وكانت الجائزة الثانية “البوابة الفضية” من نصيب الفيلم القصير “همس الممرات” للمخرجين صهير وحسن الباقوتي من المغرب ، فيما نال جائزة “البوابة البرونزية” لذات المهرجان فيلم “الزيارة ” للمخرج السوري عمرو علي.
وعادت الجائزة الكبرى للجمهور للفيلم القصير “الإرادة الأخيرة ” للمخرج محمد حسين دربديخالي من العراق، فيما تحصل الفيلمان “حياة الأميرة ” للمخرج فيصل حليني من المغرب و “وسط البحيرة” للمخرج غيوم منغيت من فرنسا على جائزة لجنة التحكيم.
كما تحصل كل من فيلم “كفاح يتيم” للمخرج الجزائري زيدان جيلالي من الجزائر و “خطأ من” للمخرج الإيفواري برولات على تنويهات لجنة التحكيم في هذه الطبعة من المهرجان الرقمي ذو الطبعة الشهرية، حسبما أوضحه منسق المهرجان، دليل بلخودير.
وفي هذا الصدد، عبر المخرج الإيراني رسول حق عن إمتنانه، متوجها بالشكر لكل القائمين على هذه المبادرة الثقافية، قائلا:
"أود في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل لأكاديمية البوابة وكل أعضاء لجنة التحكيم البارزين"، مضيفا: " إنه لشرف كبير أن أشارك في هذا المهرجان... أود أن أشكر أيضًا الممثلين وطاقم العمل وكل من ساهم في إنجاز هذا الفيلم السينمائي القصير ".
" ومع إنتشار جائحة كورونا، أتمنى لكم ولأحبائكم الصحة والسلامة." واختتم حديثه قائلاً: "من أعماق قلبي ، أقول لكم أن الشمس ستسطح من جديد ... وقريبًا جدًا .. حظ موفق".
بلغ عدد المشاركين في مهرجان البوابة الرقمية للفيلم الدولي القصير منذ انطلاقه شهر أبريل الماضي بالتعاون مع كل من مديرية الثقافة ودار الثقافة بعنابة ما لايقل عن 400 عمل سينمائي قصير، يمثلون عدة دول عربية وأفريقية , وأسيوية و أوروبية.
ضمت الطبعات السابقة للمهرجان تنظيم دورات تكوينية في مهن السينما باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي لفائدة هواة الفن السابع تحت إشراف خبراء ومختصين في مجال الصناعة السينمائية.
عبرت الجزائر وإيران ، في مناسبات عديدة ، عن رغبتهما في تعزيز التعاون الثقافي القائم بين البلدين، و توسيعه ليشمل مجالات أخرى مثل ؛ المسرح والموسيقى والأدب نظرا للمكانة المرموقة التي تحتلها إيران في عالم السينما باعتبارها إحدى أهم المدارس السينمائية الآسيوية، ما خولها التتويج بالكثير من الجوائز المحلية و الإقليمية و العالمية.
وتربط الجزائر وإيران، منذ زيارة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي وقتها رضا صالحي أميري للجزائر في آذار / مارس 2017 اتفاقية تعاون بين هيئة فارابي الإيراني للسينما وبين المركز الجزائري للسينما والسمعي البصري. يرمي هذا الاتفاق إلى تعزيز الإنتاج السينمائي المشترك والتعاون في مختلف مجالات السينما بين البلدين.
وتنص الإتفاقية على تعزيز الإنتاج السينمائي المشترك، وذلك من خلال تسهيل إجراءات تنقل وإقامة الفنانين و التقنيين المشاركين في الأعمال السينمائية، وتسهيل أيضا إجراءات استيراد وتصدير الأجهزة الضرورية في إنجاز هذه الأعمال.
كما تشمل الاتفاقية أيضا التعاون في مجال التكوين السينمائي، وذلك عن طريق تعزيز التبادل بين مدارس السينما و مراكز إنتاج الأفلام والمتاحف السينمائية في كلا البلدين، بالإضافة إلى تقديم الدعم للاستفادة من المدن السينمائية لتصوير الأفلام. كما تصبو هذه الاتفاقية إلى ترميم الأعمال السينماتوغرافية وتنظيم المهرجانات وعرض الأعمال السينمائية الطويلة الإيرانية والجزائرية في كل من إيران و الجزائر.
وفي وقت سابق، أشاد وزير الثقافة الجزائري الأسبق عز الدين ميهوبي بالسينما الإيرانية ومكانتها العالمية والمساعي المبذولة لتقوية التعامل السينمائي بين ايران والجزائر، مشيرا إلى الجهود الجبارة المبذولة من الجانب الإيراني في إخراج الفيلم التاريخي "احمدباي" في أبهى حلة والذي قريبا سيتم تحديد تاريخ العرض الأول له.
"السينما الإيرانية تحتل مكانة مرموقة في السينما العالمية و زاخرة بتجارب قيّمة وجمال شورجه الذي يتولى مهمة إخراج هذا الفيلم يعتبر من أفضل المخرجين الإيرانيين ويتمتع الفريق الإيراني بالدقة والجدية في العمل والسعي الدؤوب والانضباط ومعرفة قيمة الوقت بشكل جيد بالإضافة إلى أنهم ينفقون الكثير من الدقة في البحث والتحقيق في المراحل التاريخية لحياة "أحمد باي" والوسط الذي كان يعيش فيه والملابس والعادات والرسوم المتبعة في تلك الحقبة."
وصرّح أيضا :أن فيلم أحمد باي سوف يكون فيلماً مميزاً جدّا لبراعة ومهارة الكادر الفني الإيراني.
وهذا الفيلم هو من إنتاج المنتجة السينمائية سميرة حاج جيلاني وإخراج المخرج الإيراني جمال شورجه. يروي هذا الفيلم قصة أحمد باي (1784-1850) ، آخر حاكم عثماني للجزائر ، إذ يرصد حياته من الفترة الممتدة ما بين 1826 إلى 1848، و هو التعاون الثاني بين البلدين في مجال السينما الثاني بعد استعانة الجزائر بخبراء إيرانيين في التجميل والأكسسوارات بقيادة السيدة سودابة خسروي في فيلم ابن باديس للمخرج السوري باسل الخطيب، وقد حظيت هذه التجربة بإعجاب الجزائريين الذين باركوا هذه الخطوة ونادوا بمزيد من التعاون.
من جهتها ، أشادت المنتجة الجزائرية للفيلم ، سميرة حاج الجيلاني ، بالحرفية العالية التي يتمتع بها الإيرانيون، كيف لا وهم من رواد السينما في العالم، حيث لم يألوا جهدا في إنجاح هذا العمل المشترك ، مشيرة إلى أن الكادر الإيراني قدم دورات تدريبية للجزائريين. وشملت الدورات تدريبات و حصصا تعليمية عن المؤثرات الخاصة والأزياء و إختيار و كيفية إدراج الصور والمكياج. تم تأطير 27 مصمم أزياء جزائري من قبل متخصصين إيرانيين ، بينما قام متخصصون إيرانيون في مشاهد الحرب والمؤثرات الخاصة لـ "أحمد باي" بتدريب ضابطين من الجيش الجزائري (الجيش الوطني الشعبي الجزائري). أما فيما يتعلق بالمكياج والديكور ، لم يبخل الإيرانيون في مد يد العون لنظرائهم الجزائريين ومشاركتهم خبراتهم القيمة.
تحظى هذه التجربة بتقدير كبير من الجانب الجزائري ، الذي يسعى إلى المشاركة في مختلف المعارض في إيران . ففي العام الماضي ، أقيم معرض ثقافي جزائري في مركز ملال الثقافي بهدف التعريف بعادات وتقاليد المجتمع الجزائري. تم عرض أعمال فنية بصرية وتقليدية (ألوان مائية ، طلاء زيتي ، منمنمات ، رسم على الرمال ، ألواح خزفية ، إلخ) والحرف اليدوية لتمكين الإيرانيين من رصد الجوانب التاريخية ونمط حياة الشعب الجزائري.
من ناحية أخرى ، أقيمت معارض ثقافية إيرانية مختلفة في الجزائر لتعريف الجزائريين بالثقافة والفنون الإيرانية، تحت إشراف السفارة الإيرانية في الجزائر، مثل: المعرض الذي أقيم في ولاية البليدة ، الواقعة على بعد حوالي 45 كم جنوب غرب الجزائر العاصمة ، والمعرض الدولي العاشر لفن الخط و المنمنمات بحضور فنانين إيرانيين بارزين ، واللذين لاقوا استقبالا حارا و تم تكريهم أيضا.
كما أقيم سنة 2019 أسبوع الفيلم الإيراني في الجزائر العاصمة بهدف التعريف بالثقافة والسينما الإيرانية ، وكان مصحوبا بورشات متنوعة عن السينما الإيرانية تحت إشراف مخرجين ومنتجين إيرانيين بارزين.
بقلم: هناء سعادة
نورنيوز