وفي تحذيرات استعرضية، خاطب رئيس الأركان العامة للجيش الصهيوني إدارة "جو بايدن" من عواقب عودة محتملة لأمريكا إلى الاتفاق النووي، وقال: إنني أصدرت تعليمات للجيش بإعداد عدة خطط عملياتية جديدة ضد إيران بالإضافة إلى الخطط السابقة!
وأضاف " أفيف كوخافي": العودة للاتفاق النووي الموقع في 2015 حتى وإن كان اتفاقا مماثلا بعد العديد من التحسينات أمر سيء وخاطئ من وجهة نظر عملياتية واستراتيجية"، لأنه بالنظر إلى أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتقدمة واحتياطيات البلاد من اليورانيوم المخصب، فإن إيران أمامها "أشهر قليلة أو حتى أسابيع قليلة" لتصل الى صنع الأسلحة النووية.
وتأتي التصريحات التهديدية لرئيس الأركان العامة للجيش الصهيوني في الوقت الذي زعمت فيه إسرائيل هيوم، أكبر الصحف انتشارا في الأراضي المحتلة، في مقال لها يوم الخميس 14 كانون الثاني/يناير، أن الجيش يدرس ثلاثة خيارات لمواجهة إيران!
وقبل مدّة ليست بالبعيدة، كرّر "بنيامين نتنياهو" نفس التهديدات، زاعما أنه سيمنع إيران من امتلاك سلاح نووي!
بعد خطاب نتنياهو حينها، قال مسؤول أمني ايراني رفيع في مقابلة مع "نورنيوز"، بينما كان يشرح استراتيجية إيران ضد أفعال وتهديدات تل أبيب: "على الكيان الصهيوني أن ينتظر تداعيات الإقدامات والخطوات التي يتحمل قادته مسؤوليتها ويعرفونها، أي انتهاك للمصالح، وأمن إيران سواء تبنّت تل أبيب المسؤولية أو نفتها، سيواجه رداً حاسماً وصارماً من الجمهورية الإسلامية.
التهديدات من هذا القبيل التي يطلقها مسؤولي الكيان الصهيوني ضد إيران تأتي في الوقت الذي لا يكون فيه هذا الكيان في الأساس في وضع يسمح له باتخاذ إجراءات ضد إيران، ومثل هذه الخدع عموما لها أهداف محلية لحكومة ضعيفة وفاسدة يقترب فيها نتنياهو من العزل.
الاحتجاجات والاشتباكات التي اندلعت قبل أشهر في مدن مختلفة من الأراضي المحتلة، والتي شهدت حرق حافلات وغيرها، إلى جانب معارضة المحكمة لتأجيل محاكمة نتنياهو، وتفاقم وتصعيد الخلافات السياسية داخل حكومة الاحتلال، من بين التطورات الداخلية التي سحبت من أيدي هذه السلطة خيار اتخاذ أي عمل خارج البلاد.
تهديدات يوم أمس الصهيونية، تعود في الغالب إلى حقيقة أن الكيان الصهيوني يعرف بحق من التجربة السابقة أن شروره ستعاقبه عليها إيران بالتأكيد، وذلك بسبب عدم القدرة على التنبؤ بزمان ومكان وكيفية الردّ الإيراني نراه يتخبّط ويعيش في حالة من القلق الشديد.
من ناحية أخرى؛ تركت الإطاحة بالمدافع الاكبر عن الاحتلال (ترامب) من السلطة في الولايات المتحدة، نتنياهو في حالة من القلق والاضطراب العميقين، ظهرا في حالة التخبط التي تعيشها حكومته، لذلك يحاول إخفاء هذا الخوف وراء التهديدات الجوفاء.
الجدير بالملاحظة؛ أن التهديدات الجوفاء التي أطلقها المسؤولون السياسيون والعسكريون في إدارة ترامب، في أواخر أيامها، التي تمثّلت بتلويحات عسكرية دراماتيكية متزايدة ضد ايران، جاء في سياق الخوف من "الانتقام الشديد" الذي توعّدت به الجمهورية الإسلامية، الأمر الذي تسبب للأسف في قلق عدد من المسؤولين السياسيين في ايران، لكن مسؤولي الدفاع والأمن في الجمهورية الاسلامية أعلنوا منذ البداية أنه لا يوجد احتمال لأي حرب أو تهديد عسكري، وذلك بسبب استعداد إيران الكامل ويقظتها.
نورنيوز