وفيما أعطت الجمهورية الاسلامية كمبادرة حسن نيّة لإنجاح المفاوضات، الوكالة الدولية وفرق التفاوض "منحة زمنية" من جانب واحد لمدّة شهر بدأت منذ يوم الاثنين (24 أيار/مايو)، جاءت بعد انتهاء اتفاق المراقبة النووية المتفق عليه بين طهران ومدير عام الوكالة رافائيل غروسي، الذي ينصّ على استمرار تسجيلات الفيديو في المنشآت النووية دون السماح للمفتشين الدوليين بالوصول إليها إلاّ بعد إحياء الاتفاق النووي ورفع الحظر الجائر عن ايران.
وبعد جولة خامسة من المفاوضات في فيينا جرت أمس الثلاثاء، أبدى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحـانـي في اجتماع مجلس الوزراء اليوم الاربعاء، تفاؤله بشأن نجاح جهود فريق التفاوض الايراني باستيفاء حقوق ايران من خلال إحياء الاتفاق النووي ورفع الحظر، وقال: التقدم في مفاوضات فيينا ملحوظ وتوصلنا إلى تفاهمات مشتركة على النقاط الأساسية.
ودعا الرئيس روحاني، أمريكا أن تتخذ الخطوة الأولى لرفع العقوبات عن إيران، وأكد قائلا: كل شيء بات جاهزا لتحقيق نتيجة في مفاوضات فيينا وإعادة إحياء الاتفاق النووي.
من جانبه اكد مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي، بان المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي ستستمر حتى توفير مصالح البلاد.
وقال عراقجي رئيس الوفد الايراني المفاوض في فيينا: ان الجولة الخامسة للمفاوضات في اطار اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة دول 4+1 انعقدت الثلاثاء، وسيستمر التفاوض من قبل فرق العمل في مجالي النووي ورفع الحظر وفريق العمل الثالث المتعلق بكيفية تنفيذ التوافقات.
*آمال بالجولة الأخيرة
وأوضح عراقجي: ان جميع الاطرف جادة في إنجاح المفاوضات وان الكثير من الوفود تأمل بان تكون هذه الجولة هي الجولة الاخيرة للمفاوضات، وان نصل الى خلاصة نهائية. يمكن امتلاك مثل هذا الامل ولكن ينبغي ايضا الحذر بعض الشيء.
واوضح بان القضايا التي بقيت لاتخاذ القرار بشانها هي قضايا مهمة وقد اصبح عددها اقل بطبيعة الحال وقد تقدمنا كثيرا في الجولات السابقة في مجال صياغة النصوص. يمكننا في هذه الجولة ايضا التقدم بالعمل اكثر فاكثر ولكن هنالك بعض القضايا التي مازالت باقية وهي قضايا اساسية حيث ينبغي اتخاذ القرار بشانها.
وقال عراقجي: نسعى من اجل اتفاق يضمن مطالبنا ومواقفنا الحاسمة التي اعلنا عنها مرارا ونامل بان نحقق تقدما اكثر سرعة مقارنة مع الماضي.
وحول القضايا المتبقية والفترة التي ستسغرقها المفاوضات، قال: لا يمكن تحديد اي موعد وحتى لا يمكنني القول بان هذه الجولة ستكون الاخيرة ام لا، هنالك قضايا متبقية ينبغي حلها بحيث توفر رضانا. هذا الامر يمكن ان يستغرق يومين او ثلاثة او اكثر. اننا لا نضحي بمطالبنا ومواقفنا من اجل الزمن. فالمهم هو توفير مصالح ايران الوطنية.
وتابع عراقجي: لا نعتزم اهدار الوقت ولا نسمح للاخرين ان يفعلوا ذلك ايضا. لو تمكنا من الاسراع بالعمل والتقدم به فاننا سنفعل ذلك لكننا لن نسمح بان يؤدي ذلك الى خفض مطالبنا ومصالحنا.
وقال: من واجبنا ان نتقدم بالمفاوضات ونقدم التقارير حيث يتم اتخاذ القرارات في طهران من قبل المراجع المعنية ويتم ابلاغنا بكيفية التصرف.
وختم عراقجي تصريحه بالقول: لن نضحي بالدقة والمصالح من اجل السرعة، لن نتسرع بلا مبرر وفي الوقت ذاته لا نقوم بإطالة المفاوضات بلا دليل او منطق، الوقت ليس المعيار لنا بل توفير المصالح هو المعيار وما لم يتم توفير المصالح فان المفاوضات ستستمر.
نورنيوز