وتسارعت وتيرة التطورات الامنية في واشنطن وسط ترقب عالمي لما سيحصل، لاسيما بعد اقتحام انصار ترامب للكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، وقيامهم بنهب وتخريب ممتلكاته ما تسبّب حالة من الفوضى والهرج في مقر الكابيتول.
في السياق، حذّر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) ووكالات اتحادية أخرى من احتمال وقوع أعمال عنف قبل موعد التنصيب، إذ "يتطلع المتعصبون البيض وغيرهم من المتطرفين إلى استغلال الإحباط بين مؤيدي ترامب الذين صدقوا الأكاذيب حول تزوير الانتخابات".
وقد فرضت السلطات الأميركية طوقا أمنيا على العاصمة واشنطن، وذلك ضمن إجراءات تأمين تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مكتب التحقيقات الفدرالي سيقوم بفحص قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، خوفا من هجوم داخلي أثناء تنصيب بايدن.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين في وزارة الدفاع أن البنتاغون قلق من هجوم داخلي، أو تهديد من طرف أفراد على صلة بتأمين مراسم التنصيب، وقالت إن وزير الجيش الأميركي أمر قادة الجيش بالانتباه إلى أي مشكلة قد تحدث في صفوف قواتهم مع اقتراب موعد التنصيب.
وأعرب رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة بايدن عن قلقه من التهديدات الأمنية التي قد تصاحب حفل التنصيب، إلا أنه أبدى ثقته بقدرة الأجهزة الأمنية على تأمين الحفل.
وقال كلين -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN)- إن الفريق الانتقالي لبايدن يتلقى إحاطات من قبل الإدارة الحالية بشأن التهديدات المحتملة.
وأضاف "أظهرت الأسابيع الأخيرة مدى الأضرار اللاحقة بروح الولايات المتحدة وأهمية إصلاحها وسيبدأ هذا العمل الأربعاء". وقال "إننا نرث فوضى كبيرة لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع".
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) اعتقل مسؤولا بولاية نيو مكسيكو قرب مبنى الكونغرس في العاصمة واشنطن على صلة باقتحام الكونغرس، وذلك ضمن حملة اعتقالات لمتورطين في أحداث اقتحام الكونغرس، بالتزامن مع أنباء عن صدور عفو رئاسي عن بعض أولئك المتورطين.
وأوضحت وسائل الإعلام أن المسؤول يدعى كوي غريفين وهو مفوض بالولاية، وقد تعهد بالعودة إلى واشنطن مدججا بالسلاح للاحتجاج على تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء المقبل.
واعتقلت السلطات الأميركية الشخص المتداولة صورته في وسائل الإعلام وهو يرتدي فروة جاموس ويضع قرنين على رأسه، ويدعى جيك آنجلي، بالإضافة إلى عناصر آخرين، وذلك في إطار حملة اعتقالات مستمرة لمتورطين في اقتحام الكونغرس.
وكانت شرطة العاصمة واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أنها أوقفت شابا من ولاية فرجينيا، فجر الأحد، قرب حاجز تفتيش، لحيازته سلاحا وذخيرة حية دون رخصة.
وعبأت أكثر من 12 ولاية حرسها الوطني للمساعدة في تأمين أبنية الكونغرس، في أعقاب تحذيرات أمنية من احتجاجات مسلحة لمتطرفين يمينيين ممن شجعهم الهجوم الدامي على مبنى الكونغرس بواشنطن في 6 يناير/كانون الثاني الجاري.
وفي وقت سابق، قال حاكم ولاية إيلينوي، جيه.بي "بعد الحصار المفروض على مبنى الكونغرس في ولايتنا والتقارير عن التهديدات الموجهة لعواصم الولايات، قررت حشد كل الموارد لحماية سكاننا والعملية الديمقراطية"، مضيفا أنه بصدد تعبئة شرطة الولاية وحرسها الوطني لحماية العاصمة سبرينغفيلد.
كما أن عواصم الولايات المتأرجحة، التي قال ترامب إنها شهدت تزويرا لنتائج الانتخابات، في حالة تأهب قصوى بشكل خاص.
وفي لانسينغ بولاية ميشيغان، وضعت قوات الأمن متاريس لإغلاق الشوارع المحيطة بمبنى كونغرس الولاية.
وقالت مجلة بوليتيكو: إن مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق في أدلة لديه حول امرأة شاركت في اقتحام الكونغرس وسرقت حاسوبا محمولا من مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وتعتزم بيعه للروس.
من جهته، حذّر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، من إصدار عفو من قِبَل الرئيس ترامب عن الذين اقتحموا الكونغرس في السادس من الشهر الجاري، معتبرا ذلك خطأ.
وقال غراهام -في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" (Fox News)- إنه سيحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. ومن المتوقع أن تبدأ محاكمة دونالد ترامب بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه.
ويتهم الديمقراطيون ترامب بـ"التحريض على تمرد" أنصار له واقتحامهم الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى.
وقال جيمي راسكين أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس، الأحد، إن دونالد ترامب ارتكب "الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة".
الى ذلك قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times): إن شهادات بعض من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب تورطوا في أحداث الشغب بمبنى الكابيتول -كشفت عنها التحقيقات وسجلات المحاكم- قد تلعب دورا في إجراءات محاكمته للمرة الثانية خلال ولايته.
وذكرت الصحيفة -في تقرير لها- أنه بعد استماتة ترامب مدعوما من موالين له في إنكار أي مسؤولية له عن أحداث الشغب التي اندلعت بمبنى الكونغرس في السادس من الشهر الجاري، محملين المسؤولية أحيانا "لبعبع محتمل" مثل اليساريين المتطرفين المعادين للفاشية أو نشطاء "حياة السود مهمة"، بدأت مجموعة من أنصار الرئيس تتهمه مباشرة بالتسبب في التحريض على ما جرى.
وكشفت سجلات المقابلات والمحاكم أن 4 على الأقل من مثيري الشغب المؤيدين لترامب قالوا إنهم انضموا إلى المسيرة التي تطورت فيما بعد إلى أحداث عنف بمبنى الكونغرس "من بين أشياء أخرى" لأن الرئيس شجّعهم على ذلك.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أخبر رجل إطفاء متقاعد متهم بالاعتداء على أفراد من الشرطة بمبنى الكابيتول أحد أصدقائه أنه ذهب إلى المبنى استجابة "لتعليمات الرئيس"، وفق ما ظهر في سجل شكوى جنائية مقدمة ضده.
كما أخبرت وكيلة عقارات في ولاية تكساس متهمة باقتحام مبنى الكونغرس أحد المراسلين أنه من خلال الاحتجاج في واشنطن قامت فقط "بتلبية نداء الرئيس".
وأخبر رجل من ولاية فرجينيا مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) أنه سار هو وابن عمه صوب مبنى الكابيتول لأن السيد ترامب قال "شيئًا عن السيطرة على شارع بنسلفانيا" (الشارع الذي يربط مبنى الكونغرس بالبيت الأبيض).
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية مساء الأحد، اعتقال مسؤول منتخب في ولاية نيو مكسيكو، بعد أن توعد بالسفر إلى العاصمة واشنطن محملا بالسلاح للمشاركة في المظاهرات المنددة بتنصيب جو بايدن، رئيساً للولايات المتحدة.
ونقل موقع "الحرة" الأمريكي، أن السلطات كوي غريفين، مفوض مقاطعة أتيرو في نيومكسيكو، ومؤسس حركة "رعاة البقر من أجل ترامب"، في تهم متصلة باقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي في العاصمة، يوم 6 يناير (كانون الثاني).
ووفقاً لوثائق نشرتها وزارة العدل عبر موقعها، اتهم غريفين، بـ "الدخول عن سابق إصرار وإدراك أو المكوث في مواقع أو مبان أمنية دون تصريح قانوني".
نورنيوز/وكالات