ولا يخفى على أحد فشل "إسرائيل" في تنفيذ مسيرة الأعلام، كما كانت تخطط لها، حيث كانت بصمات معركة سيف القدس وتهديدات المقاومة الفلسطينية واضحة وضوح الشمس في تغيير مسار المسيرة، وعدم تنفيذها كما قررت لها مسبقاً.
الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي، رأى أن نتائج معركة سيف القدس كانت حاضرة بقوة في مسيرة الأعلام اليوم.
وأوضح لافي، أن المشهد الذي رآه العالم اليوم في مدينة القدس المحتلة، حيث أن دولة الاحتلال التي تعتبر نفسها الأقوى في الشرق الأوسط، تقف بكل ما أوتيت من قوة منذ أكثر من أسبوع لتفكر كيف تمرر مسيرة، لا يزيد عدد أشخاصها عن 5000 شخص في المدينة التي اعتبرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عاصمة "إسرائيل" الموحدة.
وأشار لافي إلى أن "إسرائيل" أرسلت وسطاء للمقاومة والشعب الفلسطيني ليسمح لهم بألا يتدحرج لتصعيد، وهو دلالات أن الكيان الصهيوني إلى زوال والشعب الفلسطيني استطاع من خلال نضاله الموحد تجاه الاستيطان والمشروع الصهيوني أن ينتصر.
وقال لافي:" بدأت المعادلات تختلف، واستطاعت المقاومة بعد معركة سيف القدس أن تضع القدس في حسابات معادلة الاشتباك".
كما نوه إلى الضخ الأمني وأكثر من 2000 جندي وإقفال مدينة القدس لتصبح شبه مغلقة بالكامل، وتغيير مسار المسيرة في اتجاه بعيد عن الحي الإسلامي، والمسجد الأقصى.
وأضاف لافي:"إن نتائج سيف القدس كانت حاضرة، وأدركها نفتالي بينت رئيس وزراء حكومة الاحتلال الجديد، الذي لا يريد ان يخطي خطأ نتنياهو ويدخل في معركة جديدة مع غزة، ويفقد مستقبله السياسي كما فقده نتنياهو من قبل وأفقدت غزة الكثيرين لمستقبلهم السياسي.
وكانت مسيرة الأعلام الاستيطانية الاستفزازية وصلت لباب العامود وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال، وسمحت شرطة الاحتلال للمستوطنين بالنزول لساحة باب العمود.
وقبيل وصول المسيرة إلى باب العمود، وصل عدد من الأعضاء العرب في الكنيست، منهم أحمد الطيبي وأيمن عودة وأعضاء من القائمة العربية المشتركة إلى باب العامود ، وقال الطيبي للصحفيين الإسرائيليين: العلم الشرعي الوحيد في باب العامود هو العلم الفلسطيني .. العلم الإسرائيلي رمز للاحتلال .. نحن هنا لوقف المسيرة ووقف إخلاء الشيخ جراح وسلوان.
وقبل مسيرة الأعلام، قمعت قوات الاحتلال المقدسيين في عدة مناطق بالقدس القديمة، حيث أفاد الهلال الأحمر بالقدس بأن طواقمه تعاملت مع 27 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة في القدس، وكانت الإصابات بالمطاط والاعتداء بالضرب وقنابل الصوت، وجرى نقل 4 إصابات منها للمستشفى، بينما تم منع طواقم الهلال من نقل إصابة بالرصاص الحي وتم اعتقالها.
من جانب آخر، منعت قوات الاحتلال عشرات الحافلات من الداخل الوصول إلى مدينة القدس.
فلسطين اليوم