جاء ذلك في كلمة الشيخ نعيم قاسم خلال مراسم افتتاح المؤتمر الدولي "بعنوان مدرسة الشهيد سليماني والحضارة الاسلامية الحديثة" الذي بدا اعماله مساء السبت حسب التوقيت المحلي في طهران، وبمشاركة جمع غفير لابرز الشخصيات الاسلامية والثقافية من ايران وخارجها.
واضاف : اننا نجتمع لنؤبن فقيدنا الغالي قائد محور المقاومةالشهيد اللواء حاج قاسم سليماني الذي برز كرمز كبير جدا في عالمنا الاسلامي وقدم اطروحة في المقاومة استطاع من خلالها ان يؤسس لمرحلة جديدة ستحمل معاني ومواقفه وكلماته بشكل كبير جدا.
وحول دور الشهيد سليماني في خطاب المقاومة، اكد نائب الامين العام لحزب الله ان "الشهيد سليماني انتج واثر واسس خطوات اعتقد انها ستكون مفصلية في متابعة منهجه في المقاومة وفي مواجهة اعداء الله تعالى وتحرير الارض".
وفي معرض شرحه للخطوات المفصلية التي رسمها الشهيد سليماني في اطار نهج المقاومة، قال:
اولا : المقاومة عند الشهيد سليماني هي حركة وايمان ووعي ثقافي وسياسي اي انها مضمون متكامل نظري وعملي ينعكس بشكل مباشر على اداء المجاهدين وينعكس بشكل مباشر علي انجازات الامة في مواجهة اعدائها. قال الشهيد السليماني في جمع من الحرس و هو يوكد علي اهمية و دور حرس الثورة الاسلامية المباركة كخط و منهج واداء عملي متكامل لقد انتج حرس الثورة الاسلامية من الدفاع المقدس وتلك القمة النورانية الاخري باسم الدفاع المقدس عن المقامات وصمد ،لقد طور حرس المقاومة كما و نوعا اذن الشهيد السليماني يري أن الحركة المتكاملة للمقاومة بابعادها الثقافية الايمانية والسياسية الجهادية تتطلب أن تكون هناك موسسة راعية لهذه الموسسة تجسدت بالحرس الثوري الاسلامية المباركة الذي اعطي وقدم هذا النتاج العملي وفي جمع من اهل كرمان يقول بالاعتماد علي الاسلام المحمدي الاصيل استطاعت ايران اليوم أن تجهز كل المؤامرات ذلك لأنه كان عارفا بامور الزمان لاينخدع بالعدو اذا نحن امام روية للمقاومة تتكامل ابعادها في اطار مؤسسة الحرس وفي اطار قيادة ووعي وجهاد يمكن ان يوثر بل سيوفر بشكل اكيد في انتصار الحركة المقاومة.
والنقطة الثانية : لقد نقل الشهيد سليماني المقاومة من كونها فعلا داخليا وطنيا في ايران الى كونها فعلا عالميا على امتداد المعمورة من دون ان تؤثر على خصوصية الاوطان ولا على اداء المجموعات المختلفة في داخل اوطانها. بمعني آخر استطاع الشهيد سليماني ان يشارك بشكل مباشر في قيادة ودعم المقاومة الفلسطينية وبالتالي كل الامكانات المتاحة بالاساليب المختلفة وكل التضحيات لمصلحة قوة المقاومة في غزة وفلسطين. وهذا ما ساعد على تحقيق انتصارات حقيقية للمقاومة كما عمل بشكل حثيث ليكون دائما مركزيا و اساسيا لحزب الله في لبنان وشارك في ادارة مواجهته اسرائيل في عدوان تموز عام 2006 و حقق الانتصار الكبير وكان في غرفة عملياته مع سماحة الامين العام حفظه الله والحاج عماد مغنية قائد المقاومة في لبنان وكذلك شارك في سوريا بشكل مباشر في المعارك المتنقلة بين دمشق وحمص وحلب ودير الزور والاماكن المختلفة من اجل ان يمنع سقوط سوريا بايدي الاستكبار العالمي امريكا ومعه اسرائيل، كما حقق دعما حقيقيا في مواجهة داعش في العراق مع المجاهدين العراقيين وفي اطار دعم الحوزة الدينية وقيادة المرجعية وكذلك التفاف الشعب العراقي، كما كان له الدور الفعال في تدعيم اليمن لمواجهة المخططات الامريكية والاسرائيلية والسعودية .كان دائما الى جانب سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله وابومهدي المهندس واسماعيل هنية والسيد الحوثي والرئيس الاسد اي مع القيادات المباشرة التي تعمل في هذه الساحات، لكنه لم يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المختلفة حيث أن هذا الامر من اختصاص الجهات والاحزاب والحركات الموجودة في تلك الساحات ، هو عمل على فكرة المقاومة وجهاد المقاومة التي تؤثر في اجراء التغييرات الحقيقية وتاثيرات والنتائج العملية وبالفعل راينا نجاحات المقاومة في طرد امريكا واسرائيل وهزيمة السعودية و الاخرين جميعا من دون ان يكون له علاقة بالخصوصيات التفصيلية السياسية التي تقودها كل جماعة في بلدها ؛ هذه المدرسة ان تكون علي مستوى عالمي في قيادة محور المقاومة بما يتعلق بمواجهة العداء من دون التدخل في الخصوصيات وهذه نقطة جوهرية.
