خاصية المبادرة الايرانية كشف عنها عباس عراقجي مساعد الخارجية الايرانية للشؤون السياسية ومبعوث ايران لحل أزمة قره باغ، خلال زيارته الأخيرة لموسكو، وأكد في حوار مع وكالة الأنباء الروسية (ريا نوفوستي)، ان أهم ما يميز مبادرة إيران هي أنها تتبع نهجًا إقليميًا بمشاركة دول مؤثرة لمواجهة ومعالجة هذه الأزمة ومن الطبيعي ان روسيا وتركيا هما من ضمن تلك الدول.
واعتبر ان الميزة الثانية للمبادرة هي الواقعية والاهتمام بالحقائق، واضاف: كما تعلمون، فقد تم حتى الآن التوصل الى ثلاثة اتفاقات لوقف إطلاق النار في قرة باغ لكنها فشلت. أعتقد أن أحد أسباب ذلك هو أنها لم تاخذ بنظر الاعتبار واقع المنطقة والحقائق الميدانية.
وأوضح: إن مبادرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأخذ بالفعل وقف إطلاق النار إلى المرحلة الثانية، وتؤكد في الخطوة الأولى على عدد من المبادئ وتطلب من الدول المعنية إثبات واحترام التزامها عملياً.
وتابع عراقجي: ان هذه المبادئ تشمل مبادئ دولية معترف بها رسميا بالإضافة إلى عدد من المبادئ المحددة المتعلقة بهذه الأزمة، بما في ذلك إنهاء الاحتلال، واحترام وحدة الاراضي، واحترام السيادة، ومبدأ عدم تغيير الحدود، وهو أمر مهم للغاية، واحترام حقوق الأقليات واحترام الحقوق الإنسانية، وعدم مهاجمة المراكز المدنية والمدنيين، وعودة المشردين وما الى ذلك من المبادئ الدولية المقبولة.
وعن آلية عمل الهدنة الايرانية المقترحة، يضيف عراقجي أنه بناء على هذه المبادئ يجب ان تتبلور المفاوضات وحتى وقف إطلاق النار ايضا يجب أن يتم على أساس هذه المبادئ. لقد حرصنا كثيرا في شرح هذه المبادرة على النظر الى واقع ساحة الصراع وأهداف كلا الجانبين، اي جمهورية أذربيجان وأرمينيا، وصياغتها بطريقة تكون مقبولة وبمشاركة الدول المؤثرة في المنطقة.
واستطرد: نأمل أن تمهد هذه المبادرة الطريق لسلام مستديم في منطقة قرة باغ، بطبيعة الحال فان هذا الامر ليس سهلا وهناك العديد من المشاكل وتدخلات من خارج المنطقة ومن قبل من لا يرغبون كثيرا بالسلام في المنطقة.
وأردف: ان جهود ومبادرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تلغي سائر المبادرات والجهود لحل هذا النزاع، لكننا نعتقد أن الأزمات الإقليمية لها حلول إقليمية.
وتابع عراقجي: انه نظرا لأهمية القضية والعلاقات الجيدة التي تربط الجمهورية الإسلامية الايرانية مع كل من أرمينيا وجمهورية أذربيجان، فضلا عن الظروف والحساسيات الخاصة لهذه المنطقة، فإن طهران اعلنت على الدوام استعدادها الجاد للمساعدة بـ"وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات وارساء الامن والسلام".
وبشان الخطوات التي ستتخذها إيران بشان تصاعد حدة التوتر العسكري على طول حدودها، قال عراقجي إن إيران تراقب الوضع عن كثب منذ بداية النزاع بسبب مجاورتها لجمهورية أذربيجان وأرمينيا وقد اتخذت الإجراءات اللازمة بهذا الصدد.
وقال: ان الجمهورية الإسلامية الايرانية تحظى بقدرات دفاعية وعسكرية جيدة، كما تتمتع منظوماتها ومعداتها العسكرية بقدرات عالية، ومن المؤكد اننا سنبادر الى توفير واعداد احتياجاتنا اينما اقتضت الحاجة الى ذلك.
نورنيوز/وكالات