وقدمت العائلات شكوى من 152 صفحة، في محكمة فيدرالية في بنساكولا بولاية فلوريدا، تضمنت اتهامات جديدة بأن مطلق النار، الملازم الثاني بالقوات الجوية الملكية السعودية، أحمد محمد الشمراني، نفذ الهجوم بدعم من "شركاء" سعوديين آخرين كانوا يتدربون معه في تلك القاعدة الأمريكية.
وقال المدعون أن من بين هؤلاء الشركاء، متدربون آخرون في القوات الجوية السعودية، أخبرهم الشمراني عن خطته خلال مأدبة عشاء في الليلة السابقة للحادث.
وقالت السلطات الأمريكية في مايو بعد إلغاء تشفير هاتفه، إن الشمراني عمل مع تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية لمدة 5 سنوات، على التخطيط لهجوم 6 ديسمبر 2019.
كما اتهمت عائلات القتلى والجرحى إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والحكومة السعودية بالتراجع عن تعهدات دعم العائلات.
وتؤكد الدعوى على أنه: "في نظر الشعب الأمريكي، ليست هناك خيانة أكبر من إدراك أن الحليف المزعوم هو في الواقع عدو". وتسعى الدعوى للحصول على تعويضات، عن هجوم تقول العائلات إن السعودية تسببت به، من خلال أفعالها المتعمدة أو المتسمة بإهمال صارخ، بإرسالها عنصر إرهابي من "حصان طروادة" إلى برنامج أمريكي لتدريب الطيارين، الذين يحلقون بالطائرات الحربية، والتي كانت جزءا من مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية بمليارات الدولارات.
"أعتقد أنهم كانوا يعلمون أنه كان في الخارج لتدمير الشعب الأمريكي، وكان إرهابيا. فقدنا أرواح أبرياء"، هكذا قالت إيفلين برادي، وهي من قدامى المحاربين في البحرية الأمريكية، قُتل ابنها الطيار من الدرجة الأولى البالغ من العمر 19 عاما، أثناء الركض دون سلاح باتجاه مطلق النار، رافعا يديه، متوسلا إياه للتوقف.
وأضافت برادي في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست": "كان من المفترض أن يعتنوا بالعائلات.. لم يفعلوا شيئا".
ويتم تمثيل برادي مع مدعين آخرين من قبل شركات محاماة بقيادة "Kreindler & Kreindler"، والتي تقاضي السعودية أيضا نيابة عن ضحايا 11 سبتمبر والناجين.
وفي يناير 2020، أعلن المدعي العام الأمريكي آنذاك، ويليام بار، أن الهجوم، الذي استمر 15 دقيقة في قاعدة فلوريدا، كان عملا إرهابيا، حيث خلص مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن الشمراني كان مدفوعا بـ "الأديولوجية الجهادية".
وقال بار ومساعدوه، إنه بينما ورد في البداية أن الشمراني وصل إلى موقع إطلاق النار مع آخرين قاموا بتصويره، فقد وصل في الواقع بمفرده ولم يعثر التحقيق على دليل بأن أي شخص آخر ساعده.
وأضاف بار آنذاك أن 21 طالبا من المملكة العربية السعودية، من بينهم 12 من قاعدة بنساكولا، لم يتم تسجيلهم في تدريبهم، وسيعودون إلى المملكة، بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إنهم وجدوا أدلة على أن 17 سعوديا شاركوا مواد إسلامية أو معادية للولايات المتحدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي 11 سبتمبر 2019، نشر الشمراني رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي يقول فيها: "بدأ العد التنازلي"، وفي وقت لاحق من ذلك الشهر أرسل نسخة من وصيته إلى منظمة "القاعدة" يشرح فيها الهجوم المقبل، حسب زعم الدعوى.
وقالت الدعوى إن الشمراني ومتدربين آخرين زاروا النصب التذكاري في مدينة نيويورك، لأولئك الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، حيث كان 15 من 19 من خاطفي الطائرات سعوديين.
وتزعم الدعوى أيضا أنه خلال الزيارة، ناقش المتدربون "خطة هجوم بنساكولا الإرهابي". كما تؤكد على أنه في 5 ديسمبر، في الليلة التي سبقت الهجوم، أقام الشمراني حفل عشاء لزملائه المتدربين، حيث قام بعرض مقاطع فيديو لإطلاق نار جماعي وناقش خططه لليوم التالي.
وتأتي الدعوى القضائية في الوقت الذي تراجعت فيه العلاقات الأمريكية السعودية إلى مستوى منخفض جديد منذ يناير، مع قيام إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، وانتقاد انتهاكات حقوق الإنسان ومضايقة المعارضين السعوديين، وتعهدت بـ "إعادة تقويم" العلاقات مع المملكة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوكالة رفضت التعليق على الدعاوى القضائية المقامة، لكن مزاعم عائلات بنساكولا تزيد من تعقيد العلاقات الأمريكية السعودية.
وهناك أيضا دعاوى قضائية فيدرالية ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وآخرين، من قبل خطيبة الصحفي المغدور، جمال خاشقجي، ومن ضابط مخابرات سعودي كبير سابق يعيش الآن في كندا، والذي يزعم أنه كان مستهدفا أيضا بالاغتيال.
نورنيوز-وكالات