نورنيوز- على مدى الأيام الماضية، وبالتزامن مع الفترة الانتقالية في امريكا، شنّت الآلة الإعلامية الصهيونية – الغربية، سلسلة من العمليات النفسية المكثّفة للتمهيد لقضية الهجوم العسكري الأمريكي على إيران في أذهان العامة.
وفي هذا الصدد، أصدرت القيادة الإرهابية العسكرية الأمريكية في المنطقة المعروفة اختصارا بـ "سنتكوم"، إعلانات عن إرسال قاذفات من طراز B52 إلى غرب آسيا توحي بأن البنتاغون يحضّر أسطوله العسكري في المنطقة لمهاجمة إيران عسكريا.
وبالتزامن مع هذه الاعلانات الخاوية، سارعت وسائل الإعلام الغربية وأذرعها في المنطقة تصوير إيران كذباً على أنها استنفرت وانفعلت إثر الخطوة الامريكية، وتحدثت عن زيارة اللواء قاآني قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية الايرانية، إلى العراق بهدف الحؤول دون أن تهاجم مجموعات المقاومة العراقية المصالح الأمريكية في هذا البلد خوفاً من هجوم مزعوم.
كما حاولت تلك الأدوات الاعلامية مرارا وتكرارا انتهاز تصريحات المسؤولين العسكريين الإيرانيين ( من قبيل تصريحات العميد حسين دهقان مستشار قائد الثورة للشؤون الدفاعية، التي قال فيها "إن هجومًا أمريكيًا على إيران قد يؤدي إلى حرب شاملة") كدليل على أن خطة مهاجمة إيران كانت مؤكدة.
وفي خضم هذا الصخب الاعلامي الوهمي، أُجريت مناورة خاصة بشأن زيارة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" للمنطقة، عقبها تضخيم مزاعم الكيان الصهيوني الكاذبة بشأن الهجوم على مواقع القوات الإيرانية في سوريا.
كل ما سبق من تصريحات تحولت إلى حرب نفسية على الرأي العام والمسؤولين الإيرانيين باستخدام أسلوب "التكرار والتأكيد"، بغية زرع فكرة "هجوم عسكري أمريكي على إيران" كخيار محدد في أذهانهم.
الجدير بالملاحظة، هو أنه لو ألقينا نظرة فاحصة على الوضع الراهن في أمريكا بما يخصّ عدم قدرتها على استخدام قوة عسكرية محدودة أو واسعة النطاق لايستدعي مستوى عالٍ من الخبرة السياسية والعسكرية، فما تمرّ به الولايات المتحدة داخل وخارج حدودها يكشف الطبيعة الجوفاء لهذه العملية النفسية وهذا الصخب الاعلامي الواسع النطاق الذي يستهدف ايران.
يبيّن التحليل المتمحص لهذه الظروف، أن الغرض من هذه الحملة الصاخبة هو ترسيخ استراتيجية أمريكية ثابتة تغدو غير قابلة للتغيير تجاه إيران، وعن طريق "زيادة الضغوط القصوى" بما يُثير انفعال الجمهورية الاسلامية تجاه الإدارة الأمريكية المستقبلية.
سياسة الضغوط القصوى التي انتهجها ترامب بهدف تدمير الاقتصاد الإيراني وإرغام إيران على الاستسلام أو إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية عن طريق "استراتيجية التآكل ومن ثم الانهيار من الداخل" فشلت في تحقيق أهدافها على الرغم من إنفاق الكثير من الأموال لتحقيقها، وبالطبع الرئيس الجديد تعهّد كما أفصح خلال حملته الانتخابية عن نواياه تجاه ايران في حال وصوله الى البيت الأبيض، بتغيير استراتيجية ترامب تجاه ايران واعتماد وسائل وأدوات أخرى لمواصلة الضغط عليها.
بطبيعة الحال، فإن الجاني الرئيسي هو حكومة أمريكا فهي التي فاقمت الوضع في هذه المنطقة، لا سيما بعد أن انتهكت جميع الأعراف الدولية من خلال انسحابها الأحادي الجانب وغير القانوني من الإتفاق النووي، وهنا تجدر الاشارة الى أن بايدن لن يتمكن من تجنّب الضرر الذي ألحقه الرئيس السابق بايران، وعليه التعويض عن ذلك.
على هذا النحو، تُظهر مجموعة المقترحات أعلاه أن بايدن يواجه موقفا صعبا ومعقدا في البداية ويجب أن يكون قادرا على تقليل عواقبه السياسية والاقتصادية على حكومته المنتظرة.
نورنيوز