ثالثا : ركز الشهيد سليماني على دور القيادة الولائية والمحورية هذه القيادة في نجاح المقاومة لانه من دون القيادة ستضيع البوصلة وستشتت الجهود سنخسر الامكانيات المتفرقة الموجودة في اماكن مختلفة من العالم، لذلك قال في وصيته : إخواني واخواتي في العالم الاسلامي دائما بحاجة الى قائد متصل بالمعصوم فقهيا وشرعيا، تعلمون جيدا أن انزه عالم ديني والذي هز اركان العالم وأحيا الإسلام أعني امامنا الخميني العظيم الجليل جعل ولاية الفقية الوصفة المنقذة الوحيدة للعالم. لا تتخلوا عن خيمة الولاية لانقاذ العالم وقال ايضا في وصيته "اللهم اشكرك أن جعلتني بعد عبدك الصالح الخميني العزيز سائرا في درب عبد صالح آخر من عبادك الصالحين مظلوميته تفوق صلاحه رجل هو الحكيم الاسلامي وايران وعالم اسلام السياسي اليوم الخامنئي العزيز روحي لروحه الفداء ، القيادة المحور الاساس هي التي تستطيع أن تجمع وتستثمر كل الطاقات ومن اجدر من ولاية الامام القائد الخامنئي دام ظله .
رابعا : امريكا هي مشكلة الاساس وربيبتها اسرائيل هي اليد التي تضرب امريكا من خلالها الاستقرار في المنطقة، والبوصلة الحقيقة مركزيتها فلسطين وبالتالي من اراد ان يكون مقاوما حقيقيا لابد ان يوجه البوصلة باتجاه فلسطين و أن يلتفت الي أنه يواجه اليد الاسرائيلية وشيطان الاكبر امريكا فيي آن معا ؛ وهذا ما يساعد علي تحرير عالمنا الاسلامي من هذه الغدة السرطانية اسرائيل ومن المسؤول عنها امريكا التي عاث في الارض فسادا فكل مشاكلنا في منطقتنا هي من تدخلات امريكا ومن دعمها للفاسدين والقيادات المستبدة الظالمة في منطقتنا و من سلبنا لخيراتنا و امكاناتنا على صعيد النفط والتجارة وعلي كل الاصعدة . بل امريكا عب ء ثقافي خطير تحاول أن توجه شبابنا في اتجاهات مخالفة لمصالحنا يهدد شبابنا. يقول الامام الخامنئي حفظه الله تعالي بعد شهادة الشهيد السليماني لقد وقف هذا الانسان شهيدنا العزيز الحاج القاسم السليماني في وجه كل المخططات التي تحيكها امريكا باموالها بموسساتها الاعلامية الواسعة الانتشار بقوتها الدبلوماسية بضغوطاتها وقوتها التي تمارسها بوجه زعماء العالم و خاصة الدول الضعيفة واحبط هذه المخططات في غرب أسيا عنوان الشهيد السليماني أنه بالفعل قاهر امريكا في منطقتنا و هذه من الانجازات التي تؤسس لمنهجية في المقاومة ولخطاب في المقاومة يوصلنا الي هذا النتاج ".
خامسا : المقاومه حركة الميدان وليست تنظيرا عن بعد هي تتطلب اسمى التضحيات، وقال القائد حسن نصرالله حفظه الله " مدرسة الحاج قاسم يعني الذهاب الى ساحة العمل الي الميدان الي الآخرين، كان دائما يذهب الي فم الموت والخطوط الامامية، نحن تعلمنا من الشهيد القاسم أن قيادة المقاومة هي جهادها في الساحة مباشرة وهذا ما يغير المعادلة ويؤثر في مواجهة الاعداء و الان يعلم العدو تماما ان الساحة المليئة بتلامذة الشهيد قاسم سليماني وانهم علي الاستعداد للعطاءات الحقيقية ليس عن بعد وليس من المكاتب وانما في ساحة الميدان وهذا ما يقلب المعادلة".
سادسا واخيرا : كان الشهيد من عشاق الشهادة تأسيا بالامام الحسين (س) قال تعالي" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "الشهيد سليماني كان في سعيه شتاقا للقاء الله التعالى في وصيته؛ يقول كيف يمكن أن لا تقبل يا رب من وقف علي بابك 40 سنة يا خالقي يا محبوبي يا معشوقي الذي تطلبت منه ان يغمر وجودي بعشقه احرقني وامدني بحراقك هذه الروحية هي التي انتجت استعدادا عظيما للتضحية وصدقا مع الله لقد صدق مع الله فصدق الله تعالي معه واعطاه واوصله الي اعلي المراتب هنيئا لك ايها الشهيد العزيز قاسم السليماني رضوان الله تعالي عليه.
نورنيوز-وكالات