١. ان احياء ذكرى استشهاد الفريق الحاج سليماني في غزه ..اعتراف بدور الشهيد اللّا متناهي بدعم وتطوير كل فصائل المقاومة الفلسطينيه وتأمين متطلباتها حتى أصبحت قادره على خلق حاله من توازن الرعب مع كيان العدو إذ باتت المقاومة قادرة على إستهداف عمق الاحتلال الإسرائيلي .
وما إطلاق تسمية المهرجان باسم شهيد القدس إلا تأكيدا على أن ذلك الدم المسفوك ظلما سيكون دافعا قويا للثبات والاستمرار على ذلك النهج في مواجهة الاحتلال حتى التحرير الذي كان حلما يراود الشهيد ومواصلة نهج المقاومه .
ودلالة ذلك الحضور لقادة فصائل المقاومة الفلسطينيه في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده إلاّ إستذكاراً لجهاده الذي أثبت لضعفاءالأمة وما اكثرهم ان القضاء أن تٌقدُم بلا خوف ،وأن القدر أن تثق بلا مبالاه، وأن غير الممكن ممكن بالفعل، وأن روحيته الجهادية أثبتت على أنها قادره على أن تقود التأريخ بقوة النصر لا بعوامل الهزيمه،كما انه استذكاراً لشهادته التي تلقت شعوب أمتنا ذلك النبأ بقلوبٍ فيها روح المعركة واكبادٍ فيها مس النار كما رءو فيها مجد الموت وبريق الكبرياء وشعاع الايمان.
٢. استشهاد الفريق سليماني على ارض العراق مثل تأكيدا على إيمانه العميق وقناعته الراسخة بأهمية التحرك بوعي ومسئوليه لاسقاط المشروع الصهيو امريكي الذي يستهدف الأمة من بوابة العراق على اعتبار أن امن العراق وسائر دول محور المقاومة من امن ايران وبأن المخاطر والتهديدات التي تهدد العراق ودول محور الممانعه هي لاشك تهدد إيران وسائر أقطار الامه وان مستقبل الصراع مع الأعداء وفي مقدمتهم كيان العدو الصهيوني وداعميه متوقف على قدرة العراق على تجاوز هذه التهديدات، وبالتالي فقد لعب دورا حاسما في بناء وتنظيم وتدريب وتسليح فصائل المقاومة العراقيه حتى غدت قادرة على فرض الخروج المذل للقوات الأمريكية من العراق في العام ٢٠١١م نتيجة لتنامي قدرة المقاومه للاحتلال، وعدم قدرة الأمريكي على تحمل تبعات هذا البقاء.
وحين أطل المشروع التكفيري باهدافه التدميرية كأحد الأدوات القذرة للمشروع الصهيوني الأمريكي وأنظمة الخيانة والعمالة العربية تحرك الشهيد سليماني ومعه رفاق دربه من أبناء العراق لتأسيس وبناء وتدريب وتسليح الحشد الشعبي الذي تمكن من القضاء على داعش بعد معركة ذات أبعاد استراتيجية.
٣. .الأسوة الحسنة التي تركها الحاج قاسم سليماني للامه.. كثيرة هي مناقبه وعظيم هوا ميراثه اللذين تركهما لنا بعد حياة جهادية تشكلت في ظلها قيم إنسانية ساميه وهي لاشك قد أدت إلى مالا حصر له من أنواع الجهاد والشهاده.
إنه بحق رجل الأمة الذي أنكر ذاته من اجلها فحمل المسئولية تجاه أمته وتحديات لحظتها التاريخيه فكانت الهم والرساله التي حملها الحاج سليماني ،فقد خلق حاله من الوعي والإيمان بضرورة وحتمية المواجهه مع الأعداء للقضاء على التهديدات التي تحيط بامتنا وفي مقدمة ذلك فلسطين فدعا شباب الامه إلى ذلك بعد أن خلق فيهم روحية الجهاد والتضحيه ولقد استنفرته ساحات القتال وميادين المواجهه فتحرك رضوان الله عليه بين حياةٍ وموت وجعلهما يستويان في اعتقاده ، اذ وصل فكرة الموتِ بسر الايمان ،والحياة بسر العزيمه. وكانت عزيمة الإنتصار، وستظل مادام خالدا في ذاكرة الامه .
4- نعم لقد تحرك سليماني في كل ميادين المواجهه وفي مقدمة الصفوف وبنظرة ثاقبه قراء من خلالها وتنبأ بمخططات الأعداء في كل ساحةٍ من ساحات المواجهه ومتطلبات المواجهه وعلى هذا الأساس تحرك وبهذه النظره يتضح إلى أي مدى يمتد الأمرُ ويتسع.. وهي حركة شموليه ففي الوقت الذي يقود المعركه الميدانيه في ساحةٍ من ساحات المواجهه مع الأعداء يكون حاضراً في بقية الساحات في نفس الوقت حضوراً في التخطيط والتدريب والتسليح وحضوراً معنويا فاعلا فهوا جزءٌ من إرادة القتال التي غدا بها المجاهدون في كل الساحات يرون المخاطر والتهديدات ليست أكثر من حصاةٍ مركولة بالأقدام.
نعم لقد جسد سليماني والمهندس رمز الوحده في وجه الاستكبار العالمي بوعي ومسؤولية فقد سارا على طريق واحد وبرؤية واحدة وغاية واحده حلمهم حلم الامة.
ولقد كان كل واحد منهم إنسان يمتد بمنافعه حول أٌمته كلها،ولم تكن الاثقال التي يحملها عبئاً عليه بل كانت أسباب قوةٍ وسمو ..فعملا معا في كل ساحات المواجهه ضد مشاريع قوى الاستكبار العالمي تخطيطاً وتنظيماً ولقد قيل ( أن التنظيم الدقيق يجعل الرجال أكثر جساره،في ان الفوضى تصيب بالخوف أشجع الرجال)وهم بايمانهم وروحيتهم الجهاديه قد تحررا من رذيلة الخوف ومن ضعف المخلوقين فاصبحا عملاً من أعمال الخالق ولقد فتحا لأمتنا أبواب المستقبل الذي تتطلع اليه، وعلينا ان نتأسى بهم في كل تحرك لنا وفي طهارة النفس وعلو الهمة وجمال الروح وصدق التوجه وإخلاص النية.
5-رسالتنا لكل دول محور المقاومه واحرار العالم بشأن قضيتهم الواحدة وعدوهم الواحد.
ان القضية التي استشهد من اجلها الشهيدين سليماني والمهندس هي أمانة في اعناقكم ودمائهم الطاهره إمتحان لضمائركم. فسيروا على ما سارا عليه في سبيل عزة وكرامة الأمة واستقلالها لتستنهض قواها الحية من اجل تحرير فلسطين واستعادة القدس حلم شهدائنا العظام.
وفيما يتعلق بالعدو فلقد كان هم الشهيدين هو إخراج القوات الأمريكية من العراق ومن كل المنطقة واستكمال متطلبات المعركة الاهم معركة تحرير فلسطين واستعادة القدس وعلينا أن نستكمل المسار بنفس الإصرار والعزيمة.
مستذكرين تلك النعوش التي حوت رماد الشهداء بأنها الأساس الذي لايبنى تاريخ أمتنا إلا به.
بقلم: العميد ركن عبد السلام سفيان
نورنيوز