صحيفة "هآرتس" نقلت في هذا السياق عن مصدر رفيع مطلع على الاتصالات التي يديرها الكيان الصهيوني مع الولايات المتحدة وروسيا والدول العظمى المشاركة في الاتفاق النووي مع إيران قوله إن "إسرائيل لا تملك حاليًا القدرة على التأثير على شروط الاتفاق النووي الذي تجري مناقشته في فيينا".
وأضاف المسؤول الرفيع: "في محادثات النووي، يوجد الآن خياران فقط: إما العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي، وإما لن تكون هناك عودة.. لا يوجد خيار آخر.. بالأمس عقد رئيس الحكومة الاسرائيلية نفتالي بينت جلسة خاصة بخصوص محادثات النووي بمشاركة وزراء ومسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية وفي وزارة الخارجية".
وبحسب "هآرتس"، تعمل "إسرائيل" في الأشهر الأخيرة على عدة جبهات في محاولة لزيادة الضغط على إيران، على افتراض أن الطرفين سيوافقان على العودة مجددًا إلى الاتفاق النووي الأصلي. وبالتالي، يحاول دبلوماسيون وأمنيون صهاينة إقناع الولايات المتحدة بمواصلة فرض أكبر عدد ممكن من العقوبات على إيران والتي لا تشكل جزءًا من الاتفاقية. هذه العقوبات فرضها عليها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مع انسحابه من الاتفاق عام 2018.
وتتابع "هآرتس": "في ظل غياب القدرة على التأثير في صياغة الاتفاق المتشكل، تكثف "إسرائيل" جهودها للتأثير على محتوى الاتفاق الذي من المفترض أن يتم التوقيع عليه بعد تسع سنوات".
وقال مصدر صهيوني لـ"هآرتس" إن "الأميركيين أبلغونا بأنهم يعملون على بلورة الاتفاق الإضافي، الذي سيكون حازما وأقوى ضد الإيرانيين، والذي سيؤدي في نهاية المطاف أيضًا إلى إلغاء العقوبات".
وأضاف المصدر "إننا نعمل معهم لكي نفهم كيف سيتوصلون تمامًا إلى اتفاق كهذا، ونوضح لهم كيف نرى الأمور.. كما أننا ننقل لهم معلومات استخبارية ونوضح أنه في حال لم يعملوا، فإننا سنضطر للعمل بأنفسنا.. يوجد في الولايات المتحدة إدراك عميق لموقفنا".
وتفيد "هآرتس" أن المسؤولين الصهاينة يطلبون هذه المرة بلورة اتفاق بين كل الدول المشاركة بالاتفاق المقبل، وفي إطاره يعلنون مسبقاً عن استعدادهم للانسحاب منه وفرض عقوبات شديدة بشكل مشترك على إيران في حال خرقت التفاهمات، بشكل مشابه للسلوك الذي انتهجته إدارة ترامب قبل حوالي ثلاث سنوات.
في المقابل، تحاول شخصيات صهيونية إقناع الولايات المتحدة بتعويم خيار الهجوم العسكري على إيران كتهديد، إذا استمرت في تطوير برامجها النووية.
مع ذلك، قدّر مصدر سياسي صهيوني أن فرص إعلان إدارة الرئيس جو بايدن عن هجوم محتمل على إيران في حال خرق الشروط ليست كبيرة.
وأشار الى أن "الأميركيين في أولوياتهم لا يرغبون الآن بخلق إمكانية لمواجهة عسكرية".
بالموازاة، أفاد موقع "والاه" أن بينت، عقد يوم الاحد جلسة نقاش حول موضوع السياسات تجاه ايران، على خلفية المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وايران في فيينا.
مصادر اسرائيلية اطلعت على التفاصيل أشارت الى ان النقاش تمحور بشكل خاص حول استعراض صورة الوضع بخصوص المحادثات النووي ومسألة ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق قبيل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، في غضون شهر تقريبًا.
وبحسب الموقع فقد شارك في النقاش ايضا وزير الحرب بني غانتس، وزير الخارجية يئير لبيد، رئيس هيئة الامن القومي مئير بن شبات، رئيس الاركان أفيف كوخافي، رئيس الموساد ديفيد بارنيع، والمستشارة السياسية لرئيس الحكومة شمريت مئير وكبار المسؤولين في الموساد، وزارة الحرب، الجيش الصهيوني ووزارة الخارجية الذين يعملون في الملف الايراني.
وأشار الموقع الى أن المسؤولين الصهاينة يجدون صعوبة في تقييم أين وصلت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وايران بوساطة الدول الاوروبية. والشك الرئيسي هو ما إذا كان الإيرانيون على استعداد للعودة إلى الاتفاق النووي أو ما إذا كانوا يستخدمون المحادثات في فيينا من أجل "كسب الوقت" فقط، حسب التعبير الصهيوني.
ولفت الموقع الى أن حكومة بينت – لبيد غيرت السياسات التي تشكلت خلال فترة نتنياهو فيما يتعلق بالموضوع الإيراني. وعلى الرغم من أن الحكومة الحالية والحكومة السابقة تعارضان عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، فقد ألغى بينيت ولبيد أوامر نتنياهو القاضية بعدم مناقشة إدارة بايدن تفاصيل المفاوضات مع إيران، وبدآ جهودًا دبلوماسية لمحاولة التأثير على موقف الولايات المتحدة.
ومنذ تشكيل الحكومة الصهيونية الجديدة، عقدت ثلاث جولات محادثات بين مسؤولين صهاينة واميركيين في الموضوع النووي الإيراني. الجولة الأولى جرت بحضور رئيس الأركان أفيف كوخافي. كوخافي زار واشنطن واجتمع مع مستشار الامن القومي في البيت الأبيض ومع مسؤولين في المؤسسة الأمنية الأميركية. بعد عدة أيام، اجتمع لبيد بوزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن في روما. يومان مرا، اجتمع رئيس الكيان الغاصب المغادر روفي رفليني في البيت الأبيض مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وناقش معه الموضوع الإيراني.
العهد