و بدأ الايرانيون تحضيراتهم للاحتفال بعيد النوروز مع بداية شهر اسفند (20 فبراير) حيث يقومون بشراء الملابس الجديدة وتحضير الحلويات الخاصة بالعيد وشراء بعض الوسائل اللازمة لاحياء المراسم التقليدية والتراثية التي نشأوا عليها ولهذا فان الاسواق الايرانية تشهد في الشهر الاخير من العام حركة ونشاط كبيرين وخاصة في الاسبوعين الاخيرين من العام.
وبالمناسبة بادرت الاسر الايرانية كبقية الاعوام، بتوفير تحضيرات اولية للاحتفال برأس السنة الجديدة (عيد النوروز) اهمها وابرزها مائدة السينات السبعة المكونة من سبعة نباتات تبدأ بحرف السين.
وهذه السينات يرمز كل منها الي الوفرة والمحاصيل الزراعية، وهذه النباتات السبعة هي كما يلي: (سيب) وتعني التفاح، و(سمنو) وهو نوع من الحلويات، و(سير) الثوم ويرمز إلي الصحة، و(سنجد) "تمر العجم"، و(سكه) وتعني النقود و(سماق) واضافة الي ذلك فانه يتم وضع اشياء اخري مثل الشمع واناء من اللبن والخضرة وماء الورد والعملة المعدنية والبيض الملون والسمك و... . كما يوضع المصحف الشريف علي المائدة النوروزية.
وترمز السينات السبعة للحظ الجيد والسعادة والسيادة والسلامة والأيام البيضاء والفخر والسخاء.
ويقوم الإيرانيون كل عام بتوديع عام واستقبال عام آخر بمراسم خاصة تبدأ بتنظيف البيوت والأثاث، ويسمون ذلك (خانه تكاني) أي نفض الغبار عن المنزل، وإعادة ترتيب ديكور البيت بشكل جديد، حيث يشترك في ذلك جميع أفراد العائلة صغارا وكبارا، والكل يساعدون ربة البيت في كل ما تريد القيام به.
كما تتحضر العاصمة طهران لاستقبال الربيع عشية عيد النيروز حيث تقوم ورشات مختصة بتلوين مجسمات البيض وتوزيعها في الشوراع إلي جانب أعمال فنية أخري تفتح بها المدينة عامها الجديد بنشاط وحيوية.
يحتل عيد النوروز مقاماً كبيراً في ايران، ولايزال امره كذلك من اقدم العهود الي يومنا هذا، ومن عراقته هذه تبرز اهميته، كما أن في هذا الاخلاص الشديد لتقاليده اكبر دليل علي اصالته، حتي ليبدو من العجب أن نراه مازال يثبت وجوده في القرن الواحد والعشرين، اي في هذه الفترة المضطربة من التاريخ الروحي للانسانية.
و تحتفل العديد من بلدان قارة آسيا، والشرق الأوسط، ودول البلقان، والقوقاز بعيد النوروز، حيث يحتفل فيه حوالي 300 مليون شخص في مختلف مناطق العالم، ولا بدّ من الإشارة إلي أنّ الاحتفال به يعود إلي أكثر من 2000 سنة، كما قد تمّ إدراجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2009
وبما أن تداعيات فيروس كورونا امتدت الى جميع مناحي الحياة فأنها لاشك ستترك اثرها على احتفالات عير النوروز وتفرض قيودا على مراسم هذا العيد خاصة التزاور بين العوائل والسفر والتجوال .
ارنا