حاولت هذه الصحيفة معتمدة على بعض المصادر التي لم يتم ذكر اسم المسؤول عنها، في سيناريو واضح، استخدام بعض المعلومات لتعزيز قصتها الخيالية وتحريف حقيقة الأجواء الراهنة من خلال إثارة الشك في ذهن الجمهور.
نعم في الواقع جرت مباحثات بين ممثلين عن سوريا والكيان الصهيوني، إلاّ أنها انحصرت فيما يخصّ الخلاف على الحدود المائية ومضمونها واضح تماما.
ويسعى السيناريو الذي خرجت به الصحيفة اللبنانية الناطقة بالفرنسية، بعد هزيمة المحور الغربي ضد جبهة المقاومة خلال التطورات التي شهدتها المنطقة على مدى العقد الماضي، إلى جعل كل هذه الهزائم انتصارا كبيرا حتى لا تفقد أمريكا وحلفائها هيمنتهم الضائعة في المنطقة، وبهدف إعادة بناء الرأي العام بما ينسجم مع مآربهم.
من ناحية أخرى؛ بعد تغيير بعض المعادلات على الساحة الدولية وبداية حقبة جديدة من النظام العالمي، سيما أن أمريكا لم تعد قوة عظمى ومهيمنة واحدة فيه، تسعى مثل هذه الألعاب الإعلامية إلى خلق فجوات في تكتلات القوة الجديدة ربما للحؤول دون تسريع وتيرة أفول الهيمنة الغربية.
من ناحية أخرى؛ التقرير الخيالي لهذه الصحيفة، بإثارة قضايا من قبيل "فشل وانقضاء تحالف إيران وسوريا وروسيا"، "ترك إيران وحيدة ومحور المقاومة على الجبهة السورية"، "الأسد يدير ظهره لمحور المقاومة ويستسلم لإرادة إسرائيل "يوجه رسالة منحرفة إلى شعب إيران ودول المقاومة بأنه لا خيار أمامها سوى الاستسلام لإرادة الغرب، ومثل هذه التحالفات محكوم عليها بالفشل.
في هذا الصدد؛ كان الاحتلال الاسرائيلي يبحث لفترة طويلة، عن قوة أسطورية ومرعبة من أجل تقديم نفسه على أنه الفائز النهائي الوحيد في معادلة غرب آسيا والملفات المتعلقة بها، وذلك بدعم من البيت الأبيض وباستخدام وسائل الإعلام ومنصات الدعاية، بهدف التعتيم على الانقسامات السياسية الحادة التي يمرّ بها، والتستر على الأزمة الاجتماعية الداخلية التي يعيشها، علاوة على الأزمة الاقتصادية، والفشل في إدارة أزمة كورونا.
نورنيوز