وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود شاويش أوغلو في إسطنبول اليوم الجمعة، ندد ظريف بالعقوبات الأميركية كذلك على تركيا.
وقال ظريف: "في هذه الأيام العصيبة نقيّم وتركيا وقوفنا إلى جانب بعضنا"، مضيفاً "مستمرون في إطار مسار أستانة لإنهاء الأزمة السورية".
كما التقى الوزير ظريف عصر اليوم، بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام، في قصر وحيد الدين بإسطنبول عقب مؤتمره المشترك مع نظيره التركي، وبحث معه آخر مستجدات المنطقة وتعزيز التعاون المشترك.
وردّت أمس الخميس، ممثلية إيران في الأمم المتحدة، على أول تصريحات لوزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن حول مستقبل الاتفاق النووي. وقالت الممثلية الإيرانية: إن "الإدارة الأميركية الجديدة الراهنة، وعلى غرار الإدارة السابقة، تنتهك تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".
وفي أول موقف أثار قلقاً من سياسة الرئيس الاميركي الجديد تجاه ايران رغم وعوده بالعودة الى الاتفاق النووي، كان بلينكن وبعد يوم على توليه منصبه، قد قال، إن "الرئيس جو بايدن أوضح أنه إذا أوفت إيران مجدداً بكل التزاماتها باتفاق 2015 فإن الولايات المتحدة ستفعل الأمر نفسه".
من جهة أخرى، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن رؤساء تركيا وروسيا وآذربيجان بدأوا مرحلة جديدة من أجل السلام في المنطقة. وأكد أنه يمكن القول، إن القاعدة بين دول هذه المنطقة أصبحت ثابتة، ويمكن البناء عليها في مجالات تعاون عدة.
وفيما كشف عن انتظار زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى إيران في الفترة المقبلة، قال ظريف: "علاقاتنا مع تركيا للأسف تشهد في هذه الفترة تراجعاً على الصعيد التجاري".
كما تطرق ظريف الى المباحثات الى اجراها في العواصم الأربع التي زارها خلال هذا الاسبوع ( باكو وموسكو ويريفان وتبليسي) وشرح رؤية إيران في ظل إنهاء الصراع في قره باغ واستغلال الفرصة الحالية للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة في ضوء تطوير التعاون وخاصة في المجالات الاقتصادية.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي إنه ناقش مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف القضايا الإقليمية والمستجدات في سوريا.
وأكد أوغلو دعم بلاده للاتفاق النووي مع إيران، وأمل عودة إدارة الرئيس جو بايدن إلى هذا الاتفاق، ورفع العقوبات.
وفي الشأن السوري، أعلن أن القمة الثلاثية بصيغة أستانة ستعقد في طهران.
أوغلو أشار إلى أن "الجميع يراقب وقف إطلاق النار في جنوب القوقاز، وعلينا أن نعمل على أن يكون ذلك دائماً".
ورأى أن الاستقرار في جنوب القوقاز مهم من أجل المنطقة والسلام هناك، معتبراً أنه سيكون مفيداً لأرمينيا.
وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم الدعم إلى إيران، "وهذا الأمر أكدته للوزير ظريف".
وقال وزير الخارجية الايراني، لدى وصوله إلى اسطنبول يوم الخميس: إن مبادرة التعاون الاقليمي السداسي مهمة كأحد سبل التعاون بين دول المنطقة، مضيفا انه سيناقش نتائج المحادثات حول هذه المبادرة مع المسؤولين الاتراك.
واضاف ظريف للصحفيين يوم الخميس، أن علاقاتنا مع تركيا مهمة للغاية، ومن المهم التشاور والاتفاق مع تركيا بشأن القضايا الثنائية والمتعددة الأطراف والإقليمية.
وأشار إلى ضرورة ايجاد سلام دائم في منطقة القوقاز من خلال التعاون مع دول المنطقة، وقال: خلال زياراتي إلى دول آذربيجان وأرمينيا وروسيا وجورجيا ، طرحت هذا الموضوع بالتفصيل مع كبار المسؤولين في هذه الدول، وفي لقاءاتنا مع الأشقاء في تركيا، سنتابع هذه القضايا لبحث مجالات التعاون، لا سيما في مجال الترانزيت وتوفير طرق النقل بعد الحرب في قره باغ.
وبشأن الآلية السداسية لمنطقة قره باغ، قال وزير الخارجية: لقد طرح السيد أردوغان هذه المسألة في الماضي؛ لقد تحدثت إلى مسؤولين آخرين في المنطقة حول هذا الموضوع، وسأناقش نتيجة هذه المحادثات مع السلطات التركية.
وتابع ظريف قائلا: إن هذا الموضوع بالتأكيد مهم جدا كواحد من طرق التعاون خاصة في مجال الترانزيت رغم وجود بعض العقبات التي نأمل إزالتها.
وبدأ ظريف جولته على دول القوقاز يوم الاثنين الماضي بزيارة العاصمة الاذربيجانية باكو، وكانت موسكو ويريفان المحطتين الثانية والثالثة في الجولة الدبلوماسية لوزير الخارجية، والتقى يوم الخميس المسؤولين الجورجيين في العاصمة تبليسي، فيما وصل اسطنبول مساء أمس الأول لإجراء محادثات مع المسؤولين الأتراك.
وفي تغريدة له على تويتر في ختام زيارته التي استمرت ست ساعات إلى جورجيا، اضاف ظريف: اجريت محادثات جيدة مع رئيسة جورجيا "زارفابيشفيلي" ورئيس الوزراء "جيورجي جاخاريا"، كما تحدثت عبر الهاتف مع وزير الخارجية زالكالياني الذي وضع نفسه في الحجر الصحي لاصابته بفيروس كورونا.
وتابع ظريف، قائلا: كانت المحادثات جيدة جدا وتناولت تطوير العلاقات الثنائية الدائمة والتعاون الإقليمي - خاصة ما يتعلق بممر الترانزيت الذي يربط البحر الأسود بالخليج الفارسي.
ولدى وصول ظريف إلى يريفان العاصمة الأرمينية بعد آذربيجان وروسيا، قال: إن الفرصة توفرت للتعاون وبناء الثقة بعد النزاع في إقليم ناغورنو كاراباخ. وأوضح، أن "أرمينيا كانت حاضرة في محادثاته في باكو وموسكو".
وكان ظريف قال لدى وصوله إلى موسكو، "إننا نتطلع إلى تشكيل اتحاد تعاون سداسي في المنطقة، وهو الهدف الأهم في جولتي الإقليمية على دول القوقاز".
وعن زيارته للعاصمة باكو، قال ظريف: "لقد عقدنا اجتماعات جيدة مع الرئيس الآذربيجاني إلهام علييف والأصدقاء الآذربيجانيين، مؤكداً أن أبواب بلاده "مفتوحة أمام جيرانها للتعاون والحوار".
مؤكداً أنه لم يكن صديقا للرئيس الأميركي الجديد
في سياق آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني أنه "لم يكن أبدا صديقا لبايدن" معربا عن أمله في أن تعيد الإدارة الأمريكية الجديدة النظر في سياسة "الإرهاب الاقتصادي".
وقال الوزير ظريف في مقابلة مع قناة روسيا اليوم: أن بإمكان إدارة "جو بايدن" أن تبدأ بتخفيف التوتر في العلاقات بين طهران وواشنطن. وأكد أنه لم تربطه علاقة وثيقة بالرئيس الأمريكي الجديد.
وقال: "من الخطأ الاعتقاد بأن علاقته الشخصية مع بايدن يمكن أن تساهم في نجاح دبلوماسي كبير بين خصمين قديمين".
وأشار وزير الخارجية إلى أن تاريخ معرفته ببايدن تعود إلى ما يقرب من 20 عاما، عندما شغل منصب ممثل إيران لدى الأمم المتحدة.
وذكر ظريف أيضا في المقابلة أن تعاطيه مع سيناتور ولاية ديلاوير (جو بايدن) كان تعاطيا مهنيا فقط.
وقال: إن التزام بايدن بمراجعة السياسة الخارجية للولايات المتحدة هو وعد طويل الأمد، مشيرا إلى أن سياسة واشنطن الحالية بشأن العقوبات أحادية الجانب هي "حرب اقتصادية في الأساس" و "إرهاب اقتصادي".
و أعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله في أن تتمكن الإدارة الأميركية الجديدة من تحريك العلاقات الثنائية مع طهران في "الاتجاه الصحيح".
وأضاف ظريف: طالما أن الولايات المتحدة لا تفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 ، فلا يهم إيران من يكون في البيت الأبيض.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن قرار الانسحاب من الاتفاق النووي كان له تأثير عكسي على واشنطن.
واشار الى انه بعد الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة من الاتفاق النووي، زادت احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب من 300 إلى 4 الاف كغم.
وفي تغريدة له على موقع تويتر يوم الخميس، خاطب الوزير ظريف نظيره الأميركي أنطوني بلينكن، قائلا: الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق النووي، ومنعت نقل الغذاء والدواء للإيرانيين، وعاقبت الملتزمين بالقرار 2231 لمجلس الأمن.
وتابع قائلا: لكن إيران وطوال هذه الفضيحة، بقيت ملتزمة بالاتفاق النووي ولم تتخذ سوى إجراءات تعويضية مخطط لها مسبقا.
وتساءل ظريف، قائلا: من الذي عليه ان يتخذ الخطوة الأولى الآن؟، مذكّرا بلينكن: لا تنس أبدا الهزيمة الساحقة لترامب.
نورنيوز/وكالات