معرف الأخبار : 59177
تاريخ الإفراج : 2/14/2021 6:40:55 PM
عالم مابعد كورونا..

عالم مابعد كورونا..

مصيب نعيمي- بعد عام على تفشي كورونا، بات العالم الغربي اكثر ضعفا في مواجهته وأصبح الاقتصاد العالمي على وشك الانهيار فيما ليس هناك افق واضح لنهاية الأزمة.

ولكن رغم هذه الأزمة المستعصية، ظلّت السياسات الغربية تراهن على الهيمنة السياسية والنهب الاقتصادي لثروات الشرق الأوسط.

فالأمريكي لازال يحاول النيل من قدرات الصين، فيما الاوروپي ينتظر الفرج من الأمريكي، والصهيوني يعيش في غيبوبة القوّة الأمريكية المغلوبة على نفسها، لكن الواقع يكشف عن عالم بات يختلف عما كان عليه سابقاً.

لذا يتعيّن على البلدان الشرقية ان تُعيد حساباتها، وتوّحد قواها وتعتمد على قدراتها الذاتية وتعمل على بناء مجتمعاتها المستقلّة عن الهيمنة الاستعمارية، وحتى في حال انقشعت نكبة كورونا فان الاقتصاد الأوروبي المتهالك يلزمه عقد من الزمن ليعود الى سابق عهده.

بينما سيتمكّن العالم الشرقي الذي تعوّد على الإنكماش من التأقلم مع هذه المرحلة، والعبور منها بأقل ثمن واسرع وقت، توقعات أكدها المراقبون عندما أعلنوا بان عالم مابعد كورونا لن يكون كما قبلها، ذلك لأن المعادلات تتغير والثروات تتنقل والسياحة الى الغرب قد تتدنى والاستفادة من التكنولوجيا الامريكية تنخفض، والاستثمار في اوروبا في تراجع، والعودة الى البلد الأم سيكون أولوية للشعوب.

وسيعقب هذه التحولات، برمجة البلدان النامية لمرحلة مابعد كورونا والعمل على تنمية مواردها المحلية وطاقاتها الإنسانية للخروج من الركود الاقتصادي والسياسي، وهذا مايلوح في الأفق عن إشارات من بعض البلدان العربية التي دفعت ثمناً باهظاً لمغامراتها المكلفة، ولكن يحدونا الأمل اليوم الذي تعيش فيه بلداننا في ظلّ كفاءاتها وليس الرهان على السراب الغربي.


الوفاق
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك