عزا رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، الحادث بشكل صريح إلى إيران وأصدر بيانا توعّد فيه بالردّ على هذه الخطوة.
وكرّر نتنياهو تصريحاته البالية بشأن إيران مرّة أخرى، قائلا: "نحن نضرب إيران على كل الجبهات".
وكانت قد أفادت تقارير إعلامية أن الناقلة الصهيونية "هيليوس راي" التي كانت متوجهة إلى سنغافورة، تعرّضت لهجمات في خليج عمان ليل الخميس - الجمعة الساعة 8:40 مساءً بالتوقيت المحلي، ولم يُؤدِّ الهجوم إلى إصابة أيٍّ من أفراد طاقم السفينة، وإن تَسبّب بثقوب على جانبَيها وفي مقدّمتها.
في السياق، قال "رامي اونجار" مالك السفينة الإسرائيلي، بعد ساعات من تعرّضها للهجوم: إن الأضرار التي لحقت بالسفينة تتكون من فتحتين قطرهما متر ونصف المتر، لكن لم يتضح لنا بعد أن هذه الثقوب نتجت عن الانفجار، وشرعت تكهنات تقول ان الانفجار ناجم عن صاروخ أو لغم مثبت في بدن السفينة.
وعقب هذه الأنباء، نشرت بعض وسائل الإعلام الصهيونية خبراً زعمت فيه أن المسؤولين الصهاينة ألقوا باللوم على إيران في الهجوم.
في غضون ذلك، ذهب وزير الحرب الإسرائيلي "بني غانتس" إلى أبعد من التغطية الإعلامية غير الرسمية وألقى بيانًا حذرا، جاء فيه: "يُظهر التقييم الأولي أن إيران وراء استهداف سفينة إسرائيلية يوم الخميس، لكن الحادثة بحاجة إلى مزيد من التحقيق".
منذ الجمعة الماضية، ومنذ أن ضجّت وسائل الاعلام العالمية بهذا الخبر، لم يعلّق أي من مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا الحادث وعلى الأجواء المشحونة ضد ايران في إعلام الكيان الصهيوني بهذا الصدد.
وجاءت تصريحات نتنياهو واتهاماته لإيران بشأن الهجوم على سفينة الشحن الصهيونية، في إطار أحدث اتهام صادر عن موقف مسؤولي الكيان بهدف اتهام إيران في هذا الحادث.
وتأتي مزاعم نتنياهو في وقت لم يتم تقديم دليل يثبت ما يتهم به ايران، ولا حتى في تكهناته التي اشتهرت بمداعبتها للخيال أكثر من الواقع، والمثير للسخرية هو مساعي وسائل الإعلام لإقناع الرأي العام بهذه المزاعم.
لطالما كانت إيران رائدة في الحفاظ على أمن خطوط الشحن التجارية، وأحد أسباب معارضة الجمهورية الإسلامية الجادة للوجود المتوتر للقوات العسكرية الأجنبية في المنطقة هو تعطيل أمن الشحن التجاري.
لكن سلوك نتنياهو وخطابه ليسا جديدين على ايران، فهو يمثل نظاماً متهالكاً يعيش في أزمة وبالتالي لا يدخر جهداً في تأجيج "استراتيجية خلق التوتر النشطة".
موقف نتنياهو هش في الهيكل السياسي للكيان الصهيوني، إذ جعلت سوء إدارته وعدم كفاءته، إلى جانب فضائح الفساد الشديدة التي تلاحقه هو وأسرته، من الصعب عليه الفوز في انتخابات 23 مارس/آذار الجاري في الأراضي المحتلة، وبالتالي يحاول عن طريق سلوكه "الدون كيشوتي" هذا جذب أطياف التطرف داخل الكيان الصهيوني نحوه.
على الرغم من أن التهديدات الواضحة المشابهة لتلك التي أطلقها نتنياهو كاتهام إيران بتفجير سفينة الشحن الصهيوني، بغض النظر عن ردّ إيران، ستتمخض عن تكاليف سياسية وأمنية باهظة تقع على كاهل حكومته، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك جيدًا أن أي عمل معاد وشرير ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، سيكون له ردّ مضاعف سيندم عليه صاحبه.
نورنيوز