وفي خضم استمرار المعارك، أعلن فريق الطوارئ التابع للحكومة الإثيوبية، عن إطلاق صاروخ باتجاه مدينتي بحر دار وجوندر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة وعن وقوع أضرار بالمطار.
وعبرت الأمم المتحدة أمس الجمعة عن مخاوفها من حصول جرائم حرب في المعارك الجارية بين الجيش الإثيوبي ومتمردي جبهة تحرير إقليم تيغراي، ودانت الولايات المتحدة "مذبحة" بحق المدنيين. وفي حين أكد الجيش سيطرته على المزيد من المناطق، أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد حكومة جديدة للإقليم.
وقالت الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن القتال الدائر بين القوات الحكومية الإثيوبية وزعماء متمردين في الشمال يمكن أن يخرج عن السيطرة، وإن من المحتمل أن تكون جرائم حرب ارتكبت في الوقت الذي تمتد فيه آثار الصراع إلى منطقة القرن الأفريقي المضطربة.
وتحدثت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليه عن "احتمال خروج هذا الوضع عن السيطرة".
وأضافت في بيان أنه في حالة التأكد من أن طرفا ارتكب مجزرة للمدنيين تحدثت عنها تقارير منظمة العفو الدولية "فإنها ستكون بمثابة جرائم حرب".
وأودى الصراع المستمر منذ 10 أيام في إقليم تيغراي بحياة المئات وتسبب في موجة نزوح باتجاه دول الجوار.
وأكد الجيش الإثيوبي استمرار تقدمه وسيطرته على مناطق كثيرة داخل الإقليم، وتصفيته ما سماها جيوبًا للقوات المتمردة.
وبدأ الصراع الأسبوع الماضي عندما قال رئيس الوزراء آبي أحمد إن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي هاجمت قاعدة عسكرية، ومنذ ذلك الحين تشن القوات الاتحادية هجوما جويا وبريا تقول الحكومة إنه أسفر عن "تحرير" غرب تيغراي.
وأفادت تقارير بأن إثيوبيا تسحب الآلاف من قواتها العاملة في الصومال.
وأعلن آبي أحمد المنتمي لعرقية الأورومو -وهي أكبر الجماعات العرقية في البلد- أن البرلمان عيّن مولو نيجا (52 عاما) رئيسا لإقليم تيغراي.
ومولو نيجا أستاذ سابق في جامعة أديس أبابا ونائب وزير العلوم والتعليم العالي.
وكتب آبي أحمد على تويتر "سيختار الرئيس التنفيذي ويعين رؤساء الأجهزة التنفيذية للإقليم من بين الأحزاب السياسية التي تعمل بشكل قانوني هناك"، داعيا متمردي تيغراي للاستسلام.
ويشار إلى أن الحاكم المقال وزعيم الجبهة الشعبية دبرصيون جبر ميكائيل يواجه اتهامات رسمية مع غيره من المسؤولين في الجبهة بالخيانة والتمرد المسلح والإرهاب.
واتهم جبر ميكائيل رئيس الوزراء آبي أحمد بأنه ارتكب سابقة خطيرة في تاريخ إثيوبيا وحكامها "بالاستعانة بأجنبي" ضد شعبه، مشيرًا إلى أن الحرب الجارية هي حرب إبادة ضد شعب الإقليم.
من جانبه، أعلن الاتحاد الأفريقي اليوم الجمعة إقالة مفوض السلم والأمن جبر جزيابير مبراتو، وهو مواطن إثيوبي، بعدما اتهمته حكومة بلاده بعدم الولاء.
جاء هذا بعد خطاب أرسلته وزارة الدفاع الإثيوبية قبل يومين، عبّرت فيه عن مخاوف تتعلق بولاءاته.
وقد وصل إلى السودان أكثر من 14 ألفا و500 لاجئ، نصفهم من الأطفال، منذ بدء القتال في إثيوبيا قبل 10 أيام.
وقالت وكالات إغاثة إن الوضع في تيغراي يزداد صعوبة. وهناك مخاوف أيضا من تشرد جماعي لآلاف من اللاجئين الإريتريين في مخيم بإثيوبيا.
وتقدر السلطات في ولاية القضارف السودانية الحدودية عدد اللاجئين الذين وصلوا إليها بأكثر من 6 آلاف، في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة.
ووجه والي القضارف نداء استغاثة إلى الحكومة السودانية والمجتمع الدولي للوقوف مع ولايته، في ظل توقعات بارتفاع أعداد اللاجئين إلى أكثر من 20 ألفا، وهو ما يفوق إمكانية الولاية.
ومن جانبها، دانت الولايات المتحدة "مذبحة المدنيين" في إقليم تيغراي الإثيوبي.
وفي سياق متصل، كشفت السفارة الأمريكية في إثيوبيا اليوم عن مساعيها لإجلاء رعاياها من مدينة مقلي حاضرة إقليم تيغراي، إثر المواجهات العسكرية بين الحكومة الفدرالية وقوات الإقليم.
وطلبت السفارة الأمريكية من رعاياها الاتصال بها بكافة الوسائل المتاحة، ودعت جميع الأمريكيين إلى الإبلاغ عن أقاربهم من حملة الجنسية الأمريكية الموجودين في تيغراي، "وستتخذ الإجراءات اللازمة لإجلائهم".
ويوجد أكثر من ألف شخص من مختلف الجنسيات عالقين في المنطقة.
نورنيوز/وكالات