معرف الأخبار : 67070
تاريخ الإفراج : 5/2/2021 1:35:58 AM
لَيلَةِ الْقَدْرِ.. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كلِّ أَمْرٍ

لَيلَةِ الْقَدْرِ.. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كلِّ أَمْرٍ

إنّ ليلة القدر ليلةٌ مباركةٌ، ومن أفضل ليالي السنة، ففيها نزل القرآن الكريم، وفيها يفرق كل أمرٍ حكيم، والعمل في هذه الليلة أفضل من العمل في ألف ليلةٍ مما سواها، قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاك مَا لَيلَةُ الْقَدْرِ، لَيلَةُ الْقَدْرِ خَيرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِي حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

ليلة القدر كما سماها الله تعالى في القرآن، هي ليلة من ليالي شهر رمضان، وإنها إحدى الليالي الثلاث (19 أو21 أو 23 من شهر رمضان المبارك)، والظاهر أن المراد بالقدر التقدير، فهي ليلة التقدير يقدَّر الله فيها حوادث السنة من الليلة الى مثلها من قابل من حياة وموت، ورزق، وسعادة، وشقاء، وغير ذلك كما يدل عليه قوله في سورة الدخان في صفة الليلة: "فِيهَا يفْرَقُ كلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ، أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كنَّا مُرْسِلِينَ، رَحْمَةً مِّن رَّبِّك".

وهي ليلة متكررة بتكرر السنين، ففي شهر رمضان من كل سنة قمرية ليلة تقَّدر فيها أمور السنة.

عظمة ليلة القدر وخصوصيتها

المستفاد من الآيات والروايات هو:

- يتجلى في هذه الليلة أعلى مظاهر الفيض والكرم الإلهي، والضيافة الإلهية.

- ان النبي (ص) قد حرص وأهل بيته عليه السلام والأئمة عليه السلام على إحيائها، بالعبادة والطاعة.

- إنها ليلة مباركة كما وصفها القرآن.

- فيها تقَّدر الأمور، ويفرق كل أمر حكيم.

- العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر.

- إنها ليلة أمن وسلام حتى مطلع الفجر.

- إنها ليلة نزول القرآن نجوماً، أو على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبهذا عظيم البركة.

- إنها ليلة نزول الملائكة والروح وهو جبرائيل عليه السلام على الأشهر.

إحياؤها

ففي الحديث عن الإمام الباقر (ع) عن آبائه عليه السلام: " إن رسول الله (ص) نهى أن يغفل عن ليلة إحدى وعشرين، وعن ليلة ثلاث وعشرين، ونهى أن ينام أحد تلك الليلة".

وعن رسول الله (ص): " من أحيا ليلة القدر حُوِّل عنه العذاب الى السنة...".

وهي ليلة غفران الذنوب كما في الروايات: عن الإمام الباقر عليه السلام: "من أحيا ليلة القدر غُفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء، ومثاقيل الجبال، ومكاييل البحار".

الليلة المباركة خير من ألف شهر

في الكافي بإسناده عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمدان أنه سأل ابا جعفر (ع) عن قول الله عزَّ وجلَّ: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيلَةٍ مُّبَارَكةٍ" (الدخان/ 6)، قال: نعم ليلة القدر، وهي في كل سنة من شهر رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر.

قال الله عزَّ وجلَّ: "فِيهَا يفْرَقُ كلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ" (الدخان/4).

قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في السنة الى مثلها من قابل: خير وشر، وطاعة ومعصية، ومولود وأجل ورزق، فما قدَّر في تلك الليلة وقضي فهو المحتوم، ولله عزَّ وجلَّ فيه المشيئة، قال: قلت: "ليلة القدر خير من ألف شهر" أي شيء عنى بذلك؟ فقال: والعمل الصالح فيها من الصلاة والزكاة وأنواع الخير، خير من العمل في ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر...".

سر إخفاء ليلة القدر

لا يستفاد من القرآن الكريم أن الليلة أية ليلة هي، غير ما في قوله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" (البقرة/185)، فإن الآية بانضمامها الى آية القدر تدل على أن الليلة من ليالي شهر رمضان، أما تعيينها أزيد من ذلك فمستفاد من الروايات الموزعّة الى عدة...خلاصتها:

- الروايات التي تدل على أنها في العشر الأواخر، أو في الليالي الوتر منها، عن رسول الله (ص) قال: "تحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"، وفي رواية: "في الوتر من العشر الأواخر".

الروايات التي تدل على تحريها في إحدى الليالي الثلاث: عن الباقر (ع): "إن علياً كان يتحرّى ليلة القدر، ليلة تسع عشرة، وإحدى وعشرين، وثلاث وعشرين"، ومثله عن الصادق عليه السلام وذكر في بعض الأخبار خصوصية خاصة لكل ليلة من الثلاث.

النبي موسى (ع) و ليلة القدر

روي عن النبي (ص) قال: "قال موسى: إلهي أريد قربك، قال: قربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: إلهي أريد رحمتك، قال: رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي أريد الجواز على الصراط، قال: ذلك لمن تصدق بصدقة ليلة القدر، قال: إلهي أريد من أشجار الجنة وثمارها، قال: ذلك لمن سبح تسبيحة في ليلة القدر، قال: إلهي أريد النجاة من النار، قال: ذلك لمن استغفر في ليلة القدر، قال: إلهي أريد رضاك، قال: رضائي لمن صلى ركعتين في ليلة القدر"

أعمال ليلة القدر

إن ليلة القدر مباركةٌ وعظيمةٌ، ولا بدّ للمسلم الذي يريد الفوز بالجنة أن يقوم بإحياء ليلة القدر على أكمل وجه، ليغفر ذنبه، ويعطى سؤله، وسنذكر بعض الأعمال التي على المسلم فعلها لينال أجر وثواب هذه الليلة المباركة، ومنها ما يأتي:

الدعاء: إن من خير الطاعات المشروعة في ليلة القدر الدعاء.

الإعتكاف: وهو أن يتفرّغ المسلم لطاعة الله -عزّ وجلّ- في مسجدٍ من مساجده، وأن ينقطع عن جميع الناس لينشغل بطاعة الله تعالى، طلباً لفضله وثوابه، وإدراك ليلة القدر، فينشغل بذكر الله تعالى، وقراءة القرآن الكريم، والصلاة والتهجّد، وغيرها من العبادات، ويتجنّب ما لا يعنيه من الناس والدنيا، ولا بأس بأن يتحدّث قليلاً بحديثٍ مباحٍ مع أهله، أو مع غيرهم لمصلحةٍ أو حاجةٍ.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك