واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن تعميق البناء الاستيطاني في الضفة يندرج في سياق تطبيق "صفقة القرن " المشؤومة من طرف واحد وبقوة الاحتلال، كترجمة عملية لقرارات الضم الاسرائيلية، مشدّدة على أن التوسع الاستيطاني في الضفة المحتلة بما فيها القدس المحتلة لم يتوقف لحظة واحدة، وهو ما ينفي ويفند ادعاءات نتنياهو وأركان حكمه بشان وقف الاستيطان او تجميده مؤقتا بهدف تمرير اتفاقيات التطبيع المشؤومة في أجواء مناسبه، ويكشف ايضا حملات الإدارة الأمريكية والاحتلال المُضلّلة لعديد الدول وتلاعبهما في الكلمات والمفاهيم والمعاني لاستدارج مواقف دول بعينها الى مصيدة التطبيع.
ورأت الوزارة أن استمرار البناء الاستعماري التوسّعي يعكس الانقلاب الامريكي الاسرائيلي الممنهج على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها ومرتكزات المنظومة الدولية برمتها في ظل صمت دولي مريب، وهو ما يفسر لدرجة كبيرة شعور دولة الاحتلال بالتحرر من اية التزامات او ضغوطات دولية عليها في مجال البناء الاستعماري، اللهم ما عدا البيانات الشكلية التي تصدر هنا وهناك من بعض الدول التي تريد التظاهر بانها لا زالت تحمل لواء الحقوق الفلسطينية المشروعة، والدفاع عن الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وأفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن البناء الاستيطاني سيستأنف على نطاق واسع في الضفة الغربية بعد تسعة أشهر من التأجيل"، مشيرة الى أن مجلس التخطيط الأعلى في الضفة الغربية سيجتمع الأحد المقبل للموافقة على بناء 5400 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات.
وبحسب الصحيفة، فإن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعطى الموافقة على البناء، وأن النقاش الذي أُرجئ عدة مرات حُدّد في 12 تشرين أول/أكتوبر.
وصعّدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها واقتحامات المسجد الأقصى واعتقال وإبعاد المرابطين وموظفي الأوقاف، إضافة إلى استغلال جائحة كورونا للتضييق على المقدسيين خلال الشهر المنصرم.
وبحسب تقرير شبكة ميدان القدس، فقد اقتحم 1580 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، فيما هدمت آليات الاحتلال 24 منزل ومنشأة مختلفة خلال سبتمبر الماضي.
كما اعتقل جيش الاحتلال خلال الشهر ذاته 82 مقدسيًا، وثبّت الاعتقال الإداري للنائب المقدسي أحمد عطون لمدة 4 أشهر، فيما أبعد 19 مقدسيًا عن الأقصى بينهم سيدتان و4 من موظفي الأوقاف، كما أبعد مريم العجلوني عن مدينة القدس.
*الاحتلال يستغل كورونا
ومنع الاحتلال الناشط المقدسي يعقوب أبو عصب من السفر، والناشطة هنادي حلواني من التواصل مع قائمة حددها الاحتلال، كما فرض الإقامة الجبرية على محافظ القدس عدنان غيث، ومنعه من التواصل مع قائمة حددها الاحتلال.
وشدّد الاحتلال خناقه على البلدة القديمة، ضمن الإغلاق بحجة مواجهة وباء كورونا، مما سبّب كارثة اقتصادية لتجارها وأسواقها، ومنع المصلين من خارج البلدة من الصلاة في الأقصى.
وفيما يتعلّق بجائحة كورونا، فقد سجلت القدس 25 حالة وفاة ليصل عدد الوفيات منذ بداية الوباء إلى 65، كما سجلت 2424 إصابة ليصل عدد الإصابات منذ بداية الوباء إلى 9675.
*فتح تردّ على بومبيو
وردّ رئيس المكتب الاعلامي لحركة فتح منير الجاغوب على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي قال فيها "إن الفلسطينيين بحاجة إلى اختيار قيادة ترغب في إجراء حوار من أجل السلام"، فسأله: "متى ستدركون أن شعبنا هو الذي يختار قيادته وأن فلسطين رغم أنها دولة تحت الاحتلال إلا أنها ليست واحدة من جمهوريات الموز؟ عليك أن تدرك أن الكرامة والاعتزاز بالنفس والثقة بالمستقبل هي صناعة فلسطينية خالصة مثلها مثل زيت الزيتون والزعتر والثوب الكنعاني المطرز بعشق الأرض!".
وأضاف: "لن نحاور أحدًا على أرضية ما يسمى بصفقة القرن، والحوار الوحيد الذي نقبل به هو ذلك المستند إلى الشرعية الدولية والهادف إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧".
وقال: "يا سيد بومبيو، ننصحك بعدم مناطحة الحق الفلسطيني، فقد ذهب قبلك وزراء خارجية ورؤساء كثرٌ وبقيت فلسطين في مكانها وظل شعبها صامداً في وطنه، أما القيادة الفلسطينية فهي باقية لأنها تستمد شرعيتها من ثقة شعبها، وأنت ورئيسك وإدارته المغامرة راحلون قريبًا وبقرار من الشعب الأمريكي نفسه".
واعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الجمعة القيادي في حركة "حماس" الشيخ حسن يوسف (64 عاما) خلال اقتحام منزله ببلدة بيتونيا قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وداهمت قوة عسكرية كبيرة البلدة انطلاقا من معسكر "عوفر" واقتحمت منزل القيادي يوسف واعتقلته ونقلته إلى المعسكر المذكور.
وأفرج الاحتلال عن يوسف في شهر تموز الماضي بعد اعتقال استمر 15 شهرا، قضاها في الحبس الإداري.
ويعاني يوسف من أمراض مزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، ويحتاج لعناية طبية مستمرة.
وفي ذات السياق، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن ماهر القاضي خلال مداهمة منزله في بلدة بيتونيا، كما اعتقلت ابن أخيه نور القاضي خلال اقتحام منطقة سطح مرحبا بمدينة البيرة.
*خطة الضمّ لم تُلغ
من جهته أكد سفير الولايات المتحدة في الأراضي المحتلة رديفيد فريدمان أن موضوع ضمّ مناطق في الضفة الغربية لن يحدث في السنوات المقبلة.
ورأى فريدمان في مقابلة مع صحيفة "مكور ريشون" الاسرائيلية أن المصطلح الصحيح لما جرى للضمّ، هو التعليق، بمعنى أنه عُلّق لفترة زمنية فقط وسيعود بالمستقبل البعيد جدًا. وأضاف: تطبيق السيادة الإسرائيلية لن يحدث في المستقبل القريب، فقد أُرجأ لمدة عام، أو ربّما لعاميْن أو أكثر.. لا أعرف متى سيحدث.
وقال فريدمان تطبيق السيادة سيتم عندما تتوصل "إسرائيل" والولايات المتحدة، إلى قرار مشترك بشأنه، والطموح هو أن يحدث ذلك، حينما تمتلك تل أبيب اتفاقيات سلام مع دول عربية أخرى.
وبين الضمّ والتطبيع مع البحرين والإمارات، صرّح فريدمان لقد توصّلت الولايات المتحدة إلى نتيجة مفادها، بأن هناك فرصة أفضل لـ"إسرائيل" في الثانية.
نورنيوز - وكالات