والواضح ان هذه الأساليب المعروفة تأتي وفق سيناريو غربي-أميركي يوزّع الأدوار على الدول المتناغمة مع اميركا غير أن الجمهورية الاسلامية الايرانية قرأت هذه الأفكار وتعرف خفايا الفكر الغربي ومكائده، بحيث لا تترك مجالا كي تلدغ من الجحر مرّتين، إذ يوجد اتفاق واضح المعالم ونصوص وقّع عليها جميع الأطراف المعروفين بمجموعة 5+1 وصادق عليه مجلس الأمن الدولي حيث ألغى قرارات وأصدر أخرى تُلغي جميع تصعيدات الماضي وفتح كوّة في الجدار تطلّ على مرحلة مستقبلية جديدة واضحة المعالم.
لكن الأميركي ضرب توقيعه عرض الحائط دون أن يُعاقب أو يحاسب على فعلته، واليوم يظهر وكأنه صاحب حق، يجب أن يتمّ دفع ثمن إضافي إليه ليعود الى الاتفاق.
ربما يحقّ أن يفكروا أو يخطّطوا كما يشاؤون ولكن لا يمكنهم أن يغيّروا الحقيقة، حقيقة أنهم هم من نكثوا العهود وخرجوا على القوانين، فيما أثبتت ايران للرأي العام العالمي بأنها تفي بعهودها ولا يحقّ لأحد أن يلومها في هذا المضمار.
وبما أن السيناريو بات جلياً، فليس هناك من احتمال بقبول الشروط الجديدة أو إجراء تعديل في الاتفاق الموقّع عليه في العام 2015.
الكرة الآن في الملعب الاميركي ولابد لواشنطن أن تعوّض الخسارة التي ترتّبت على انتهاكات إدارة ترامب بحقّ ايران، وتعود الى الوفاء بالتزاماتها وتُلغي العقوبات كشرط أولي وأساسي للعودة الى الاتفاق النووي، وبحال تبين خلاف ذلك سيحقّ لايران حينها أن تقرّر ما تشاء.
مصيب نعيمي- صحيفة الوفاق