ويحمل هذا العيد صفات الفصل المناخي أيضاً التي تنضح منها صفات "التجديد والانبعاث وإعادة الولادة"، صفات تعتري الايرانيين وغيرهم من القوميات التي تحتفي بـ النوروز أحد أقدم الأعياد المرتبطة بالقوميات في العالم.
الاحتفال بعيد "اليوم الجديد" (النوروز) يعود الى 1400 عام بحسب التقويم الفارسي الشمسي،
وتبدأ السنة الفارسية في الاعتدال الربيعي يوم 21 مارس حسب التقويم الجرجاني الميلادي ويدعى ذلك اليوم بيوم النوروز، ويسمى التقويم الفارسي أيضا بالتقويم الجلالي نسبةً لجلال الدين مالك سلطان خراسان وواضعه العالم الشاعر المسلم عمر الخيام بمعاونة سبعة من علماء الفلك ويعتبر أدق التقاويم المعمول بها على وجه الأرض حالياً حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوم واحد فقط لكل 3.8 مليون سنة فهو غير مستخدم من قبل أي دولة غير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأول يوم للتقويم الفارسي وافق الجمعة 22 مارس 622 م حيث أن الايرانيين اصطلحوا على أن تكون السنة الأولى لتقويمهم هي سنة الهجرة النبوية الشريفة للنبي محمد (ص) من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
ويحتفل الإيرانيون بنوروز من خلال مائدة خاصة تسمى "هفت سين" أو السينات السبعة وهي مكونة من الثوم (سير)، و السنابل أو الورد (سنبل) والخل (سيركة) وعملة معدنية (سكة) والخضروات (سبزي أو سبزه) وحلوى (سمنو) و ثمرة (سنجد) البرية.
وفي بعض الأحيان يوضع "سماق" وهو نوع من التوابل الحمراء حامضة الطعم بدلا من الخل أو بدلا من أحد المكونات الأخرى، أو يتم الاستعانة بالتفاح "سيب".
إلاّ أن احتفالات هذا العام مغايرة عن سابقاتها في ايران، إذ أثقل فيروس كورونا كاهل الايرانيين ودفعهم للاحتفال داخل منازلهم، ملتزمين بالبروتوكولات الصحّية التي فرضتها الحكومة، تجنباً لوقوع كارثة صحّية بعد السيطرة على الوباء في غالبية المحافظات.
وغُمر مقر الرئيس الايراني خلال الأيام الأخيرة ببرقيات التهاني التي أرسلها رؤساء دول من أرجاء العالم بمناسبة النوروز، إذ بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برقية تهنئة الى الرئيس روحاني بهذه المناسبة، وقال: "أنا واثق من أن التطوير المتزايد في التعاون البناء في جميع المجالات يخدم مصالح الشعبين وفي اتجاه تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين".
وتمنى الرئيس الروسي في البرقية الصحّة والتوفيق والسعادة للرئيس روحاني والازدهار لإيران.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، في رسالة بمناسبة عيد النوروز، عن أمله في تعزيز التعاون الدولي في المستقبل القريب بعد زوال كورونا، وكتب موتيجي في رسالته: أقدم التهاني لكل من يحتفل بالنوروز في اليابان وحول العالم.
واضاف وزير الخارجية الياباني ان التعاون وتبادل الزيارات بين الشعوب بات صعبا بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم، لكنني متأكد من أنه بعد شتاء قاس، سيأتي ربيع دافئ وأيام جديدة.
كما بعث سلطان عمان هيثم بن طارق، برقية تهنئة للرئيس روحاني، هنأه فيها بهذه المناسبة، متمنيا له موفور الصحة والنجاح وللشعب الايراني السعادة والتقدم.
وهنأ الرئيس الإيراني، في رسائل منفصلة قادة الدول التي تحتفي بالنوروز، وتوجّه بالتهاني لرؤساء كل من أفغانستان وباكستان وطاجيكستان وأذربيجان وتركمانستان وأرمينيا وكازاخستان وأوزبكستان وتركيا والعراق.
واشار روحاني إلى جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية العديدة في دول العالم، معربا عن الأمل في بداية مرحلة جديدة مع العام الجديد بفضل التعاون بين هذه الدول بما يؤدي الى السيطرة على انتشار فيروس كورونا وعودة السعادة والفرح والصحة والسلامة إلى جميع دول العالم.
كما اعرب عن امله ان يتعلم الانسان من الطبيعة التي تجدد عطائها في فصل الربيع ليتحلى بالنشاط والحيوية في روحه وقلبه، ويزيح غبار الكسل والوهن وبذلك تنشط الروح والفكر وتتحقق سلامة البدن.
نورنيوز