستقلاله في مواجه الاستكبار واذنابه، اذهل العالم؛ واصفا هذا الانتصار المشرف بانه لايتعلق باليمنيين فحسب وانما احرار العالم جميعا.
*دول المنطقة ليست بحاجة التدخل الاجنبي
وخلال استقباله وزير الخارجية العماني "بدر بن حمد البوسعيدي" الذي يمثل السلطان "هيثم بن طارق" خلال مراسم اداء اليمين الدستورية، قال رئيس الجمهورية: ان العلاقات بين طهران ومسقط تنبثق عن الاواصر والقواسم المشتركة العريقة بين شعبيهما.
وأبدى آية الله رئيسي رغبة ايران في توسيع تعاونها بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع سلطنة عمان، معتبراً، الاواصر الوثيقة التي تجمع بين الشعبين الايراني والعماني، دعامة للجهود الهادفة الى تعزيز العلاقات الثنائية ورصيدا للدفع بهذه العلاقات نحو الامام.
وأكد ان دول المنطقة لديها من القوة والاقتدار ما يمكّنها من توفير الامن لها دون التدخل الاجنبي الذي لم يحقق حتى الآن اي نتيجة سوى تهديد الامن الاقليمي.
*تواجد امريكا في أي مكان بالعالم يخلق المشاكل
وخلال استقباله رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني محمد صادق سنجراني في طهران، الاربعاء، اكد رئيس الجمهورية، بان طهران واسلام آباد تربطهما اواصر لا تنفصم، لافتا الى ضرورة تحديد الطاقات المتزايدة لرقع مستوى العلاقات والتعاون الثنائي وتفعيلها في مسار تحقيق مصالح البلدين والمنطقة.
وأبدى آية الله رئيسي قلقه إزاء أوضاع الشعب الافغاني، وقال: ينبغي علينا عبر التعاون المشترك الا ندع هذا الشعب المسلم يتضرر اكثر مما هو الان.
واكد بان تواجد أمريكا في اي مكان من العالم لا يحلّ اي مشكلة بل يخلق المشاكل ايضا، واضاف: ان مصير افغانستان يجب ان يقرر من دون تدخلات الاجانب وبيد الافغان انفسهم وعبر الحوار والسبل السلمية.
*العلاقات مع امريكا اللاتينية
ولدى استقباله نائب الرئيس الفنزويلي،ريكاردو منندز بيريتو في طهران الاربعاء، صرح رئيس الجمهورية بان لايران وفنزويلا مصالح مشتركة واعداء مشتركين، مؤكدا، ان الدول المستقلة قادرة على التغلب على الحظر والضغوط الاميركية الظالمة.
واشار آية الله رئيسي الى ضرورة تعزيز وترسيخ العلاقات بين ايران ودول اميركا اللاتينية وقال: لا شك ان الدول المستقلة والداعية للحرية يمكنها عبر رفع مستوى العلاقات والتعاون بينها التغلب على الحظر والضغوط الاميركية الظالمة.
ووصف العلاقات بين طهران وكاراكاس بانها ودية وعميقة واضاف: ان لايران وفنزويلا مصالح مشتركة واعداء مشتركين وقد اثبتنا على الدوام باننا قادرون عبر الصمود والحكمة على احباط المؤامرات الاميركية والامبريالية وان اميركا على النقيض من مزاعمها لا يمكنها منع الدول المستقلة عن طريق التقدم والنمو.
الى ذلك اعتبر الرئيس الايراني آية الله ابراهيم رئيسي المستوى الراهن للعلاقات بين الجمهورية الاسلانية الايرانية وبوليفيا بانه غير كاف، مؤكدا وجود الكثير من الارضيات لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الرئيس رئيسي خلال استقباله وزير الخارجية البوليفي راخليو مايتا مساء الأربعاء ، إن المستوى الحالي للعلاقات بين البلدين غير كاف نظرا الى الطاقات الهائلة المتاحة مشيرا الى ضرورة التخطيط للعمل معا لوضع آليات للتنمية الشاملة للعلاقات في مختلف المجالات ".
وفي إشارة إلى أهمية تطوير وتعزيز العلاقات والتعاون بين إيران وبوليفيا ، قال رئيسي: لدى البلدين مجالات عديدة لتطوير مستوى العلاقات التي يجب تحديدها واستخدامها لتحسين العلاقات والمصالح بين البلدين.
ونوه إلى استياء الولايات المتحدة من تطور علاقات إيران مع بوليفيا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى ، وقال : نحن عازمون على زيادة علاقاتنا بما يخدم مصالح شعبي البلدين اكثر فاكثر بعيدا عن ارادة المستكبرين .
وقال آية الله رئيسي: "إن الولايات المتحدة والمستكبرين بالعالم مستاؤون وغاضبون لأن بوليفيا تقوم على إرادة شعبها ، ولكن لا شك أن الدول المستقلة والمتحررة مثل بوليفيا بامكانها مواصلة طريق التنمية بعيدا عن ارادة المستكبرين.
ولدى استقباله الاربعاء، امين عام "التحالف البوليفاري لشعوب أمريكتنا" (البا) "ساجو سيرخيو لورمتي سوليز"، قال رئيس الجمهورية: ان تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول امريكا اللاتينية، مدرج على سلم اولويات السياسة الخارجية في ايران.
واكد آية الله رئيسي، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية مصممة على توسيع علاقاتها مع دول هذا الاتحاد؛ بما يخدم المبادئ والمواقف المشتركة بين الجانبين.
ودعا رئيس الجمهورية الى وضع برامج وخطط مناسبة للنهوض بمستوى التعاون والتنسيق في مختلف المجالات الثنائية والاقليمية والدولية بين ايران ودول منطقة امريكا اللاتينية.
واكد، ان تنامي العلاقات بين الجانبين من شانه ان يفشل محاولات امريكا وسائر الدول الاستكبارية، الرامية الى احباط جهود الشعوب المستقلة والحرة في العالم.
* مواجهة الاطماع الامريكية
اعتبر الرئيس الايراني لدى استقباله وزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا في طهران الأربعاء، أن هذا البلد أنموذجا لدول امريكا اللاتينية في مواجهة الاطماع الامريكية.
وقال: الصمود في مواجهة الاطماع الظالمة للولايات المتحدة جعلت نيكاراغوا أنموذجًا لدول أمريكا اللاتينية، والتحركات المناهضة للاستكبار في هذه المنطقة .
وأشار إلى أن اسم ثورة نيكاراغوا كان دائمًا اسمًا مألوفًا للشعب الإيراني، مضيفًا: "إن الشعب الإيراني يتمنى دائمًا النجاح والنصر للشعب الثوري في نيكاراغوا وكما يؤكد قائد الثورة الإسلامية يجب أن تبقى جذوة الروح الثورة متقدة دوما لاسيما في اوساط جيل الشباب ، ويجب على قادة الثورة النيكاراغوية ألا يسمحوا بمرور الوقت ان تخمد الروح الثورية لدى الناس ، وخاصة الشباب.
ووصف رئيسي العلاقات بين البلدين بأنها جيدة وبناءة، وقال: بالطبع ان المستوى الحالي للعلاقات غير كاف ويجب اتخاذ خطوات جادة للنهوض بمستوى العلاقات من خلال بحث سبل استثمار الطاقات المتاحة لدى البلدين .
*العلاقات مع افريقيا
ولدى استقباله الاربعاء رئيس برلمان النيجر سيني عمرو، اكد الرئيس الايراني آية الله ابراهيم رئيسي بان تطوير العلاقات مع الدول الافريقية ومنها النيجر يعد من اولويات الجمهورية الاسلامية الايرانية في المرحلة القادمة.
واشار آية الله رئيسي خلال استقباله الاربعاء رئيس برلمان النيجر سيني عمرو، الى ان العلاقات بين البلدين كانت ودية على الدوام بعد انتصار الثورة الاسلامية وقال: ان ما يربط البلدين اكثر من العلاقات السياسية والاقتصادية، هو العقائد المشتركة للشعبين والتي تقرب بين قلوبنا.
واعتبر المستوى الراهن للعلاقات بين البلدين بانه غير مقبول، وقال: انه على وزارتي الخارجية في ايران والنيجر وضع وتنفيذ برنامج وخطة عملانية للتعرف على جميع الطاقات التي يمتلكانها لتطوير العلاقات بينهما ذلك لان تطوير العلاقات مع الدول الافريقية ومنها النيجر يعد من اولويات ايران في المرحلة القادمة.
كما اعتبر آية الله ابراهيم رئيسي، لدى استقباله الاربعاء وزير السياحة الغاني ابراهيم محمد، المستوى الراهن للعلاقات بين ايران وغانا وسائر الدول الافريقية بانه غير مقبول.
وقال: ان انخفاض مستوى العلاقات مع غانا وسائر الدول الافريقية امر ليس مقبولا للحكومة الثالثة عشرة، وسنبذل جهودنا لتفعيل كل الطاقات المتاحة من اجل الارتقاء بمستوى العلاقات مع الدول الافريقية.
