وتصاعدت حدة الاشتباكات في الإقليم الحدودي بين الجيشين الأرميني والأذري، مع شن هجمات متبادلة للسيطرة على مدن فوزولي وجبرائيل وترتر. وبينما سقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، تبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك القوانين الدولية، ومهاجمة أهداف مدنية. في حين طالب مجلس الأمن الدولي بوقف فوري للمعارك وتهدئة التوترات والعودة إلى مفاوضات هادفة دون تأخير.
وأفادت تقارير بمقتل العشرات وإصابة المئات منذ اندلاع الاشتباكات بين قوات أذربيجان وأرمينيا في أسوأ قتال بالمنطقة منذ التسعينيات.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية، الأربعاء، استمرار الاشتباكات مع أرمينيا على خط الجبهة.
وقالت الوزارة في بيان، إن الجيش الأذربيجاني بدأ محاصرة القوات الأرمينية في محور "أغدرة ـ ترتر"، ضمن إطار هجوم مضاد لاستعادة الأراضي التي يقول أنها له.
وأضافت في بيان آخر، أن الجيش الأرميني قصف بالمدفعية قرية "آغجاكند" التابعة لمدينة "غورانبوي".
وأكدت أن الجيش الأذربيحاني يرد على القصف الأرميني بهدف وقف الهجمات على المناطق المدنية.
وردا على الهجوم، نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية، الأحد، مشاهد توثق تدمير قواتها مستودع ذخائر للجيش الأرميني.
أعلن نائب الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف، يوم الأربعاء، أن طائرتين مقاتلتين من طراز SU-25 تابعتين لأرمينيا تحطمتا بعد سقوطهما.
وتابع نائب الرئيس حاجييف، أن أرمينيا لا تقدم معلومات دقيقة لمواطنيها، حيث تخفي عنهم الحقائق، التي تحدث في ساحة المعركة الدائرة.
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الأربعاء، أن فكرة إجراء محادثات مع أذربيجان تحت إشراف روسي سابقة لأوانها، مشيرا إلى أن بلاده لا تدرس حاليا نتشر قوات حفظ سلام في إقليم ناغورني كاراباخ، الذي أشعل مواجهات دامية بين الطرفين منذ أيام.
ونقلت وكالة "إنتر فاكس" الروسية عن باشينيان قوله: "من غير المناسب الحديث عن قمة بين أرمينيا وأذربيجان وروسيا فيما لا تزال معارك عنيفة جارية". وأضاف: "من أجل إجراء مفاوضات، يجب أن تكون الأجواء والظروف مناسبة".
وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الأرميني: إن يريفان لا تدرس حاليا نشر قوات حفظ السلام في الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ سنوات، للفصل بين قوات الطرفين.
وجاء هذا الموقف بعدما رفضت الدولتان ضغوطا دولية مورست عليهما من أجل عقد محادثات سلام بينهما، وذكرت كل من الدولتين تعرض أراضيها لقصف من أراضي الدولة الأخرى عبر الحدود بينهما.
وبدأت المعارك بين الطرفين منذ الأحد الماضي على خلفية إقليم ناغورني كاراباخ، وأوقعت نحو 100 قتيل على الأقل، بعضهم من المدنيين.
ومساء الثلاثاء، عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء الاشتباكات في الإقليم التي تهدد باندلاع حرب شاملة بين أرمينيا وأذربيجان.
وبعد مناقشة القضية، عبر مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة "عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن أعمال عسكرية واسعة النطاق" في الإقليم وأدان بشدة استخدام القوة.
وقال المجلس في بيان: "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لدعوة الأمين العام للجانبين لوقف القتال على الفور وتهدئة التوتر والعودة إلى مفاوضات هادفة دون أي تأجيل"، وفق "رويترز".
وناغورني كاراباخ منطقة تقع داخل أذربيجان، غير أنها تتمتع بحكم ذاتي تديره العرقية الأرمينية وتدعمها أرمينيا، وقد انفصلت عن أذربيجان في حرب في التسعينيات، لكن لا تعترف أي دولة بأنها جمهورية مستقلة، حتى أرمينيا نفسها.
ومما يزيد التوترات بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين قول أرمينيا إن طائرة تركية من طراز "إف-16" أسقطت إحدى طائراتها الحربية في المجال الجوي الأرميني، مما أسفر عن مقتل قائدها.
ونشرت أرمينيا صورا على منصة حكومية على الإنترنت، الأربعاء، لحطام طائرة قالت إنها طائرة عسكرية من طراز "سوخوي 25" أسقطتها مقاتلة تركية الثلاثاء.
ونفت تركيا وأذربيجان مزاعم يريفان بأن مقاتلة تركية من طراز "إف 16" أسقطت الطائرة الأرمينية، مما أدى إلى مقتل الطيار.
وقال حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان، الأربعاء، إن طائرتين مقاتلتين أرمينيتين من طراز "سوخوي 25" تحطمتا الثلاثاء بعدما اصطدمتا بجبل، واتهم يريفان بالكذب بقولها إن إحدى طائراتها أسقطت.
وقال حاجييف: "اصطدمت الطائرتان بجبل وانفجرتا ودمرتا. هذا يظهر أن قيادة الجيش الأرميني لا تقدم معلومات صحيحة لمواطنيها".
ودخل القتال الذي اندلع بين القوات الأذربيجانية والأرمينية بسبب إقليم ناغورني كاراباخ يومه الرابع في أكبر مواجهة في الصراع.
نورنيوز - وكالات