حين تعدّدون الفاسدين تشيرون إليه ببنانكم، ثم تستهدفونه بسهامكم ظلما وعدوانا.. دعوا هذا الرجل بصمته المعهود يبني لكم دارا لشفائكم ستكون الكبرى في الشرق الأوسط، وليته يخصّص جناحا لمداواة أحقادكم...
دعوا هذا الرجل يعمل لمستقبلكم فهو لن يلتفت الى الصغائر لأنه آثر دينه على دنياكم...
لا يريد أن يكون زعيما فهو لا يحب الزعامات، ولن يكون وريثا لقيادة سياسية لأنه لا يؤمن بتوريث القيادات. يريد أن يعيش بسلام بين الجميع ولخدمة الجميع مستلهما طريقه من معشوقه سماحة الإمام موسى الصدر.
يقول أطال الله بعمر والدي، يرفض مقولة يا ويلنا من بعدك. لأنه يؤمن بالمؤسّسات... فموسى الصدر بنى مؤسّسات استمرت بعد تغييبه وربما زادت فعاليتها بتغييبه لأنه بنى للإستمرارية وليس لمرحلة آنية، وحركة أمل من ضمن المؤسسات وستستمر، ومن يأتي قائدا لها في أي يوم من الأيام سيكون بتصرفه بصفته عنصرا في هذه الحركة لا بصفته ابنا للرئيس نبيه بري، فهو له شرف الإنتماء ( من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)...
عبد الله يرفض أي لقب ويحبذ أن تناديه أخ عبد الله، ويقول : هي الحركة الوحيدة التي يقول فيها العنصر للرئيس بري ( الأخ الرئيس أو أخي الرئيس).
مكتبه في مدرار مفتوح أيام تواجده من الساعة 9 صباحا يستقبل الناس لخدمتهم بدون أي موعد، يتصل بالقاضي الفلاني ومن باب التمني يرجو الإسراع في اصدار الحكم على سبيل المثال وليأخذ كل صاحب حقّ حقّه هو لا يناصر ظالما على مظلوم ، أو يتصل بالشخص الفلاني ويستوضح عن مظلومية موظف في مؤسّسته ويتمنّى عليه تسوية القضية حبّيا فلا يحبّ (خراب البيوت) ... يأتيه طالب وظيفة يستقبله بترحاب ويشرح له أن لا وظائف في الدولة وعندما يرى تذمّرا يقول له : أ تريدني ان أكذب عليك وأدوّن اسمك على المفكّرة بدون اي نتيجة؟
وإذا رأى إصرارا يسأله أ تحب أن تعمل في مدرار يوجد عمل في الباطون أو الكهرباء أو النجارة...
لا يقبل أبدا أن تحصل استغابة في مكتبه لأي انسان، حتى الذين لا يرتبط بهم بعلاقة جيدة او الذين يختلفون معه سياسيا...
زاره من يدعوه لزيارته خارج مدرار فكان جوابه لا احبّذ الخروج يوم تواجدي، فلربما أتاني صاحب حاجة أو مظلمة وسأشعر عندها بالذنب لأنّه قصدني ولم أقضي حاجته...
أتاه من يريد مبايعته فرفض بكلّ إصرار أي مبايعة، فهو لم ولن يكون زعيما ولا يطمح لزعامة أو منصب لا داخل الحركة ولا خارجها، وعندما وجد إصرارا على الكلام بهذا الموضوع أكد أمامهم أن الحركة مؤسّسة وليست ملكا لشخص، واستغرب كيف يدعوه البعض لمبايعته بينما في أحزاب أخرى لا يوجد مثل هذه الطريقة في التعاطي ما بين القاعدة الحزبية والقيادة الحزبية...
هو ليس صاحب مدرار إنْما مدير لمرحلة معينة وعضو في مجلس الإدارة، وليس لمدى الحياة فعندما يريد مجلس الإدارة استبداله ليقوم بمهامه فلن يمانع ابدا.
الحاج عبد الله على مائدته حريص على توزيع الطعام بنفسه على كلّ الجالسين ، يسكب لهم في الصحون و يتفقدّهم واحدا واحدا ويكون آخر الجالسين... ويسايرهم بالحديث والإبتسامة على وجهه لا تبارحه، وهو لا يتناول طعامه بالمجمل الا بعد ان ينتهي من معالجة مشاكل كلّ قاصديه.
عند مغادرة الأشخاص من مكتبه يقوم لتوديعهم شخصا شخصا حتى الباب ولا يتركهم إلّا بعد ان ينطلقوا...
عندما تقابله صباحا تراه بكامل نشاطه وعند المساء يأخذ التعب منه كلْ مأخذ فتراقب وجهه بعد يومه الطويل فلا تستطيع إلّا أن تحبه...
هذا الرجل رافقته يومين كاملين من الصباح حتى المساء تعبت انا لكثرة ما قابل من الناس ولكنه لم يتعب...
غريب هذا الرجل بتواضعه، كثير من الناس الذين لم يصل آباؤهم الى ما وصل اليه أباه من الصعب، ولربما من المستحيل أن يحملوا نصف ما يحمل من هموم الناس، وكان بكل بساطة يمكنه أن يعيش بعيدا عن (وجع الراس) ولكنّ ذلك لا يناسبه فهو ابن حركة أمل وعنصر من عناصرها ويفهم جيدا فكر موسى الصدر ويسعى لتحقيق بعض من حلم الإمام...
نورنيوز/وكالات