وأضاف السيد نصر الله: “نحن بحاجة إلى مواقف الشيخ راغب حرب لمواجهة التطبيع، وروح الشهيد عماد مغنية من أجل تطوير مشروع المقاومة، ونحن نحفظ وصية السيد عباس الموسوي بحفظها وخدمة الناس، والخدمة الأهم للناس هي الحفاظ على وجودهم وأرضهم وكرامتهم وبلدهم”.
وبمناسبة الذكرى العاشرة للثورة البحرينية، قال: “الشعب البحريني يناضل لإعادة بلاده إلى مكانتها الطبيعية بعدما حولها حكامها إلى قاعدة للتطبيع. نحيّي شعب البحرين الذي دفع الكثير من التضحيات للحصول على حريته، وفي مقدمة قادته سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم”.
وحول مرور 42 سنة على انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قال إن الأخيرة “صمدت وتطورت على كل الصعد، وباتت قوة إقليمية كبرى يحسب لها ألف حساب”.
وفي الملف الداخلي اللبناني، أكد السيد نصر الله أن “أي كلام عن قرار دولي تحت البند السابع بشأن الحكومة هو دعوة إلى الحرب، والتدويل يتنافى مع السيادة، وقد يكون غطاء لاحتلال جديد، وقد يفتح الباب على مصراعيه، وقد يفرض توطين الفلسطينيين”.
وأكد رفض أي شكل من أشكال التدويل، مضيفاً: “إننا نراه خطراً على لبنان، ونشعر بأن فرض فكرة التدويل هو لاستقواء بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر”.
وعن تشكيل الحكومة اللبنانية، قال السيد نصر الله: “لا أحد لا يريد تأليف حكومة جديدة في لبنان، في وقت من مصلحة الجميع أن تتألف حكومة، والكلام عن انتظار الملف النووي الإيراني ممجوج ولا مكان له. سابقاً، كان الكلام عن انتظار الانتحابات الأميركية وغيرها.. انتظار الخارج لن يؤدي إلى أي نتيجة، والضغوط قد تدفع البعض إلى التمسك بمواقفه”.
واعتبر أن “من غير المنصف تحميل مسؤولية عدم تأليف حكومة لرئيس الجمهورية. نحن نتفهم مطالبات بعض الجهات بحقائب معينة ووجود قلق من حصول حزب واحد على ثلث معطل”.
وتابع: “لا نتفهم الإصرار على حكومة من 18 وزيراً. هناك شرائح تعتقد أن إلغاءها هو الهدف من ذلك”.
وعن التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله في 2006، قال السيد نصر الله: “15 عاماً مرت على تفاهم مار مخايل. كنا نريده أساساً لتفاهمات أوسع مع قوى أخرى”، لافتاً إلى أن “التفاهم حقق مجموعة من المصالح للبنان ولحزب الله وللتيار”، وقال: “لا نوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول التفاهم في بيان للتيار، فهي تعطي مادة للمتربصين”، مؤكداً “متانة العلاقة مع الوطني الحر والحرص على تطويرها”.
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله إن “هناك جوقة هدفها السباب والشتائم لحزب الله من دون أي حجة، وهذا يعبر عن أصحابها. كل أفعال هذه الجوقة لا تؤثر فينا. أدعو جمهور المقاومة إلى عدم الانجرار لسلوكهم”.
وتابع: “هناك استهداف ممنهج ومدبر ومدفوع الثمن ضد حزب الله، وما يجري معنا من اتهامات خارج كل الأعراف والتقاليد والشرائع، وما يجري أن هناك من يتعامل مع حزب الله على أنه متهم وقاتل ومسؤول حتى تثبت براءته”.
كلام السيد نصر الله يأتي في سياق الاتهام الذي وُجّه إليه من قبل أطراف سياسية وإعلامية باغتيال الناشط السياسي لقمان سليم. وقد أكد في هذا السياق أن “إسرائيل تقتل مواطنيها من أجل خدمة مشروعها، والمجازر الصهيونية لم تقتصر على المسلمين والمسيحيين فقط، بل شملت يهوداً رفضوا الهجرة إليها”.
وشدد على أن “هناك استهدافاً ممنهجاً ومدبراً ومدفوع الثمن ضد حزب الله. وقد فشل في تشويه صورة المقاومة لدى بيئتها وجمهورها”، مشيراً إلى أن “انفعال بعض جمهور المقاومة نتيجة الحملة يجب ألا يحسب على كل الجمهور، وإن كان يجب أن يعالج”.
وفي سياق الحديث عن الحملات الممنهجة في مواقع التواصل، شدد السيد نصر الله على أن “تل أبيب وواشنطن وحلفاءهما يعلنون أنهم يشكلون جيوشاً إلكترونية لإثارة الفتن والخلافات، وهناك من يريد أن يأخذ البلد إلى الانفجار من خلال ما يجري في وسائل التواصل الاجتماعي”، داعياً إلى “الحضور القوي في وسائل التواصل الاجتماعي مع الالتزام بالوعي والأدب وعدم الإساءة”.
وفي ملف انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله إن “التحقيق في التفجير انتهى. طالبت سابقاً الجيش والأمن الداخلي والقضاء بإعلان نتيجته، ومن واجب الجهة المعنية الإعلان عن نتائج التحقيق”.
إقليمياً، قال أمين عام حزب الله إن “تطورات كبيرة تحصل في المنطقة والعالم بعد رحيل الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مأسوف عليه، ووصول إدارة أميركية جديدة، ولبنان جزء أساسي في المنطقة، وهو يتأثر بكل ما يجري فيها”.
وأضاف أن هناك “قلقاً إسرائيلياً وسعودياً واضحاً حيال الملف النووي الإيراني”.
وعن إعلان واشنطن وقف دعمها للحرب على اليمن، اعتبر السيد نصر الله أنها “خطوة إيجابية. وقد جاءت نتيجة صمود اليمنيين. الجيش اليمني واللجان الشعبية في موقع متقدم في كل الجبهات. أيضاً، نجد أن القلِق هو السعودي والإسرائيلي”.
وعن الملف السوري، قال: “حديث الأمريكيين عن أن مهمتهم لم تعد تشمل حماية النفط في سوريا ترافق مع إعادة إحياء داعش”، مؤكداً أن “من هزم داعش سابقاً سيلحق الهزيمة به مجدداً، وأي عمل بمواجهته يجب أن يكون هجومياً لا دفاعياً”.
وحيال “صفقة القرن”، قال السيد نصر الله: “لا أحد يتحدث اليوم عن الصفقة التي يبدو أنها انتهت أو باتت في حالة تراجع وتلفظ أنفاسها، نتيجة صمود الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ومحور المقاومة”.
وحول تطبيع الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن “موقف الشعبين المصري والأردني نموذج واضح لرفض التطبيع، وهو ينسحب إلى باقي الشعوب. ثمة دول عربية وإسلامية، كالجزائر وتونس وباكستان وغيرها، ما زالت صامدة ومتمسكة برفضها للتطبيع”.
وأكد أن “أصحاب الأوهام، كحكام السودان، سيكتشفون أن التطبيع مع إسرائيل لن يحل مشاكلهم الاقتصادية”، لافتاً إلى أن “الإسرائيليين يعطون موضوع التطبيع أكثر من حجمه، والجيوش الإلكترونية لا تعبر عن مزاج الأمة والشعوب”.
ولفت السيد نصر الله إلى أن “إسرائيل لم تلتزم يوماً بالقانون الدولي، ودمرت مدناً، وقتلت المدنيين في كل حروبها”، وأضاف: “أقول لرئيس الأركان الإسرائيلي إننا لا نبحث عن مواجهة وعن حرب، ولكن إن فرضتم حرباً فسنخوضها. وإذا ضربتم مدننا، فسنرد بالمثل. وإذا استهدفتم قرانا، فسنقصف مستعمراتكم. وفي أي حرب مقبلة، ستواجه الجبهة الداخلية الإسرائيلية ما لم تعرفه منذ قيام إسرائيل”، مشيراً إلى أن “لا أحد يضمن ألا تتدحرج “الأيام القتالية” إلى حرب واسعة”.
نورنيوز-وكالات