وأعلنت الخارجية الأمريكية في بيان مقتضب الخميس، أن واشنطن ستقبل دعوة من الاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع مجموعة "5+1" مع إيران، لبحث العملية الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس: إن "الولايات المتحدة تقبل دعوة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع لمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) مع إيران، للبحث في الطريقة المثلى للمضي قدمًا بشأن برنامجها النووي".
وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي أن هناك فرصًا لإنهاء سياسة الضغوط القصوى والعودة للدبلوماسية مع إيران، غير أنه قال إنه من الصعب تصوّر إحياء الاتفاق النووي إذا لم تجرِ معالجة بعض القضايا الإقليمية.
وفي إشارة أخرى إلى احتمال حدوث انفراجة تكشف عن عدول أميركا عن سياستها العدائية وحربها الاقتصادية الارهابية ضد ايران، أبلغ القائم بأعمال السفير الامريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز مجلس الأمن الدولي، بأن الولايات المتحدة سحبت طلب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وورد في الرسالة أن العقوبات الدولية على إيران التي رُفعت بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2231 عام 2015، "لا تزال مرفوعة". وأكد المسؤول الأمريكي أن بلاده اتخذت خطوات لتخفيف القيود المفروضة على تنقلات الدبلوماسيين الإيرانيين في نيويورك.
* التوقف عن الدعوة إلى فرض عقوبات
من جهتهما رحّبت كل من روسيا والصين بخطوة البيت الأبيض بالسير نحو العودة لخطة العمل الشاملة المشتركة.
وصدر من الكرملين الروسي، اليوم الجمعة، ترحيبٌ حذر بقرار الإدارة الأمريكية تجاه إيران فيما يتعلق بالعودة إلى الاتفاق النووي للعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأشار الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى أن "التوقف عن الدعوة إلى فرض عقوبات أمر جيد، إنه حدث إيجابي" في إشارة إلى إلغاء إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن قرارا أحاديا لسلفه بشأن إعادة فرض عقوبات دولية على إيران.
*مسؤول روسي: آن الأوان لانتهاج سياسة واقعية
من جانبه، صرح المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، "ان الذين كانوا يؤيدون آلية الزناد، واولئك الذين خضعوا لسياسة الولايات المتحدة الفاشلة تماما بشأن إيران قدر الإمكان أو حتى أكثر من ذلك، يجب أن يعلموا بأن الوقت قد حان الآن لانتهاج سياسة واقعية ودبلوماسية".
وأضاف أوليانوف في تغريدة له اليوم الجمعة، "ليعلم هؤلاء ان الوصول متأخرا أفضل من عدم الوصول على الإطلاق".
*ترحيب صيني
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون يينغ": إن بكين تؤمن بأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني هي الطريق الصحيح الوحيد للخروج من المأزق.
وجاءت تصريحات هوا خلال مؤتمر صحفي، الخميس، في تعليقها على التقارير ذي الصلة بشأن الملف النووي الإيراني.
ودعت متحدثة الخارجية الصينية جميع الأطراف إلى العمل بتنفيذ التوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع وزراء الخارجية في كانون الاول / ديسمبر الماضي، والدفع من أجل عودة غير مشروطة للولايات المتحدة إلى الاتفاق في أقرب وقت ممكن، ورفع جميع العقوبات المفروضة على إيران.
* الصين تحذّر رغم الإنفراجة
ولفتت إلى أن الصين تدعو جميع الأطراف إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، والامتناع عن الإجراءات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات، وإفساح المجال أمام الجهود الدبلوماسية.
وأوضحت أن الصين تدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران في معالجة قضايا الضمانات من خلال الحوار والتشاور، وتأمل في أن تلعب جميع الأطراف المعنية دورا بناء في هذا الصدد.
وتأتي الخطوات الامريكية وسط حراك أوروبي لحلحلة الملف الإيراني، في ظل إصرار الجمهورية الاسلامية على أن يبادر الطرف الآخر بالعودة للاتفاق المبرم عام 2015، والذي انسحب منه ترامب عام 2018، نظراً لانها لم تكن هي التي انتهكت بنوده.
*العودة إلى الاتفاق الأصلي
في السياق، قالت مجلة "بوليتكو" الأمريكية: إن هناك عدة آراء داخل الإدارة الأمريكية الجديدة، بشأن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الإيراني، وفقا لأحد الأشخاص المطلعين على المناقشات.
وأشارت إلى أن محور النقاشات داخل الإدارة الأمريكية يتمثل في العودة إلى الاتفاق الأصلي، أو السعي إلى صفقة أكبر تشمل قيودا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وفي كلتا الحالتين، فإن أحد الخيارات المطروحة على الطاولة هو الحصول على نوع من الاتفاق المؤقت الذي يمكن أن يبني الثقة بين الجانبين بعد انسحاب الولايات المتحدة بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي يطلق عليه رسميا خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) عام 2018.
وقال أشخاص مطلعون على المناقشات في إدارة بايدن إن الاتفاق المؤقت لن يبدو بالضرورة مثل الاتفاق الأصلي، إذ ربما يشمل تخفيف عقوبات محدودة على إيران مقابل وقف طهران لبعض التحركات التي قامت بها منذ انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، مثل رفع تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20 في المئة.
* توقعات لا تبشّر بالخير
وذكرت المجلة أنه داخل إدارة بايدن، تمحورت النقاشات بين كبار المساعدين حول ما إذا كان هذا المسار هو أفضل طريق، أو ما إذا كان يجب اتباع طرق أخرى، ربما تكون أكثر تعقيدا، وقد تتجنب الصفقة الأصلية الموقعة بين إيران والقوى الدولية، وفقا لخمسة أشخاص مطلعين على المناقشات.
وقال أشخاص مطلعون على المناقشات إن كبار مسؤولي الأمن القومي ربما يكونون أكثر ميلا إلى السعي للتوصل إلى صفقة أشمل على الفور، بدلا من محاولة إحياء نسخة عام 2015.
نورنيوز/وكالات