جاءت تصريحات السفير بهاروند الذي تم استدعاؤه أمس إلى وزارة الخارجية البريطانية ، في حديث مع لـ "أندرو إنجلاند"، مراسل قسم السياسة الخارجية قي صحيفة فايننشال تايمز، واضاف : أن رد فعل لندن في هذا الصدد واتهام إيران دون امتلاك أدلة ووثائق بهذا الشأن هو متسرع وغير ناضج، متسائلا لماذا تسارع بريطانيا باتهام إيران في هذه المنطقة بغرب آسيا، المليئة بالتوتر من اليمن وأفغانستان إلى سوريا ولبنان، دون تقديم أدلة ؟ موضحا بأن في منطقتنا، هناك لاعب معتدي مثل الكيان الإسرائيلي وهو مستعد للعدوان ضد دول أخرى في أي لحظة، وهو كيان سباق في العدوان على الآخرين ويعمل على اتهام دول أخرى في هذا الصدد.
وقال إن المسؤولين في إيران، بمن فيهم المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية، نفوا أي تورط إيراني في الحادث، ونددوا بالاتهامات التي تطلق بهذا الشان ضد طهران موضحا أن ايران تعتبر الاستقرار في المنطقة إحدى أهم أولويات سياستها الخارجية.
كما أشار الدبلوماسي الإيراني إلى تعرض 11 سفينة إيرانية خلال العام الماضي للهجوم في البحر وحتى في الخليج الفارسي وتساءل بهاروند: لماذا لا يدين أحد الهجوم على السفن الإيرانية؟ لماذا لا توجه اصابع الاتهام الى احد؟ لماذا عندما تهاجم سفينة إيرانية من قبل غواصة، أو عندما يعلن الكيان الإسرائيلي مسؤوليته عن تخريب المنشآت النووية لبلدنا، الأمر الذي كان من الممكن أن يعرض حياة آلاف الأشخاص للخطر، لماذا لا يدين أحد هذا الكيان الذي يتبجح بممارساته التدميرية؟
وأشار السفير الإيراني الى أن مقتل مواطن بريطاني أو أي إنسان آخر يبعث على الأسف، لكننا نعتبر الإجراء المتسرع للمسؤولين البريطانيين في اتهام إيران بالخطأ، مؤكدا ان إيران لاتسعى الى اثارة التوترات في المنطقة، لأنها لاتصب في مصلحة أحد، وأن خلق توترات غير ضرورية في هذه المنطقة الحساسة لن يفيد أحد.
إيران لا تبحث عن توترات في العلاقات مع بريطانيا
ودا على سؤال عما إذا كان لهذا الحادث تأثير سلبي على العلاقات الإيرانية البريطانية، قال بهاروند المساعد السابق لوزير الخارجية في الشؤون القانونية والدولية: إن إيران لا تبحث عن توتر، و في نفس الوقت فأنها على استعداد للدفاع عن مصالحها في أي مجال.
محادثات فيينا
و في رده على سؤال حول ما إذا كان هذا الحادث سيؤثر على محادثات الاتفاق النووي في فيينا، قال الدبلوماسي الإيراني، أن الاتفاق له إجراءاته وآلياته الخاصة وليس هناك أي علاقة بين هذا الحادث والاتفاق النووي في رأينا، ولا أعرف رأي الاطراف الاخرى، لكن المحادثات في فيينا ليست في موقف سيئ في الوضع الحالي.
واضاف بهاروند لمراسل الصحيفة عن محادثات فيينا: أهم شيء في الاتفاق النووي هو أن الطرف الذي انسحب يحتاج إلى العودة إلى التزاماته، إضافة إلى ذلك ، فإن إحدى القضايا الرئيسية في محادثات فيينا هي وضع آلية تمنع أي دولة من الانسحاب أو اتخاذ إجراءات أحادية الجانب كلما شاءت ودون المرور بالآليات الموجودة في الاتفاق.
واوضح السفير الايراني في لندن، أن ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الخروج من الاتفاق لا يختلف عما فعله صدام حسين في انتهاك لاتفاقية الجزائر 1975 مع إيران، في كلتا الحالتين، فرض صدام وترامب حربا عسكرية واقتصادية من جانب واحد على الشعب الإيراني دون الخضوع للآليات القانونية لحل النزاع، ولهذا فأن الشعب الإيراني يسأل الآن: ما الذي يجب فعله إذا تولى رئيس آخر مثل ترامب السلطة في الولايات المتحدة؟ ماذا لو أعيد انتخاب ترامب في غضون ثلاث سنوات؟
وفيما يتعلق بسياسات إيران الإقليمية، أوضح السفير الإيراني لدى لندن، أن أولوية الدبلوماسية الإيرانية هي العمل مع جيرانها، موضحا: أن إيران تسعى بشكل أساسي إلى عدم حدوث توتر مع جيرانها؛ وحتى الآن، لم ترفض أي طلب بالحوار مع الدول المجاورة وليس لديها قيود على الحوار مع أي دولة، باستثناء الكيان الإسرائيلي والنظام الأمريكي في الوقت الحاضر.
وأضاف: أن إيران تبحث عن حوار لتحقيق التفاهم المتبادل وتوفير الارضية للأمن والرفاهية لشعوب المنطقة، لكن للأسف بعض الدول في منطقتنا تتطلع لشراء الأمن من خارج المنطقة.
واشار بهاروند إلى أن التجربة أظهرت أن الأمن المستورد لن يدوم، وان بعض دول المنطقة تعتبر المفاوضات مع إيران مشروطة بالإجراءات التي يتعين ان تتخذها إيران، وأود أن أقول إن إيران لارغبة لديها في استمرار التوترات بالمنطقة وتعتبر التوترات القائمة في المنطقة غير ضرورية.
وأشار إلى أنه إذا أصرت الدول على اثارة التوترات في المنطقة أو مع إيران، فإن طهران قادرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة في مختلف المجالات لضمان مصالحها الوطنية.
نورنيوز-وكالات