معرف الأخبار : 73504
تاريخ الإفراج : 7/10/2021 6:54:10 PM
إشادة أفغانية باجتماع طهران.. وتحذير روسي من تمدّد نفوذ طالبان

إشادة أفغانية باجتماع طهران.. وتحذير روسي من تمدّد نفوذ طالبان

قال الرئيس الافغاني السابق "حامد كرزاي": ان الاجتماع الذي عقد مؤخرا بطهران وضم وفدا من تنظيم طالبان والحكومة الافعانية، شكل خطوة هامة نحو السلام في افغانستان.

وذكرت صحيفة "افغانستان تايمز" السبت، ان كرزاي دعا في تصريح له على خلفية اجتماع طهران، الى ترسيخ جميع الطاقات من اجل التوصل الى حل سلمي وسياسي للازمة الراهنة في افغانستان. 

كما رحب الرئيس الافغاني السابق، بالبيان المشترك الصادر عن اجتماع طهران، الذي حذر فيه الجانبان من خطر استمرار الحرب على الامن والاستقرار في افغانستان والمنطقة.

وفيما اعرب عن تقديره للجمهورية الاسلامية الايرانية على استضافتها وفدي طالبان والحكومة الافغانية، دعا كرزاي الطرفين الى اتخاذ خطوات حاسمة ومؤثرة بهدف انجاح عملية السلام في افغانستان.

من جانبه، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، أن حدود إيران مع أفغانستان هادئة وآمنة ولا توجد اي زعزعة للأمن على الحدود.

* حدود ايران آمنة

وقال خطيب زاده في تصريحه أمس الجمعة، ردّاً على سؤال حول أوضاع الحدود والمعابر الحدودية مع أفغانستان بعد التطورات الحدودية الأخيرة في هذا البلد: ان حدود الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي ظل جهود حرس الحدود الغيارى لبلدنا يسودها الهدوء والامن، ولا توجد اي زعزعة للأمن على حدود البلاد مع أفغانستان.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية: بسبب الاشتباكات التي وقعت في  جمارك إسلام قلعة وأبو نصر فراهي داخل أفغانستان، دخل عدد من الموظفين الأفغان إلى داخل الاراضي الايرانية.

وأكد خطيب زاده: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخذ الإجراءات اللازمة وفقا للقوانين والقرارات واتفاقيات الحدود مع أفغانستان وفي إطار حسن الجوار.

* مستقبل أفغانستان

اعتبر الرئيس الاسبق للجنة شؤون افغانستان في وزارة الخارجية الايرانية محسن باك ايين، أجتماع طهران بمثابة مقدمة لاستمرار المحادثات حول مستقبل افغانستان، وقال : اذا كانت ايران تتفاوض مع طالبان فهذا لا يعني الدفاع عن الإرهاب، إيران تدعم التوجهات السياسية لطالبان، وتدعوهم لتجنب أعمال العنف والإرهاب.

وحول اجتماع الحوار الأفغاني الأفغاني الذي استمر يومين في طهران، اوضح محسن باك آيين، في مقابلة مع وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا)، أن حضور وفود أفغانية ذات توجهات وميول مختلفة في طهران، واجراءهم محادثات حول إنهاء الأزمة الحالية وتحقيق السلام، يجب اعتباره خطوة ايجابية.

وفي إشارة إلى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، قال باك ايين، أن الجانبين توصلا إلى هذه النتيجة في اجتماع طهران إن وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان لمدة 20 عاما لم يحقق إنجازات ملموسة لهذا البلد بل زاد من حجم الدمار والمشاكل في أفغانستان .

وبحسب هذا الخبير في شؤون أفغانستان، فإن وجود الأمريكيين في أفغانستان خلف خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية، ولم يفشل في إنهاء الإرهاب فحسب، بل تسبب بمجيء تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان، وأقامهم في هذا البلد.

*الحكومة الأفغانية وطالبان فقدتا الأمل بأمريكا

وقال باك ايين أن فشل الولايات المتحدة في أفغانستان افضى إلى استنتاج الحكومة الأفغانية وطالبان والجماعات الأفغانية أنه ليس لديهم خيار سوى التحدث مع بعضهم البعض وإيجاد حلول مفيدة للطرفين وحل مشاكل أفغانستان، موضحا ان الحكومة الافغانية خلصت الى أن الاتكاء على امريكا لا فائدة لهم، وحتى الولايات المتحدة غير مستعدة للدفاع عن الحكومة المركزية لأفغانستان.