*التعاطي الواسع مع دول الجوار
ولدى استقباله الاربعاء رئيس المجلس التشريعي الأعلى في أوزبكستان، نور الدين جان إسماعيلوف، اكد الرئيس الايراني على القواسم القواسم التاريخية والثقافية الكبيرة بين ايران واوزبكستان، وقال: هناك طاقات كبيرة لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادية ونتطلع الى تنشيطها خدمة لمصالح شعبي البلدين.
وأكد على تسريع استكمال الاتفاقات القائمة بين البلدين وضرورة تحديد الطاقات الجديدة المتاحة، وأشار إلى أن تعميق وتعزيز العلاقات والتعاون ينبغي أن يقود الى أمن البلدين وزيادة رفاه شعبيهما.
* العلاقات بين طهران ودوشنبة
كما اعتبر آية الله رئيسي لدى استقباله الاربعاء، رئيس مجلس النواب الطاجيكي "محمد طائر ذاكر زادة"،العلاقات بين ايران وطاجيكستان تفوق مستوى الاواصر الثنائية المتعارف عليها؛ داعيا الى تسخير القواسم الثقافية والحضارية المشتركة "لكونها خطوات حاسمة في سياق النهوض بهذه العلاقات".
ولفت رئيسي، في هذا اللقاء، الى ضرورة تعزيز العلاقات بين "ثلاثي الدول الناطقة باللغة الفارسية"، ايران وطاجيكستان وافغانستان، قائلا: ان الفلتان الامني في افغانستان اليوم، ينبع من تدخلات الاجانب في الشؤون الافغانية، وهو لا يخدم مصالح اي طرف.
*ايران تريد الامن والاستقرار للجميع
واكد رئيس الجمهورية لدى استقباله وزيرة خارجية جمهورية البوسنة والهرسك "بيسرا توركوفيتش"، ان سياسات ايران المبدئية قائمة على دعم وحدة اراضي الدول والمظلومين في انحاء العالم؛ وقال : نحن نسعى للحفاظ على الامن والاستقرار في كافة المناطق.
واعتبر اية الله رئيسي، العلاقات والتعاون بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية البوسنة والهرسك، انها قائمة على اسس الصداقة وعريقة ومعمقة.
ودعا الرئيس الايراني خلال اللقاء، الى تفعيل الطاقات المشتركة واستخدام الفرص المتاحة من اجل بناء تعاون اقتصادي واسع النطاق بين ايران والبوسنة؛ وبما يصب في مصلحة شعبيهما.
*رئيسي يثمن جهود اوبك للحفاظ على استقرار اسواق النفط
واعلن سفير ومندوب ايران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا " كاظم غريب ابادي"، ان رئيس الجمهورية المنتخب "اية الله سيد ابراهيم رئيسي" ثمن جهود منظمة اوبك من اجل الحفاظ على اسواق النفط العالمية.
واشار "غريب ابادي" الى الرسالة الخطية التي بعثها آية الله رئيسي، ردا على تهنئة الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "محمد سانوسي باركيندو"، لمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية في ايران؛ متمنيا له ولزملائه في اوبك بالنجاح.
وكان باركيندو قد كتب في رسالة التهنئة التي بعثها الشهر الماضي الى الرئيس الايراني المنتخب، ان "الشعب الايراني العظيم اعترف عبر هذا الاختيار بجهود وخدمات فخامتكم المديدة ودوركم في سياق توفير الرخاء له".
وماتزال العديد من الوفود الاجنبية تتوافد الى العاصمة الايرانية طهران لحضور مراسم اداء الرئيس الجديد لليمين الدستورية.
ووصل اليوم الخميس، رئيس الجمهورية الافغاني "محمد اشرف غني" والوفد المرافق له، ورئيس وزراء ارمينيا "نيكول باشينيان"، ورئيس مجلس الدوما الروسي "فياجسلاف فالودين"، ورئيس الوزراء الجزائري "ايمن بن عبد الله"، ورئيس الجمهورية العراقي "برهم صالح"، ونائب الامين العام لحزب الله اللبناني "الشيخ نعيم قاسم"، للمشاركة في مراسم اداء اليمين الدستورية للرئيس الايراني الجديد.
يذكر ان مراسم اداء اليمين الدستورية، ستجري عند الساعة الخامسة عصر اليوم الخميس (5 اغسطس 2021) في مبنى مجلس الشورى الاسلامي بمشاركة اكثر من 115 شخصية رسمية اجنبية من بينهم رؤساء جمهورية ورؤساء برلمانات ورؤساء حكومات ووزراء خارجية ووزراء اخرين، اضافة الى العشرات من مدراء ومندوبي المنظمات والمؤسسات الدولية والاقليمية والشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية من مختلف انحاء العالم.
نورنيوز-وكالات