نورنيوز- أصابع الاتهام نحو وسائل الاعلام الايرانية منتقدةً موقف السلطة الرابعة في ايران حول النزاع في قره باغ، وجاهرت بالقول أن موقف طهران لم يكن منصفاً!
بعد أسبوعين من اندلاع النزاع في منطقة القوقاز حول منطقة ناغورني قره باغ، توصلت أخيرًا أطراف النزاع إلى اتفاق وقف إطلاق النار يوم الجمعة بعد ماراثون مكثف من المحادثات الثلاثية بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا رعته موسكو.
وطالب بيان وقعه وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" والاذربيجاني "جيهون بايراموف والأرمني "زهراب مناتساكانيان" بتبادل وقف إطلاق النار بين البلدين بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعتبارًا من الساعة 12 ظهر 10 أكتوبر (يوم أمس).
إن إلقاء نظرة فاحصة على ما حدث بين الجانبين في نزاع قره باغ على مدى الأسبوعين الماضيين يكشف الحقائق المريرة التي من سخرية القدر، تكشف الوجوه التي تبدو خيرية لبعض الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية المتورطة في الأزمة.
كما ورد في التقارير السابق حول التطورات في نزاع قره باغ، كان أهم جانب في فتح هذا الجرح القديم واندلاع الحرب في المنطقة هو الدور المشبوه والمكثّف لبعض الجهات الأجنبية ذات الأهداف والنوايا المنافعية التي لم تساعد فقط في تأزيم المشكل، بل تسبّبت بإهدار الكثير من الدماء لأسباب سياسية وعرقية.
في هذا الصدد؛ بالإضافة إلى خبث الكيان الصهيوني، أصبحت بعض الإجراءات المشكوك فيها من قبل الدول التي يجب أن تركز على محاولة تقليل التوترات، ولكن من خلال اتخاذ إجراءات استفزازية، عن قصد أو عن غير قصد ، تساعد على إشعال نيران الحرب هي أيضًا أسئلة بلا إجابة. استخدام وسائل الإعلام وتحريض أطراف النزاع هو عمل آخر اندلع خلال نزاع قره باغ على نحو يردد صدى أجراس الحرب وضاعف عمليا الأخطاء الاستراتيجية في هذه الأيام.
وبينما كانت المعارك بين أرمينيا واذربيجان محتدمة، وجّهت وكالة "الأناضول" الوكالة الرسمية للأنباء في تركيا فوهتها نحو ايران وعلى العكس من سعة الصدر المشهودة من قبل وسائل الاعلام الايرانية، لم تراعي أبسط آداب حسن الجوار حينما تناولت موضوعات تختلف فيها نظرة كل من طهران وأنقرة حول الأزمة، وانتقدت الوكالة في تحليل مشبع بالتناقض والسفسطة موقف السلطة الرابعة في ايران حول أزمة قره باغ، وجاهرت بالقول أن موقف طهران لم يكن منصفاً!
وخلافا للموقف الصريح والرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية (تصريحات وزير الخارجية، بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية، مقابلة علي أكبر ولايتي، مستشار قائد الثورة في الشؤون الدولية) وغيرها من التصريحات الرسمية للسلطات الايرانية التي أعلنت عن استعدادها لحل الأزمة واجراء حوار ينهي الصراع، وشدّدت على رفضها لأي احتلال وحل عسكري في المنطقة، ادعت الوكالة التركية أن أن وسائل الإعلام الإيرانية (أي نظام الجمهورية الإسلامية) يفضل الوقوف إلى جانب الحكومة الأرمنية!
على الرغم من أن هذا السلوك في الأناضول غير مسبوق، وتمخّضت عنه آثار مدمرة حتى الآن من خلال سوء التفاهم الحاصل وغير المعقول في العلاقات بين البلدين، إلا أنه من الضروري التذكير بالنقاط التالية لوسائل الإعلام الحكومية هذه:
ألف- الأناضول اتهمت إيران بإشعال خلاف مع مؤيدي جمهورية أذربيجان، وهو الأمر الذي لايقبل به أي بلد، بما في ذلك تركيا، ولن يكون مستعدا لقبول بمثل هذا السلوك المشاغب الذي يضر بالاستقرار والأمن.
ب - يجب على الأناضول أن توضّح لجمهورها ما حققته بعض الإجراءات والتدخلات غير المبررة في سوريا والعراق وليبيا من أجل السلام والأمن في المنطقة، والتي تكررت في نزاع ناغورني قره باغ؟ هل يدعو العقل السليم برأيكم لدرء أزمة من الأزمات أن تنفخ النار فيها وتزيدها اشتعالا، أم أن تدعو الأطراف إلى التهدئة وحل القضية بالحوار؟ و...
ج- تعترف الجمهورية الاسلامية الايرانية بحق جمهورية أذربيجان في أراضيها، وقد تم الإعلان عن هذه السياسة الرسمية في جميع المؤتمرات الدولية. كما أن اجتماع ممثلي قائد الثورة في الأقاليم الأذرية وإعلان ممثل قائد الثورة الاسلامية في جمهورية أذربيجان دليل على الموقف الايراني الجليّ من الأزمة.
د- من الواضح تمامًا أن إيران، بينما تدعم الحقوق الإقليمية لأذربيجان فهي ترفض بشكل قاطع التحريض على الحرب والاحتلال ونشر الإرهابيين التكفيريين وإنشاء قواعد إعلامية وعسكرية للكيان الصهيوني بالقرب من حدودها، كما هو الموقف التركي الرافض بشدّة لتحركات حزب العمال الكردستاني على حدودها مع سوريا والعراق.
ه- يشير رفض روسيا مشاركة تركيا في قمّة موسكو الثلاثية لوقف إطلاق النار إلى أنه على الرغم من أن تركيا عضو في مجموعة مينسك، إلا أن موقفها من الأزمة ليس محايداً ونهجها تجاه قضية ناغورني قره باغ حرمها من المشاركة في هذه القمّة.
و- إذا كانت وكالة أنباء الأناضول تتطلع حقًا إلى حل المشكلة ومعرفة الحقيقة، فسيكون من الأفضل النظر إلى القضية بشكل أكثر منطقية وتوفير مساحة للرأي العام لحل النزاع في أقرب وقت ممكن، بدلاً من إثارة الجدل.
على أي حال؛ على عكس ما يرويه إعلام نظام الهيمنة عن أهداف الايران فوبيا أو الترهيب من ايران، فإن تاريخ السلوك السلمي للجمهورية الاسلامية الايرانية على مدى الأربعين عامًا الماضية في القضايا الإقليمية هو دليل واضح على أن طهران تحركت دائمًا في اتجاه الصداقة والتسامح ولم تخوض حربًا أبدًا باستثناء الدفاع عن نفسها وأراضيها.
نورنيوز