ليس ثمة شكّ أنّ تعاظم الدور الروسي في العالم الخارج من أنقاض انهيار الاتحاد السوفياتي يزعج المنافس الامريكي وحلفاؤه بريطانيا وفرنسا والمانيا لاسيما أنه أصبح يملك أوراقاً رابحة وقوية في الشرق الاوسط بتحالفه الاستراتيجي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تصوّرها الادراة الاميركية التهديد الاكبر والاخطر لدول الخليج نبع البترودولار .
هذه المرة تصدّت ألمانيا للرقص على محركات سرعة تنامي المظاهرات داخل روسيا متدرّجة من مطلب الافراج عن المعارض نافالني وصولاً الى المنادراة برحيل الرئيس بوتين عن السلطة بدعم وتجييش بريطاني لم يخفه هذا المعارض المدوّن .
المعارض المدوّن نافالني الذي زعم أنه تعرض لحادثة تسمم على متن طائرة فوق أراضي سيبريا ، فتدخّلت جمعية خيرية ألمانية للسماح لها بنقله جواً الى برلين من أجل علاجه حيث صرّحت الحكومة الالمانية في 2 أيلول أن الاختبارات التي أجرتها وجدت دليلاً لا لبس فيه على وجود عامل أعصاب كيميائي حربي من مجموعة نوفيتشوك .
المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة فاسيلي نيبينزيا طالب الحكومة الالمانية بتقديم الادلة على كلام الحكومة الالمانية إلا ان الاخيرة لم تقدّم شيئاً !!! وجاء تعبير المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الحكومة الالمانية قدمت” لا شيء “!!
اللافت كان مساهمة صحيفة ديرشبيغل الالمانية وقناة سي أن أن ووسائل اعلام بريطانية في حملة نافالني ضد سطات بلاده ، ما يؤشّر الى دعم وتنسيق من هذه الاطراف لتحويل حركة نافالني الى رأي عام دولي !!
بعد عودة المعارض الروسي واحتجازه من قبل السلطات الروسية التي أعلنت أنّ سبب اعتقاله هو مخالفته شروط اطلاق سراحه بتاريخ 20 ديسمبر 2020 إضافة الى جملة من التهم ابرزها اختلاس أموال تبرعات جمعتها منظمات غير حكومية .
مصدر ديبلوماسي روسي يؤكد انّ الاستخبارات الروسية لديها تقارير ومعلومات تشير إلى ضلوع بعض أجهزة المخابرات الاوروبية والامريكية في دعم وتحريك هذا المعارض بهدف خلق فوضى في الشارع الروسي وصولاً الى اهداف أكبر أن فيروس كورونا بات يشكّل تحدياً صحياً واقتصادياً يثقلان كاهل الحكومة الروسية .
العارف بروسيا يدرك تماماً شعبية الرئيس بوتين الكبيرة فهو قد أعاد روسيا الى سابق عهدها بسياسته وقوته العسكرية والطفرة العلمية والتكنولوجية الهائلة بالرغم من أنّ النمو الاقتصادي لا زال بطيئاً ويرزح تحت العقوبات الاميركية والاوروبية .
من هنا فإنّ القضية التي ليست في مسألة الافراج عن المعارض نافالني بل ربما في الاجندات التي يخطط لها من يقف وراء هذا المعارض الذي طالب صراحة خلال وجوده في القاعة قادة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا اخلاء سبيله مما يكشف سريعاً الوجوه التي ستتدخّل من بوابة حقوق الانسان ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من الجمعيات الحقوقية لاخراجه بطلاً شعبياً …
لكن ليس مع الرئيس بوتين الذي خرج من رحم الاستخبارات السوفياتية تحاك هذه الخيوط … لذلك لا تلعبوا مع القيصر الذي يمتدّ حكمه على أكبر جغرافية في هذا الكوكب !!
مجلة مرايا