وبعد يومين على وقوع الجريمة تواصلت ردود الفعل الايرانية الغاضبة، إذ أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف، ان أعداء الشعب الايراني باستخدامهم الإرهاب مرة أخرى اثبتوا أنهم يخافون من اقتدار إيران، موضحاً ان العدو لا يندم إلاّ برد فعل قوي.
وأكد قاليباف أن الشعب الإيراني واجه مثل هذه الخسائر منذ أكثر من أربعة عقود، وقد أثبتت التجربة أنه استطاع أن يواصل طريق شهدائه أقوى من ذي قبل، وهذه المرة سيثبت للأعداء أن استشهاد الدكتور محسن فخري زادة سيفتح نوافذ جديدة امام تطور البلاد، ويجعل هؤلاء الإرهابيين الصلفين وحماتهم يشعرون بالندم.
وفيما وجّهت السلطات الايرانية أصابع الاتهام نحو الكيان الصهيوني في ارتكاب هذه الجريمة، وصف وزير الخارجية محمد جواد ظريف، في تغريدة باللغة الألمانية، اغتيال العالم الإيراني بالعلوم النووية والدفاعية بأنه عمل جبان، وهو دليل على التحريض اليائس لمرتكبيه.
واكد ظريف على دور الكيان الصهيوني في اغتيال العالم فخري زادة، وقال: الإرهابيون يغتالون عالما إيرانيا غير عادي، هذا العمل الجبان يظهر مؤشرات خطيرة لانتهاكات الاحتلال، واشار ظريف الى المعايير المزدوجة التي تتعامل بها الدول الغربية مع الجرائم الدولية، وقال: ان إيران تحث المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي على التخلي عن هذه المعايير المزدوجة المخزية، وإدانة هذا العمل الإرهابي الحكومي.
من جهته أكد رئيس السلطة القضائية الايرانية آية الله سيد ابراهيم رئيسي، ان دماء الشهيدين قاسم سليماني ومحسن فخري زادة ستساعد في انهيار نظام الهيمنة، وتحول دول تحقيق الاعداء مآربهم الشريرة.
في السياق، أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية، كمال خرازي، ان الجمهورية الإسلامية الايرانية سترد ردا حاسما على المجرمين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الشهيد محسن فخري زادة.
الى ذلك أكد عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة في إيران آية اللّه الشّيخ عباس كعبي، أنّ "الجبهة الصهيو-أمريكية مُنيَت بهزائم استراتيجيّة كبرى في مواجهة محور المقاومة الإسلامية وعلى رأس هذا المحور الجمهورية الإسلامية"، وشدّد على أنّه "من الواضح أنّ مسار الجبهة الصهيو-أمريكية إلى زوال ومسار الجمهورية الإسلامية هو القوّة المُتنامية يوماً بعد يوم".
تواصل التنديد الدولي
كما تواصلت التنديدات الدولية لجريمة اغتيال العالم الشهيد فخري زاده، إذ أكد الكاتب والمحلل السياسي الأميركي ستيفن ليندمان أنه يجب محاسبة أميركا والكيان الصهيوني على اغتيال العالم الايراني، مبينا انهما ومن ورائهما دول الخليج الفارسي وحلف الناتو غالبا ما يقومان باشياء فظيعة ضد الدول التي تستهدفها في منطقة الشرق الاوسط دون ان تخضع للحساب والمسائلة.
وفي مقال له قال ليندمان إن "هذه الاشياء الشريرة والتي يجب ان يكون احد مسؤول عنها تمر دائما دون أي مساءلة على الإطلاق، بحجة عدم وجود دليل عليها".
واضاف أن "اغتيال عالم ايراني بهذا المستوى لابد ان يكون ودون شك عملية اغتيال قام بها الكيان الاسرائيلي او عمل من اعمال وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية او ربما تعاونا معا في عمل مشترك، وهو ما يفعلانه في كثير من الأحيان في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم".
وتابع أن "هذا التعاون الاجرامي بين الجانبين لابد ان تكون هناك مسائلة قانونية عنه ضمن القانون الدولي ففي دستور الولايات المتحدة ينص بند السيادة على أن جميع القوانين الدولية هي تلقائيًا قانونًا دستوريًا للولايات المتحدة، مما يعني أنه يتعين على مسؤوليها الامتثال لها. لكنهم بالطبع لا يفعلون ذلك. يفعلون ما يحلو لهم. إنهم يعملون وفقًا لقواعدهم الخاصة. تعمل إسرائيل بنفس الطريقة. وكذلك حال دول الناتو الأخرى، السعوديون، والبحرينيون. هؤلاء الناس يفعلون ما يحلو لهم بحماية أميركا لهم".
واشار الى انه "وعلى الرغم من الجريمة التي ارتكبت مؤخرا بحق العالم الايراني لكن وسائل الاعلام الأميركية لا تذكر ذلك فهي متواطئة في الجريمة بالتأكيد وهكذا تستمر جرائمهم دون مسائلة حتى يحدث شيء ما في يوم من الأيام، لكن الشيء المتأكد منه انني لن اعيش طويلا لرؤية ذلك يحدث مع انني اتمنى ذلك".
من جانبه أدان وزير خارجية كوبا "برونو رودريغز" بشدة جريمة اغتيال العالم الإيراني، وقال في تغريدة على تويتر: ندين بشدة الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة العالم الإيراني البارز محسن فخري زادة مهابادي، واضاف: نحن نعارض الارهاب بكل اشكاله ومظاهره.
وأعربت الخارجية التركية، عن إدانتها للجريمة، وقالت الوزارة، في بيان مساء السبت، "نشعر بالأسف لسماع نبأ مقتل فخري زادة، ندين هذه الجريمة الشنيعة، ونقدم التعازي إلى حكومة إيران وأسرة الفقيد".
وشددت على وقوف تركيا ضد أي محاولة لزعزعة السلام والهدوء في المنطقة، ورفضها كافة أشكال الإرهاب بغض النظر عن مرتكبيها وأهدافهم.
وأضافت "في هذا السياق، نأمل الكشف عن الفاعلين للعمل المذكور، ومحاسبتهم أمام العدالة".
ودعت "جميع الأطراف لضبط النفس والتصرف بحكمة والابتعاد عن الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى التصعيد في المنطقة".
كما اكد المتحدث باسم الامين العام لمنظمة الامم المتحدة ستيفان دوجاريك، "ادانة اي عملية اغتيال"، في تعليق منه على عملية اغتيال رئيس منظمة الابحاث والابداع بوزارة الدفاع الايرانية محسن فخري زادة، واضاف: نحن ندعو كذلك الى ضبط النفس وضرورة الحيلولة دون اي خطوة تؤدي الى تصعيد حدة التوتر في المنطقة.
كما أدان القيادي في حركة حماس اسماعيل رضوان، جريمة اغتيال العالم فخري زادة، مشيرًا إلى أن بصمات العدو الصهيوني بادية على هذه الجريمة النكراء.
وقال رضوان: "إن هذه الجريمة مثلت خسارة لإيران والمقاومة، واستهدفت وقف التقدم العلمي والتقني وامتلاك أسباب القوة"، مشددًا على أنه يجب أن يكون الرد بحجم هذه الجريمة.
القيادي في حركة حماس أكد "بأن إيران قادرة على اجتياز هذه المحنة والاستمرار في امتلاك اسباب القوة والتقدم العلمي".
كما استمرت الادانات العراقية للجريمة، ودان رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي "السيد عمار الحكيم"، جريمة اغتيال الشهيد "فخري زادة".
وأعرب الحكيم خلال لقائه بالسفير الايراني في بغداد "ايرج مسجدي"، اليوم الاحد، عن تنديده باغتيال الشهيد فخري زادة؛ وقال: الشهيد فخري زاده "العالم الذي وهب نفسه لخدمة شعبه واتاح له فرصة الاستفادة من الطاقة النظيفة".
من جهته اعرب وزير الخارجية العماني "بدر بن حمد آل بوسعيدي"، عن تضامنه ومواساته مع ايران حكومة وشعبا باستشهاد العالم فخري زادة؛ مؤكدا خلال اتصاله الهاتفي مع نظيره الايراني "محمد جواد ظريف"، ان الارهاب بجميع اشكاله امر مرفوض.
واستمرت الادانات العربية، إذ اصدر المرصد المغاربي لتجريم التطبيع مع العدو بياناً استنكر فيه بأشد العبارات الجريمة.
وجاء في البيان: بقلوب خاشعة يملؤها الحزن والغضب تلقى المرصد المغاربي لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم المقاومة نبأ استشهاد العالم الايراني الدكتور المجاهد محسن فخري زادة و بهذه المناسبة الأليمة يتقدم المرصد باحر التعازي للشعب الإيراني الشقيق ولقيادته السياسية ولعائلة الشهيد ولعموم أحرار الإنسانية.
واكد البيان ان المرصد المغاربي يستنكر بأشد العبارات جريمة الاغتيال الجبانة التي تمثل اعتداء على الأمن القومي الإيراني ويدين جرائم الاغتيال التي ترتكبها أجهزة أمريكا والصهيونية ضد العلماء الذين يناضلون بوسائل العلم والمعرفة من أجل رقي شعوبهم و حماية امن اوطانهم والمساهمة في رخاء الإنسانية وتحقيق السلام العالم.
نورنيوز