معرف الأخبار : 56038
تاريخ الإفراج : 10/25/2020 10:12:42 PM
ما الغرض من شائعة "التدخّل الايراني في الانتخابات الامريكية"؟

ما الغرض من شائعة "التدخّل الايراني في الانتخابات الامريكية"؟

وجه البيت الأبيض أصابع الاتهام نحو الجمهورية الإسلامية الايرانية، بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، مستشهدا ببعض رسائل البريد الإلكتروني التي زعم أنها قراصنة إيرانيين أرسلوها للتأثير على المواطنين الأمريكيين، وبهذه الذريعة أعلن وضع بعض وسائل الإعلام الإيرانية على قائمة العقوبات.

نورنيوز- الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة الأمريكية أن الصين وروسيا وإيران تتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020.

واتهم البيت الأبيض طهران بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، مستشهدا ببعض رسائل البريد الإلكتروني التي يزعم أنها لقراصنة إيرانيين أرسلوها للتأثير على آراء المواطنين الأمريكيين، وبذريعة ذلك وضع بعض وسائل الإعلام الإيرانية على قائمة العقوبات.  الأمر الذي نفته السلطات الإيرانية واستدعت عاجلا السفير السويسري لدى وزارة الخارجية الايرانية ممثل المصالح الامريكية لدى ايران.

جذور الاتهام الامريكي لايران تعود لليوم الذي احتدم فيه الجدل مؤخرا بين المرشحين للرئاسة الامريكية، إذ قال ترامب حينها: "هذه الدول الثلاث تريد منعي من الترشح". وقال بايدن أيضا: "إذا كان الأمر صحيحا ، فسوف أتعامل بطريقة صارمة جدا مع هذه الدول الثلاث بعد النصر".                         

يمكن بحث هذه المسألة من عدّة زوايا:

ألف- لنفترض صحّة هذا الادعاء؛ بأن أمريكا مستاءة وغاضبة من التدخل في شؤونها الداخلية وهي التي لم تسلم من تدخلاتها دولة حول العالم منذ عقود، تحت مسمى الديمقراطية والأمن. على هذا الأساس، نظرًا لأنه لا يوجد شيء اسمه الأمن في الولايات المتحدة ولا يوجد شيء اسمه ديمقراطية حقيقية، يجب أن تمنح الآخرين الحق في تقديم هاتين الهديتين إلى المواطنين الأمريكيين المقفرين!

ب- اتّهم ترامب منذ أن جلس على كرسيه البيت الأبيض في يناير 2016، بإقامة علاقة سرية مع روسيا، بينما يخلص إلى أنه أغلق التحقيق مع المفتش روبرت مولر، وهو ما لم يفوته أعداءه الديمقراطيين الذين وظّفوا هذا الاتهام عشية السباق الانتخابي لشنّ حملات تفضح الرئيس الامريكي، ما دفع الجمهوريين للتصرف على أسرع وجه وهذه المرّة بزعم جديد جعل ترامب ضحية للتدخل الأجنبي.

ج- الإدّعاء الذي أطلقته إدارة ترامب حول تدخّل الصين وروسيا وإيران في عملية الانتخابات الأمريكية لعام 2020، بينما وفقًا للعديد من الوثائق، فإن أهم لاعبين أجنبيين مؤثرين في صنع القرار والعمليات السياسية في الولايات المتحدة هما لوبيان عربيان ثريان (السعودية والإمارات)، أو جماعات ضغط اللوبي الصهيوني من بين الـ (آيباك) و (جي استريت) أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس الأمريكي .

قسط كبير من هذا التأثير قام به في الآونة الأخيرة صهر ترامب ومستشاره (جاريد كوشنر) بشكل واضح، إذ اتُّخذت العديد من التعيينات والقرارات الاستراتيجية للبيت الأبيض بتأثيره المباشر. تبرع لوبي آيباك بمبلغ 4.5 مليون دولار للسيناتور الشاب في أركنساس توم كوتون وعضويته في لجنة المخابرات الوطنية بمجلس الشيوخ تحت ضغط كوشنر، الذي اتهمته بعض وسائل الإعلام لاحقًا بالتجسس لصالح الموساد من قبل زوجته آنا باكهام. وهذا هو السبب الذي جعله لا يرى النور.

مثال آخر جليّ على تورط اللوبي الإسرائيلي في الانتخابات الامريكية، هو الزيارة المفاجئة لوزير الحرب الصهيوني بيني غانتس، إلى واشنطن يوم الخميس بذريعة الاجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، والتي وفقًا لبعض التقارير غير الرسمية، كانت لمراجعة التطورات الأخيرة في الانتخابات. وهنا يمكن اعتبار الجدل الإعلامي حول تورط إيران في انتخابات نوفمبر وحظر العديد من وسائل الإعلام الإيرانية جاء بالتزامن مع هذه الرحلة ولاشك بهدف التستر عليها.       

نظرا لما ذُكر آنفاً، يتعيّن على المرشحين الأمريكيين الإجابة على السؤال التالي: إذا كان مبدأ تدخل حكومة أو تيار أجنبي في الشؤون الداخلية لدولة أخرى سيئًا، أولاً، لماذا لا يتخلون عن هذه العادة السيئة وثانيًا لماذا يفرقون بين أنواع التدخل ولا يتوقفون عن خداع الرأي العام؟


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك