معرف الأخبار : 58228
تاريخ الإفراج : 1/11/2021 1:18:33 PM
فيلم "سيدة الجنة".. عنوان يقود المنطقة الى جحيم آخر

فيلم "سيدة الجنة".. عنوان يقود المنطقة الى جحيم آخر

عُرض مشروع فيلم "سيدة الجنة"، الذي أنتجته شركة أفلام Enlightened Kingdom، وإخراج "إيلي كينغ" وموّله "ياسر الحبيب"، لعدة أيام في دول مختلفة، من بينها امريكا وبريطانيا وكندا.

الفيلم يزعم أنه يهدف الى تكريم الشعائر الشيعية وشخصية "فاطمة الزهراء عليها السلام"، رغم أنه اعتمد الرواية الشيعية خلال أحداث صدر الإسلام، لكن خلافاً لما يدّعيه يطغى عليه نهج مثير للانقسام من خلال التطرق إلى الاختلافات بين الأديان الإسلامية.

مؤلف ومستثمر هذا الفيلم (الحبيب)، يعمل "مديرا لقناة فدك" وعناصر معادية متعلقة بـ "التيار الشيرازي" الذي كُشف عن صلاته الفكرية والمالية ببلاط ملكة إنجلترا، ليزعم بعدها أن إليزابيث من سلالة السادات!

يصوّر الفيلم أن جماعات إرهابية من قبيل داعش نشأت من أيديولوجية سنية، وأن العديد من ضحايا فظائع هذا التنظيم الارهابي هم جميعهم من السنة، دون أن يتطرق الى دور امريكا والصهيونية باعتبارهما المؤسسين الرئيسيين للجماعات الإرهابية التكفيرية مثل داعش.

ولتوضيح ما يدور خلف الكواليس لمثل هذه الأعمال، من المهم بشكل خاص جذب الانتباه نحو الدور التاريخي للبلاط الملكي والحكومة في  بريطانيا الشريرة بزرع الانقسام من ناحية، ومعارضة خطاب الثورة الإسلامية من ناحية أخرى:

السياسة الاستعمارية التقسيمية بين المذاهب الاسلامية بقيادة بريطانيا كانت تهدف الى بث الشقاق بين المسلمين لمنع إحياء العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وحقّقت المستعمر البريطاني أهدافه عن طريق إنشاء المذهب السني الوهابي عام 1160 هـ على يد محمد بن عبد الوهاب في منطقة نجد بالسعودية، وواصل سياسته هذه بتأسيس طائفتين متفرعتين من الشيعة، هما "البابية" التابعة للسيد علي محمد شيرازي عام 1266 هـ، و "البهائية" للميرزا ​​حسين علي نوري عام 1282 هـ في إيران.

لكن في العقود القليلة الماضية؛ بسبب عدم كفاءة التيار البهائي في استراتيجية الصهيونية الغربية لبث الخلاف بين المسلمين، خاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، تم الكشف عن الطائفة المعروفة باسم الشيرازية بصفتها الطاهي الجديد لبلاط ملكة باكنغهام لتبدو شيعية تحمل مسؤولية تنفيذ أوامر الثعلب العجوز.

في هذا السياق، بيّنت تصريحات قائد الثورة الإسلامية أمام ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية عام 2016، بكامل الدقّة هذه الخطة الشريرة:

"هنالك اليوم في المنطقة إرادتان متناقضتان؛ "ارادة الوحدة" و"ارادة التفرقة" وفي مثل هذه الاوضاع الحساسة فان "التمسك بالقرآن وتعاليم النبي الاكرم (ص)" كدواء ملهم للوحدة هو سبيل الحل لمحن العالم الاسلامي، ان العالم الاسلامي يعاني اليوم من الكثير من المشاكل والمصائب وان السبيل لحلها يكمن في "الوحدة والتلاحم والتعاون وتجاوز الخلافات المذهبية والفكرية، في ظل المشتركات الاسلامية الكثيرة".

يتابع سماحته في خطابه: في حال توحد الشعوب والحكومات الاسلامية، سيفقد الأمريكيون والصهاينة قدرة فرض مطالبهم على المسلمين وسيتم إحباط مؤامرة نسيان فلسطين.

واعتبر سماحته المذابح التي يتعرّض لها المسلمون من ميانمار في شرق آسيا الى نيجيريا في غرب افريقيا والنزاعات بين المسلمين في منطقة غرب آسيا المهمة جداً، بأنها من تداعيات مؤامرات المستكبرين المثيرة للتفرقة واضاف: في مثل هذه الاوضاع، ينهمك "الشيعة البريطانية" و"السنة الاميركية" كشفرتي مقص واحد باثارة الحروب والتناحر والخلاف.

استنادا على ما سبق، ليس من غير المعقول أن نقول إن العنوان الذي يعطيه فيلم "سيدة الجنة" هو عنوان كاذب يقود العالم الإسلامي إلى جحيم آخر من النوع الذي حل على العالم الإسلامي خلال السنوات الأخيرة، جحيم لا يراق فيه سوى دماء المسلمين.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك