جائحة كورونا التي أصابت العالم وانتشرت فيه لتصيب غالبية الدول وشعوبها بأزمة أصابت الملايين بالوباء وحصدت ارواح كثيرين، عجزت هذه الجائحة ان تنال من حب عشاق سيد شباب اهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) للخروج في مسيرات حاشدة الى كربلاء التي تحتضن حفيد الرسول الأكرم (ص) في أربعينيته الخالدة أبد الدهر، ورغم فرض بروتوكولات صحية في العالم وفي الدول الاسلامية ودول المنطقة وخاصة ايران، والتي تحظر التوجه الى كربلاء بسبب جائحة كورونا، فإن عشاق الامام الحسين (ع) وجدوا سبلا عديدة الى جانب التقيد بأبسط البروتوكولات الصحية للمشاركة في مسيرات الأربعينية المتجهة من داخل العراق وخارجه رغم المخاطر التي تشكلها جائحة كورونا .
ويتوافد على مدينة كربلاء في العراق ملايين الشيعة القادمين من مدن عراقية أخرى ومن خارج البلاد، لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.
وأربعين الحسين من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة، يحيونها بزيارة ضريح الحسين بن علي بن أبي طالب، ثالث الأئمة لدى الشيعة في كربلاء وضريح أخيه أبو فضل العباس المجاور له.
ومواكب الخدمة تفرش الموائد في طريق الزائرين، فيما تعددت أنواع التبرعات بالطعام وغيره لتعكس حجم التضامن الذي يبذله العراقيون لانجاز الزيارة.
وقد استشهد الامام الحسين (ع) مع أتباعه وأفراد عائلته في واقعة الطفّ في كربلاء عام 680 (61 للهجرة)، ودفن فيها، في المكان الذي أقيمت فيه العتبة الحسينية. ويقال إن المختار بن أبي عبيد الثقفي كان أوّل من شيّد مقاماً حول ضريح الحسين، في عام 65 للهجرة، واستمرّ تشييده على مراحل في عهد الخلفاء العباسيين.
يسمّى الضريحان بالحرمين عند الشيعة، ويضمّ مقام الحسين مسجداً يعدّ من جواهر الفنّ المعماري الإسلامي، ويمتاز بمئذنته المذهبة، والزخارف على جدرانه وقبته. يحتضن المقام مدفن الحسين، ومدافن ابنيه علي الأكبر وعلي الأصغر، و 72 من أصحابه الذين استشهدوا معه.
ويعد السير على الاقدام أشبه بمواساة لأهل بيت الحسين الذين ساروا لمسافات طويلة بعد عودتهم من الشام. بعد واقعة الطف، سبيت زينب أخت الحسين ومن كان معها من أصحابه وأفراد عائلته وأولاده. وفي طريق عودتهم إلى المدينة، مررن بكربلاء لزيارة قبر الحسين.
وفي ذكرى الأربعين، يفتح العراقيون أبوابهم للزوار، وتتولى العتبة الحسينية تأمين الخدمات اللوجستية. هكذا، تمتدّ مستوصفات تطوعيّة على طول الطريق من النجف نحو كربلاء (80 كيلومتر تقريبًا)، لمساعدة من قد يعانون من وهن أو يحتاجون الى اسعاف.
وتخبرنا بركات، مترجمة من لبنان، عن زيارتها في سنوات سابقة للمقام الحسيني خلال الأربعين، "بعض الناس لا تنام طول الطريق، ويتكاتف الغني والفقير، في جو روحاني. والناس تتأثر كثيراً عند وصولها بعد مسير طويل إلى المقام".
في هذه المسيرات، كلّ يحمل نذوره، وصلواته، وباتت على مرّ السنوات تقليدًا من صلب عادات المجتمع العراقي.
وكانت تنسيقيات المظاهرات المطلبية في العراق أعلنت عن تعليق الاحتجاجات إلى ما بعد الزيارة، لتسهيل حركة ملايين الزوار.
وأكد مساعد رئيس اركان الحشد الشعبي ياسر حسين، أن غرفة عمليات الحشد لزيارة الأربعين ستبقى حتى عودة آخر زائر من كربلاء، لافتا الى ان أمن الحشد منتشر في جميع سيطرات محافظة كربلاء لحماية الزائرين والتعامل مع أي طارئ.
وقال حسين في تصريح اورده موقع الحشد الشعبي ، ان «هيئة الحشد الشعبي عملت منذ مطلع شهر صفر المظفر لوضع الترتيب للإسهام بحماية زوار الأربعين وخدمتهم، فضلا عن تسهيل دخولهم وخروجهم».
وذكر: «في الزيارة الحالية استجدت لنا قضية أخرى وهي جائحة حيث طلب منا ان يكون لنا دور في الزيارة، على إثرها فتحت الهيئة مقرا لعمليات زيارة الأربعين جهزت بجميع الاحتياجات الفنية واللوجستية».
وأضاف ان «الحشد نشر كاميرات في جميع طرق الزائرين للمراقبة والمتابعة»، مبينا ان «أمن الحشد الشعبي والاستخبارات منتشرين في جميع السيطرات في محافظة كربلاء لضبط الامن ومراقبة أي حالة شاذة للتعامل معها ضمن الأطر القانونية».
نورنيوز - وكالات