وقال غني متوجها إلى البرلمان يوم الاثنين: إن "سبب الوضع الذي نحن فيه حاليا هو أن القرار اتخذ بشكل مفاجئ"، مضيفا أنه حذر الأمريكيين من أن الانسحاب ستكون له "عواقب".
وأشار غني إلى أن السلطات وضعت خطة لمدة ستة أشهر لهزيمة طالبان، لكنه أقر بأن "طالبان" لم تعد "حركة مشرذمة تفتقد للخبرة"، وأضاف: "نواجه قيادة منظمة مدعومة من ائتلاف آثم للإرهاب الدولي والدوائر الداعمة له".
وجاءت تصريحاته في وقت تخوض القوات الأفغانية معارك لمنع سقوط أول مدينة رئيسية في أيدي "طالبان" بعد هجمات شنها المسلحون على مراكز حضرية في إطار تصعيد كبير.
وهاجم عناصر "طالبان" عواصم ثلاث ولايات على الأقل هي لشكر قاه وقندهار وهرات، بعد نهاية أسبوع شهد مواجهات عنيفة نزح على أثرها آلاف المدنيين في ظل تقدم المقاتلين.
وتصاعدت حدة المعارك في لشكر قاه، عاصمة ولاية هلمند، حيث شن عناصر "طالبان" هجمات منسقة استهدفت وسط المدينة وسجنها، قبل ساعات فقط من إعلان الحكومة نشر مئات من عناصر الوحدات الخاصة في المنطقة.
على صعيد آخر، قال كلام الدين شينواري مستشار الرئيس الأفغاني، في مقابلة مع وكالة "نوفوستي"، إن سلطات بلاده لا تعارض حماية تركيا لمطار كابل الدولي بعد انسحاب القوات الأمريكية.
ووفقا له، عرضت أنقرة ذلك على واشنطن، من أجل "الحصول على بعض التفضيلات من الولايات المتحدة".
وأضاف شينواري: "لكن موافقة الجانب الأفغاني على هذا الأمر، يعتبر أحد الشروط الضرورية. ولا توجد أية مشاكل لدى الحكومة الأفغانية مع تركيا، بشأن هذه القضية".
وأكد مستشار الريئيس الأفغاني، أن حكومة بلاده لا تعارض تطور الأحداث وفق هذه المسارات.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن أنقرة عرضت توفير الأمن لمطار كابل بعد انسحاب القوات الأمريكية، بشرط تحقيق عدد من الشروط التي طرحتها.
وفي وقت لاحق، قال الوزير إن القرار النهائي لم يتخذ بعد، وأن المفاوضات جارية مع الولايات المتحدة وأفغانستان.
من جانبها، أعلنت حركة طالبان، معارضتها لنشر القوات التركية في أفغانستان، لأنه ينتهك سيادة البلاد.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، إن قوات الأمن قضت على 455 من مسلحي حركة طالبان، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة الأفغانية، في بيان:"تم القضاء على أربعمائة وخمسة وخمسين عنصرا من طالبان، وأصيب 232 آخرون خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية".
وتشهد أفغانستان حاليا مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة طالبان الذين يسيطرون على مناطق ريفية واسعة، ويشنون هجمات متواصلة على مدن أفغانية كبيرة.
وتزداد حدة التوتر في أفغانستان على خلفية وعود الإدارة الأمريكية بإنهاء عملية سحب قواتها من الأراضي الأفغانية قبل 11 سبتمبر القادم.
وكان ممثلون عن واشنطن وحركة طالبان وقعوا في الدوحة في عام 2020 أول اتفاقية سلام منذ 18 عاما من الحرب. وتقضي هذه الاتفاقية بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهرا وبدء الحوار الأفغاني الداخلي بعد تبادل الأسرى.
نورنيوز-وكالات