كان الضابط الروسي غونجاروف في مهمة لتفقد مخيم اللاجئين السوريين في منطقة " ابودخور" القريبة من الحدود السورية الاردنية ولكن القوات الامريكية المتواجدة منعته من ذلك، كان الفريق الشهيد سليماني متواجد هناك وسنحت الفرصة للقاءه للقاء الفريق سليماني لمدة عشرين دقيقة وهذه الفترة كانت كافية لتسخير قلب الضابط الروسي ووصفه بالبطل الحقيقي الشجاع المقتدر الذي لايهاب اية قوة، خيابان مبينا انه لايمكنه نيسان الشهيد طوال عمره.
ويروي غونجاروف اللقاء ويقول: ان التعرف على الفريق الشهيد سليماني يعود إلى خمسة اعوام ماضية حينما سافرت الى سوريا لتفقد مخيم اللاجئين السوريين في منطقة " ابودخور" القريبة من الحدود السورية الاردنية في اطار قيادة قوات مكافحة الارهاب لكن القوات الامريكية المتواجدة هناك منعتنا من ذلك.
على بعد 200 متر من السيطرة التي اقامتها القوات الامريكية كانت عدة سيارات جيب واقفة والى جانبها عدد من الافراد جالسين بكل هدوء , اقترح احدهم شرب القهوة معه وسأل المترجم ماذا نريد؟ فقلنا لانستطيع عبور السيطرة الامريكية , فقال الشخص الجالس بكل هدوء والذي عرفنا بعدها انه الفريق قاسم سليماني الى المترجم: سنقوم بحل المشكلة ونفذ ماقاله وتم عبورنا من السيطرة الامريكية بدون ان يكترث للقوات الامريكية .
ويضيف الضابط الروسي: ان الفريق سليماني قام بكل قوة وجرأة بالعبور من امام القوات الامريكية وكان واضحا تماما انه رجل شهم وقوي جدا فهو الى جانب عدد من قوات حزب الله العراق قام بمرافقتنا للعبور من امام السيطرة الامريكية وانهاء مهمتنا .
ويقول غونجاروف: سألت من المترجم الذي كان من الحرس الجمهوري السوري من هذا الرجل ؟ فقال انه ايراني انه الجنرال قاسم سليماني وتحدثت اليه لمدة 20 دقيقة لكن ذكريات اللقاء ستخلد في قلبي على مدى الحياة.
ويضيف الضابط الروسي: في نفس اللقاء قام مجاهدو حزب الله العراقي المرافقين للفريق سليماني باهدائي نسخة من القران الكريم المكتوب في صفحتها الاولى تاريخ 2 مارس 2015 وهو تاريخ لقاء الضابط الروسي بالقريق الشهيد قاسم سليماني .
ويتابع غونجاروف: كان الفريق سليماني رجلاً هادئًا وشجاعًا للغاية ، وعلى الرغم من أنه لم يحاول إظهار تفوقه على الآخرين ، كان من الواضح أنه كان من كبار المسؤولين". أنا لا أقول أنني كنت صديقه ، لكن الدقائق العشرين التي قابلته فيها كانت كافية كي لا أنساه بقية حياتي. كان بطل إيران وبطل سوريا.
شير الضابط الروسي إلى المهمة التي قام بها الفريق سليماني مع القوات التي كانت تحت قيادته في العثور على جثمان الطيار الروسي وعلى مساعده الجريح الذي اسقط الارهابيون طائرتهم ، ويقول: "أظهر الجنرال سليماني الكثير من الشجاعة ليس فقط في سوريا والعراق للقضاء على الإرهابيين بل ساعدنا أيضًا نحن الروس في المواقف الحرجة لمحاربة الإرهابيين.
ويقول غونجاروف: تلك المهمة كانت حينما اسقط الارهابيون طائرة سوخوي الروسية بالقرب من الحدود السورية التركية التي قتل على اثرها طيارها , اقلعت مروحية روسية لاغاثة الطيار الروسي ولكن اسقطها الارهابيون , في حينها عرض الفريق سليماني المساعدة .
قام الفريق الشهيد سليماني برفقة 18 من القوات الخاصة السورية وقوات من حزب الله العراقي بتنفيذ المهمة واستطاعوا العثور على جثمان الطيار والعثور على مساعده حيا فمنذ ذاك الحين اصبح الفريق سليماني معروفا عند الروس .
وفيما يتعلق باغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني يقول الضابط الروسي : في كانون الثاني عام 2020 قامت القوات الامريكية وبامر مباشر من ترامب باغتيال جبان للفريق سليماني وعدد من قادة القوات العراقية وذلك لانه افشل مخططهم فهو قام بدحر الارهاب في سوريا والعراق .
وأضاف غونجاروف: "كان الجنرال سليماني قائدا حقيقيا ولعب هذا القائد العظيم والقوات التي كانت تحت إمرته دورًا مهمًا في عملية مكافحة الإرهاب في جميع المدن التي حررتها القوات الجوية الروسية في سوريا مؤكدا "لا تُنسى هذه الشجاعة أبدًا" .
ويقول الضابط الروسي ان الجنود الروس قاموا برسم عدة صور للفريق سليماني منها واحدة تم رسمها بالفحم والتي قال السفير الايراني في روسيا انه سيرسلها الى ايران لعرضها في متحف بطهران .
ويضيف غونجاروف تم عرض عدد من الصور المرسومة يدويا بواسطة جنود روس في عدد من المعارض في روسيا من بينها معرض الحديقة العسكرية غرب موسكو وكذلك في معرض القوميات الروسية بموسكو، مبينا انه سيتم عرض تلك الصور في معرض سيقام في دمشق بسوريا في الشهر القادم (كانون الثاني 2021) وبعدها في خمس محافظات سورية .
وفي ختام اللقاء اعطى غونجاروف عدد من الشموع الى مراسل ارنا لوضها على ضريح الفريق سليماني في مدينة كرمان الايرانية وكذلك كتاب لادعية من الانجيل باللغة الروسية لوضعها هناك.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية أقدمت على جريمة اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، والشهيد ابو مهدي المهندس ورفاق دربهم، في غارة جوية جبانة حين خروجهما من مطار بغداد الدولي فحر الجمعة 3 كانون الثاني/يناير الماضي، مما ادى الى استشهادهم.
ارنا