وفي مؤشر على تصدع الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، "ظهرت في الكنيست ملامح أزمة سياسية تهدد مستقبل الحكومة المشتركة بين حزب "الليكود" بزعامة رئيس الوزراء نتنياهو، وحزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الأمن الجنرال بيني غانتس"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي
وذكرت عضو الكنيست من حزب "أزرق أبيض" ميكي حاييموفيتس، أنه "في الأيام الأخيرة، هناك مجموعة متنامية في الحزب، تفكر في الخيارات التي قد تضمن فض مسؤول للشراكة مع حزب الليكود"، مضيفة: "نحن نقف أمام شرخ كبير، هناك شخص يقودنا نحو الهاوية".
ونبهت في تصريحات صحفية أن "الحديث لا يدور عن التنازل عن مراكز السلطة، لكننا سنعمل على استبدال نتنياهو"، مؤكدة أن "الأيام المقبلة "ستكون حاسمة ويتعين على رئيس الوزراء الكف عن الاعتناء بأموره الشخصية فقط".
وذكر الموقع، أن "أزرق أبيض" سيعقد جلسة عبر تطبيق "زوم" لبحث مسألة البقاء في الائتلاف الحكومي، وعلى خلفية التباين بالمواقف الداخلية في الحزب الذي أحدثه دعم قرار حكومي يفرض قيودا على المظاهرات المطالبة برحيل نتنياهو.
وردا على أقوال النائبة حاييموفيتش هاجم حزب "الليكود" حزب "أزرق أبيض"، وأوضح في بيان له أن "حاييموفيتش كشفت الحقيقة، هذا الحزب الذي ينهار في استطلاعات الرأي، يدفع القيادة نحو الانتخابات على الرغم من إرادة الجمهور وفي ذروة أزمة كورونا".
وطالب "الليكود" الجنرال غانتس، بضرورة العمل على "إعادة تنظيم الفوضى في حزبه، والعمل من أجل وحدة الحكومة من أجل إنقاذ حياة الجمهور في إسرائيل، وإلا فإن قرار أزرق أبيض هو الانخراط في سياسة صغيرة، في حين أن إسرائيل في حالة طوارئ".
وتأتي أقوال حاييموفيتس بعد إعلان وزير السياحة الإسرائيلي زامير يوم الجمعة استقالته من منصبه، احتجاجا على القيود التي فرضتها الحكومة على التظاهرات ضد نتنياهو.
وقال في منشور له عبر صفحته في "فيسبوك": "أنا قلق على إسرائيل، إنها على وشك الانهيار التام، وهذا لن يتغير ما دام نتنياهو رئيسا للحكومة، أزمة كورونا مع كل تأثيراتها الكارثية موجودة بأحسن أحوالها في المرتبة الثانية على قائمة أولويات رئيس الحكومة، فالاعتبارات الشخصية والقضائية هي التي تشغله، هذا واضح بكل خطوة يقوم بها".
بدروها، شددت صحيفة "هآرتس"، على ضرورة أن يعمل الشريك في الحكومة الإسرائيلي حزب "أزرق أبيض" برئاسة غانتس، على كبح جماح رئيس الحكومة "الفاسد" بنيامين نتنياهو.
وأوضحت "هآرتس" في افتتاحيتها، أن "غاية قائمة "أزرق أبيض"، كانت أن تشكل بديلا عن حكم نتنياهو، ولكن عليها اليوم أن تشكل على الأقل كابحا لرئيس وزراء فاسد فقد كل لجام".
وأضافت: "لقد نالت قائمة "أزرق أبيض"، تأييدا جماهيريا واسعا، وإن لم يكن كافيا للاستيلاء على الحكم، لكنه منحها ما يكفي من الأوراق لخلق جدول أعمال خاص بها".
ونوهت إلى أن "حلها كبديل سلطوي، مضاف إليه ضعف زعيمها غانتس، أبقاها كحمل إضافي في حكومة نتنياهو، بلا جدول أعمال، كنوع من الكابح لمبادرات منفلتة العقال من حزب الليكود، ولكن هذا الكابح متآكل وضعيف، في حين يتخذ حزب غانتس، صورة من ليس قادرا على أن يوفر حتى هذه البضاعة".
وأكدت الصحيفة، أن "الأخطر من ذلك، هو تأييد قادة "أزرق أبيض" وكثيرون من أعضائها الأسبوع الماضي إخراج الاحتجاج ضد نتنياهو عن القانون؛ فهم بذلك مسوا بالنسيج الديمقراطي الإسرائيلي، وساهموا في إدانة قسم مهم من قاعدتهم الانتخابية".
ونبهت إلى أنه "يعتمل في الأسابيع الأخيرة اضطراب تحت حمالة غانتس؛ بدأ بتهديدات بالاستقالة من جانب وزير العلوم والتكنولوجيا، يزهر شاي، وتصويت النائبين رام شيفع وميكي حايموفيتش ضد تعديل قانون صلاحيات كورونا الذي يقيد المظاهرات".
وتابعت: "وبلغ الاضطراب ذروته مع بيان الاستقالة التي رفعه وزير السياحة إساف زمير الأسبوع الماضي. وردا على ذلك وجه غانتس تعليماته لوزير العدل، آفي نيسنكورن بأن يشرع في إجراءات تعيين سريع لنائب عام دائم لإسرائيل، والشروع في إجراء التعيين لمفتش عام دائم للشرطة، ونبه غانتس إلى أن من لا يلائمه هذا، فليحدد موعدا للانتخابات".
وقدرت "هآرتس"، أن "احتمالات أن يعين غانتس عمليا نائبا عاما للدولة طفيفة، لأن الاتفاق الائتلافي يمنع تعيين مسؤولين كبار في أوقات الطوارئ، كما أن التعيين يتطلب المصادقة من حكومة يتحكم بها نتنياهو، وسواء كان هذا تهديدا حقيقيا أم إنه أمنية، يحتمل أن يكون غانتس قد بدأ يستوعب وضعه السياسي البائس، أو وضع إسرائيل الآخذ في التدهور تحت صولجان المتهم بالجنائي (نتنياهو)".
ورأت أن استقالة وزير السياحة زمير، "يجب أن تكون بالنسبة لـ"أزرق أبيض" وقادته كساعة إيقاظ، ومن ثم، فعليه أن ينفذ مرة أخرى المبادئ التي قام على أساسها بالانضمام إلى الحكومة، وأن يوقف بقوة وبتصميم استمرار المس بحقوق الجمهور".
ولفتت إلى ضرورة أن "يصمد "أزرق أبيض" في وجه نزوات نتنياهو الهدامة، وأن يعمل على الإعلان عن عجزه عن أداء مهامه".
وأشارت الصحيفة، إلى أن حزب غانتس "اعترف في وقت متأخر بخطئه الفتاك، حين وافق على أن يكون مداسا، فيسحق تحت أحذية نتنياهو والليكود، ولكن لا يزال يمكنه ويجب عليه أن ينقذ الاقتصاد من الانهيار النهائي، وينقذ إسرائيل من رئيس وزراء ليس مناسبا لمنصبه".
نورنيوز/عربي 21