وقدَّرت وزارة الاقتصاد الوطني حصيلة الأضرار والخسائر التي تكبدها القطاع الاقتصادي نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بصورة أولية بحوالي 30 مليون دولار.
وأشارت في بيان سابق إلى أن الأضرار الاقتصادية هي أعلى بكثير من الإحصاءات الأولية التي لم تأخذ في الحسبان الأضرار غير المباشرة على المنشآت الاقتصادية.
شركة بشير السكسك وشركاه للأدوات الصحية التي تعد واحدة من رائدات العمل الاقتصادي في غزة أصابها ضرر كبير قدَّرته الشركة بمليون دولار. يقول المسؤول في الشركة نعيم السكسك لصحيفة "فلسطين": مخازن الشركة الموجودة في مدينة غزة الصناعية تعرَّضت لأضرار كبيرة خلال قصف الاحتلال بقذائفه المنطقة الصناعية.
وأشار السكسك إلى أن طواقم الدفاع المدني وعمال الشركة استغرقوا أكثر من ست ساعات وهم يحاولون إخماد الحريق الذي ساعد على اشتعاله احتواء المخزن على مواد بلاستيكية جاهزة للتصنيع. ولفت إلى أن شركتهم تعرَّضت لأضرار في حرب الاحتلال على قطاع غزة عام 2014، تجاوزت 170 ألف دولار وأن الشركة لم تتلقَّ أي تعويض.
ورغم ما أصاب الشركة من ضرر فإن المسؤول يؤكد قدرة شركتهم على إمداد السوق المحلي باحتياجاته وقدرتها على إمداد مشاريع إعادة إعمار غزة بمنتجات ذات جودة عالية. وتأسست الشركة عام 1974، وهي مختصة في توريد وإنتاج مواد السباكة والبنية التحتية والبلاط والسيراميك، يبلغ رأسه ماله أكثر من 12 مليون دولار.
وذكرت وزارة الاقتصاد أن الاحتلال استهدف في عدوانه مصانع للحديد والبلاستيك والخياطة والنايلون والمفروشات والأخشاب، وبيَّنت أن عدد المصانع المدمرة بالكامل داخل المدينة الصناعية 8 مصانع، ومثلها مدمرة جزئيًّا.
وقالت: إن القصف الذي طال العديد من المنشآت الاقتصادية يأتي في إطار تشديد الحصار على قطاع غزة وتدمير البنية التحتية الاقتصادية. شركة غزة لصناعة الإسفنج والفرشات" فومكو"، تعرضت لضرر كبير في العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأوضح مدير الشركة ناجي الخضري لصحيفة "فلسطين" أن خسائر الشركة تجاوزت 3 ملايين دولارات.
ونبَّه إلى أن 118 أسرة فقدت دخلها بعد تعرُّض الشركة للعدوان الإسرائيلي. وذكر الخضري أن القصف الإسرائيلي طال المعدات، والمركبات، والمواد الخام وهو ما رفع من حجم الخسائر. ولفت إلى أن شركته تميزت في السوق المحلي حيث تقدِّم منتجات من الفرشات والمخدات الطبية والمنتجات الإسفنجية بتشكيلات هندسية مميزة وكراسي وكنب مصنوع من الإسفنج الكامل.
ورغم الضرر الذي أصاب الشركة أكد الخضري سعي الشركة المتواصل على تطوير صناعتها ومواكبة كل جديد. الاختصاصي الاقتصادي عبد الناصر عواد، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي اعتاد في عدوانه على غزة أن يشمل المنشآت الاقتصادية لا سيما الصناعية والتجارية، لإدراكه أن الاقتصاد يشكِّل رافعة لكل مجتمع. وبيَّن عواد لصحيفة "فلسطين" أن المنشآت الاقتصادية في غزة، تحاول جاهدة أن تتكيف مع حجم الخطر التي تواجهه، وتصر على الاستمرار والبقاء، وهو ما يغيظ الاحتلال الذي يسعى في كل جولة حرب أو اجتياح أن يضعها على أجندة أهدافه.
وشدد على أن القطاع الصناعي في غزة لو أتيح له المجال كما باقي دول العالم لأصبح من كبار المصنعين في شتى المجالات بل وستحظى منتجاته بقبول الأسواق العربية والدولية.
وأكد ضرورة أن يرفع الاحتلال حصاره الكامل عن القطاع، بما في ذلك رفع الحظر عن إدخال مستلزمات العملية الإنتاجية، وفتح آفاق تسويق المنتجات في السوق الفلسطينية والخارجية ومساعدة المصنعين على مواكبة التطورات في مجال التصنيع. وحثَّ المانحين على ضرورة إيلاء القطاعات الصناعية المتضررة الاهتمام وتعويضهم عن الضرر الذي أصابهم ليس فقط في الحرب الأخيرة وإنما عن باقي الحروب السابقة والاجتياحات المتكررة.
فلسطين أون لاين