إن رد الفعل الطبيعي للأب الحزين على وفاة ابنه أمر مفهوم ومثير للإعجاب، لكن الحقيقة هي أنه لم يكن أحد سعيدًا بموته باستثناء أولئك الذين أعدوا الطبخة لهذه الأمة والنظام وأحد مواطنيها، روح الله.
على الرغم من أن زم الابن هو الابن الوحيد لأحد المساهمين للجمهورية الإسلامية الذي يتمتع بخدمات لا تخطئها العين في مجال الثقافة والفن، إلا أنه للأسف حدثت نتائج غير متوقعة ومثيرة للإعجاب، وهنا لابد من التذكير بأن الأخطاء الكبيرة تؤدي دائمًا إلى تبعات لا يمكن إصلاحها.
الاختلافات في الذوق السياسي وحتى المعتقدات مع الحكومة هي قضية يمكن أن تؤدي إلى بعض ردود الفعل الحادة، لكن دعونا لا ننسى أن الانزلاق إلى مائدة الأعداء اللدودين للشعب والمساعدة بشكل كبير في ارتكاب جرائمهم ضد الشعب الإيراني المظلوم، هو حق للشعب لا مفرّ من استرداده.
لماذا سيكون شخص أو جهاز أمني سعيد لوفاة نجل أحد أعمدة ثقافة الثورة الإسلامية؟!
إن المؤسسات الأمنية والقضائية في البلاد، كمهمة شاقة ومرهقة وضعها الشعب على عاتقها، ملزمة باتخاذ خطوات فقط لضمان أمن إيران والإيرانيين، بغض النظر عن اعتباراتهم وميولهم وانتماءاتهم.
علامات الاستفهام التي لابد ان تجول في أذهان الجميع هو مالذي دفع لوقوع هذه الأحداث المؤسفة؟ لماذا استطاعت مثل هذه الاختلافات، حتى الصغيرة منها، أن تتشكل بين بعض العائلات المهتمة بالنظام والثورة؟
ومما لا شك فيه أن هناك عدة أسباب لمثل هذه الأحداث، تعود جذورها إلى الأسرة، والأوساط التربوية، والدوائر السياسية والاجتماعية، وتطرف الجماعات والشخصيات السياسية، وضعف الرؤية السياسية للأفراد.
الصعود والأفول حقيقة واجهها المجتمع الإسلامي منذ السنوات الأولى بعد انتصار الثورة. على الرغم من أن تفوق العمليات الواعية على الخسائر الصغيرة، بعون الله، قد أدى إلى الاستقرار المثالي والتميز للجمهورية الإسلامية الايرانية، إلاّ أنه من الضروري بذل المزيد من الجهود لزيادة البصيرة والوعي في المجتمع واتباع استراتيجية "الاستيعاب الأقصى" في صفوف جميع فئات الشعب الايراني الشاب، بغية الحؤول دون وقوع حوادث مماثلة في كما جرى مع "روح الله زم".
نورنيوز