وبدأت المنافسة على جوائز مسابقات الفترة الثانية، وأقيم حفل افتتاح محدود بلا نجوم أجانب ولا ضيوف وبأقل عدد ممكن من الحضور، إلاّ أن برنامج الأفلام تألّق بعدد كبير من المشاركات في جميع الاقسام الدولية رغم الجائحة.
قُبيل حفل افتتاح الفترة الثانية من المهرجان، والتي تضمّ الأقسام الدولية من ضمن "سيد شهداء المقاومة" (مخصّص للشهيد سليماني) والمسابقة الرئيسية وقسم الفيلم وقسم "سرد القلم" (مسابقة السيناريو)، توجّه عدد من القائمين على هذه التظاهرة بمن فيهم مدير المهرجان مهدي عظيمي ميرآبادي وجمع من الفنانين، الى ضريح الشهيد الحاج قاسم سليماني وأشادوا بالمكانة العظيمة لهذا القائد.
إقامة الدورة السادسة عشرة في ظل جائحة "كوفيد-19" في ايران رغم ما تمرّ به يُعتبَر في ذاته إنجازًا لأكبر حدث سينمائي مختصّ بالمقاومة في العالم، إذ أرغم الفيروس القاتل عددًا كبيرًا من الأنشطة الثقافية والسينمائية منها حول العالم على الهجرة إلى العالم الافتراضي، في حال لم تكن ألغيت كليًا.
وكان قد استحدث مهرجان أفلام المقاومة بدورته السادسة عشرة قسمًا مخصّصًا لتكريم تضحيات الشهيد القائد قاسم سليماني تحت عنوان "سيد شهداء المقاومة"، وحظي القسم بمشاركة محلية ودولية جديرة بالذكر.
واللواء قاسم سليماني؛ الذي نال وسام الشهادة في الثانية والستين من عمره كما كان يريد، قضى اربعين عاماً من مسيرة حياته المباركة في العمل العسكري وهو ينتقل من جبهة حرب الى اخرى، عاش مع ازيز الرصاص وصوت القذائف، لم يُغمض له جفن، وكان يحلم بأن يتقاعد على طريقة زملائه الشهداء.
نبذة عن الشهيد القائد
الشهيد سليماني ليس مفخرة ايران فقط بل شكّل ظاهرة لمحور المقاومة ودول المنطقة، لما كان له من دور كبير في دحر تنظيم "داعش الإرهابي"، يرى الإيرانيون فيه قائدًا رمزًا، حاضرًا بقوة في الأزمات، من حضوره في مواجهة الحركات الإرهابية الانفصالية مباشرة بعد انتصار الثورة الى مرحلة الدفاع المقدس الى مطاردة الجماعات الإرهابية على الحدود الإيرانية-الباكستانية.
وعندما تسلم الشهيد سليماني قيادة فيلق القدس في الحرس الثوري عام 1998 خلفًا للجنرال احمد وحيدي، وضع بصماته في اهم التحولات التي شهدتها المنطقة كما وصفته مجلة "نيوزويك" الأميركية.
وعندما أعلن سيد شهداء محور المقاومة عن نهاية مشروع "داعش " الإرهابي في المنطقة وضعه الأميركيون على لائحة الإرهاب، لكن آية الله العظمى الإمام الخامنئي وصفه بـ"الشهيد الحي" وقلده وسام ذو الفقار وهو أرفع وسام في الجمهورية الإسلامية، تعبيرًا عن المستوى العالي للخدمات التي قدمها لإيران ودول المنطقة.
ويتنافس في المسابقة الرئيسية للمهرجان الذي يستمر لمدّة أسبوع في محافظة كرمان الايرانية 12 فيلما من داخل إيران وخارجها من بينها فيلم "دم النخل" للسوري نجدت أنزور، على جوائز فخرية وتكريمية قيّمة.
موقع العهد - مختار حداد