وصرح ان التبعية لأمريكا جعلت رئيس أفغانستان يذهب إلى قاعدة باغرام العسكرية للقاء رئيس الولايات المتحدة، عمل فسره كثيرون على أنه إهانة لشعب أفغانستان وإهانة لهذا البلد.

وفي إشارة إلى اتفاق الدوحة بين طالبان والحكومة الأمريكية، أشار الدبلوماسي الايراني السابق إلى أن طالبان كانت تعول ايضا على امريكا من خلال الاعتماد عليها وتكوين صداقات وسلام معها لتحقيق أهدافها الشمولية وأن تصبح الحاكم المطلق لأفغانستان، لكنهم توصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذا غير ممكن.

وفي إشارة إلى دور إيران الداعم للسلام والاستقرار في أفغانستان، قال باك ايين أن دور الدول الصديقة لأفغانستان والمهتمة بإحلال السلام في هذا البلد مثل إيران، مهم وفعال، وعلى هذه الدول أن تمضي قدما في وساطتها ونفوذها، وأن تواصل المفاوضات السياسية تدريجيا لتحقيق السلام.

*روسيا تدعو للحوار مع طالبان

من جانبه عدّ المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الحوار مع طالبان ضروريا بالنظر الى الاضطرابات الناشبة في افغانستان والتطورات الاخيرة في المنطقة الحدودية مع طاجيكستان.

وقال بيسكوف، في تصريح صحفي يوم الجمعة، إن الرئيس الروسي ديمتري بوتين على اطلاع عن هذا الحوار والاتصالات الجارية لايجاد حل للمشكلة في افغانستان.

ولم يبد بيسكوف أي موقف لبلاده ازاء احتمال استيلاء حركة طالبان على جميع اراضي افغانستان وعما اذا كانت موسكو ستعترف بحكومتها في هذا البلد.

وأوردت وزارة الخارجية الروسية، ان حركة طالبان استولت على نحو ثلثي مساحة المنطقة الحدودية بين افغانستان وطاجيكستان.

*لافرنتييف: فليتعظ الاكراد

من جانبه قال الكسندر لافرنتييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، إن الأكراد في سوريا يعولون حاليا على التعاون مع الولايات المتحدة التي تتواجد قواتها في مناطقهم.

وأضاف لافرينتييف: "إن الولايات المتحدة يمكن أن تتخذ قرارا في سحب قواتها من سوريا بصورة مفاجئة كما فعلوا في أفغانستان، وهذا الأمر يعد إشارة واضحة للأكراد، الذين نبقى على تواصل وثيق معهم ونحملهم على تنظيم الحوار مع دمشق، إنها إشارة واضحة على أن هذا الحوار ليس ضروريا فحسب، وإنما يجب إنهاء هذا الحوار بالتوصل إلى حل وسط والخروج باتفاقات محددة مع الطرف السوري".

* طالبان تتمدّد

وأكد لافرنتييف أن انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان حدث استثنائي بالطبع. "نرى أنه بعد انسحاب القوات الأمريكية فإن نفوذ طالبان ينتشر بسرعة كبيرة في جميع أنحاء أراضي أفغانستان، ويصبح العديد من المقاطعات تحت سيطرتهم. الوضع، بطبيعة الحال محتدم. لكن بما أن الأمريكيين اتخذوا مثل هذا القرار بسحب جنودهم وإعادتهم إلى وطنهم، أعتقد أن هذه الخطوة قد تكون الخطوة الصحيحة، رغم أنها إلى حد ما لم يتم تنسيقها مع حلفاء آخرين. وليس فقط مع الحلفاء، ولكن أيضا مع تلك الدول المهتمة بالحفاظ على الاستقرار في هذا البلد".

وتابع لافرنتييف: "لكن هذه إشارة واضحة، بما في ذلك لتلك القوات التي  تحمي نفسها في سوريا، ومنهم الأكراد، وبالتالي هذه إشارة بأن الأمريكيين قد يتخذون يوما ما قرارا مماثلا، وأعتقد أنهم سيتخذونه".

*الانسحاب الاميركي من المنطقة

وأضاف لافرينتييف، "كما تتذكر، اتُخذ قرار الانسحاب من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والذي تمت مراجعته وتأجيله ببساطة إلى أجل غير مسمى.. أعتقد أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يمكن أن يحدث في أي وقت".

وتابع لافرينتييف: " أخبرنا الجانب العراقي أن بغداد مصممة على انسحاب (خروج) الوحدة العسكرية الأميركية من البلاد. وإذا حدث هذا وسُحبت (خرجت) الكتيبة الاميركية من العراق، فسيصبح الحفاظ عليها في سوريا ببساطة مستحيلا بسبب الصعوبات اللوجستية".

وكانت طالبان قد أعلنت عن استيلائها على نهر "بنج" الذي يفصل بين افغانستان وطاجيكستان ورفعت رايتها على الجسر الواصل بين ضفتي النهر.

*اشتباكات في ثاني أكبر مدن أفغانستان

وأفادت وسائل إعلام باندلاع مواجهات بين قوات حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية، في ثاني أكبر مدن البلاد قندهار.

وأكدت قناة "طلوع نيوز" الأفغانية، نقلا عن مصادر أمنية، أن مسلحي "طالبان" هاجموا الجمعة المنطقة السابعة واستولوا على نقطتي تفتيش، فيما أعلنت الشرطة عن وصول تعزيزات أمنية إلى المنطقة لصد الهجوم.

من جانبها، نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مصدر مطلع تأكيده أن قوات "طالبان" دخلت مدينة قندهار، مشيرا إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين جراء مواجهات دارت بين عناصر الحركة والقوات الحكومية في محيط السجن المركزي.

وتابع المصدر أن المواجهات تتواصل حتى الآن في منطقة السوق في المدينة.

في غضون ذلك، أعلن حاكم ولاية قندهار، روح الله خان زاده، أن الوضع الأمني في المدينة تحت السيطرة ومسلحي "طالبان" يتراجعون.

*"طالبان" تنفي تعهدها للأمريكيين 

من جهته نفى شهاب الدين ديلاوار، أحد قادة المكتب السياسي لحركة "طالبان" في قطر، الجمعة، المعلومات التي تفيد بأن الحركة تعهدت للولايات المتحدة بعدم الاستيلاء على عواصم المحافظات الإدارية في أفغانستان.

وقال ديلاوار، الذي يترأس وفد الحركة إلى موسكو، خلال مؤتمر صحفي: "عند توقيع الاتفاقيات مع الولايات المتحدة، تم تحديد إحدى النقاط الرئيسية، بأنه أثناء انسحاب القوات، لن نهاجم الجنود الأميركيين، أما فيما يخص عدم مهاجمة المراكز الإدارية للمحافظات [في أفغانستان] لم يكن هذا موضوع هذه المفاوضات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها في شباط/فبراير 2020".

وشدد ديلاوار على أن "قضية السيطرة على المحافظات تعتبر "قضية داخلية وليست مرتبطة بمضمون المفاوضات".

هذا وذكر مصدر لوكالة "سبوتنيك"، يوم الجمعة، أن مسلحي حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا)، دخلوا مدينة قندهار في جنوب أفغانستان ويخوضون قتالاً ضد القوات الحكومية، وهناك إصابات بين المدنيين.

إلى ذلك أعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لـ "طالبان" في الدوحة، عبد الله منصور، في وقت سابق، أن معظم أراضي أفغانستان، باستثناء العاصمة كابول وجزء من المناطق المحيطة بها، أصبحت تحت سيطرة الحركة.

وتجري مواجهات في أفغانستان، بين القوات الحكومية ومسلحي "طالبان"، الذين استولوا على مناطق كبيرة في المناطق الريفية وشنوا هجوماً على المدن الكبيرة. ويأتي التصعيد وسط انسحاب القوات الأميركية، الذي وعدت واشنطن بإكماله بحلول 11 أيلول/سبتمبر القادم.


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك