معرف الأخبار : 52157
تاريخ الإفراج : 7/14/2020 8:13:13 PM
"الكذبة الكبرى" حول تسليم ايران للصين.. كذبة هزّت جسد "غوبلز" في قبره

خاص نورنيوز..

"الكذبة الكبرى" حول تسليم ايران للصين.. كذبة هزّت جسد "غوبلز" في قبره

فشلت حملة التهويل الاعلامية التي شُنّت على مدى الأيام الأخيرة واستهدفت "اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين ايران والصين"، والتي اتُّبع خلالها أسلوب الحرب النفسية كـ "قلب الحقائق"، إلاّ أن اعتماد أسلوب "الكذبة الكبرى" الذي يعود لصاحبه النازي "غوبلز" تجاه ايران لم يتمكّن من تحقيق هدفه الرئيسي في "إقناع" الرأي العام.

نورنيوز- اكتظت وسائل الاعلام الدولية مؤخرا بشائعات وأخبار مغلوطة ومفبركة تُحاك في غرف اعلام أعداء الجمهورية الاسلامية حول وثيقة التعاون الشامل الاستراتيجية الموقّعة بين ايران والصين لمدة 25 عاما، وانتهزت وسائل الإعلام المعادية أيضًا هذه الظروف لركوب الموجة وخلق أجواء تهدف لإثارة الرأي العام في الداخل الايراني.

ونالت حملة التهويل الاعلامية هذه حول الاتفاقية على مدى الأيام الأخيرة حيّزا كبيرا من إنتاج ونشر المحتوى المغلوط والمُفبرك والتوجيهي لدى وسائل الاعلام العالمية المعادية لايران، واتُّبع خلالها أسلوب الحرب النفسية كـ "قلب الحقائق" بهدف "إقناع" الرأي العام الايراني.  

ومن بين المحاور التي تم اتباع تكنيك غوبلز الشهير فيها المعروف بـ"الكذبة الكبيرة" هي: تسليم جزيرة كيش للصينيين، واحتكار الاستثمار في مشاريع الطاقة والبتروكيماويات والنقل، ودخول 5000 جندي صيني إلى ايران، ومنح الصينيين امتيازات خاصة، كما خرجت شائعات حول الصرافة النقدية، والأهم من ذلك، ما روّجت له تلك الجهات الاعلامية بشأن سرية عملية صياغة هذه الاتفاقية.

على الرغم من أن هذه القضية قد تم تغطيتها من زوايا مختلفة في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة، ولكن توجد زوايا جديدة سنتطرّق لها في هذا التقرير:

النقطة الأولى، إن ما نشرته وسائل الإعلام المعادية لايران بشكل مغلوط ومتعمد على أنه "عقد" للتعاون طويل الأمد بين إيران والصين في الرأي العام غير صحيح، لأن ما اتُفق عليه بالفعل حتى الآن هو مشروع "خارطة طريق" للتعاون الاستراتيجي بين البلدين.

هذه النقطة مهمة لأننا نعلم أنه في عرف المعاهدات والاتفاقيات الدولية، فإن كلمة "العقد" لها معنى قانوني محدد، مما يعني "الموافقة" على النص في البرلمان وتحويله إلى قانون، بينما في حالة وثيقة التعاون الاستراتيجية بين ايران والصين لم تدخل تلك المراحل بعد.

النقطة الثانية، حملة التهويل الاعلامية حول "سريّة" هذه الوثيقة والتي رُوّج لها على أنها "عقد" تم توقيعه والانتهاء منه بعيدة عن الواقع، لأن تفاصيل أي خريطة الطريق أو وثيقة مماثلة تم التوصل إليها بين إيران والصين لا يتمّ الكشف عن تفاصيلها إعلامياً بشكل دقيق الى أن تُوضع اللمسات الأخيرة عليها، أي بعد أن يوافق عليها البرلمان، ولكن يتم بالطبع الإعلان عن موعد الموافقة عليها وبدء تنفيذها إعلامياً.

النقطة الثالثة، في سياق الأكاذيب المنسوبة إلى هذه الوثيقة، سعت الجماعات الموالية للغرب والتيارات المنشقة التي تحاول دائما أن تُرجع تحسّن أوضاع البلاد الى ضرورة الاعتماد المستمر على أوروبا وأمريكا إلى الإيحاء بأن إيران باعت نفسها بطريقة ما للصين خوفًا من الغرب، وأنها أصبحت مُستعمرة لهذا البلد. وهنا لابد لنا من أن نأخذ بعض الأمور في عين الاعتبار:

ألف- إيران ، كقوّة إقليمية بلا منازع، هي لاعب فعال في العلاقات الدولية ولها موقف واضح ومدروس في هذا المجال، لذلك فإن هذا التقييم ليس منطقياً ولا يوجد مكان له في الاعراب، ولا تزال استراتيجية الاستقلال عن الشرق والغرب استراتيجية حيّة ونشطة في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية.

ب- على عكس السلوك التاريخي والمنهجي الغربي تجاه إيران، الذي كان دائمًا مشبعًا بمزاج وطموحات استعمارية، لا يوجد لدى الصين أساسا مثل هذه السوابق السوداء حول إيران، وأي علاقات ثنائية استراتيجية كانت أو غيرها، بين البلدين دائمًا ما تكون مفيدة للطرفين، وكانت قائمة بالدرجة الأولى على أساس الاحترام المتبادل والحفاظ على استقلالية الطرفين.

ج- إن صياغة وثيقة تعاون استراتيجي بين إيران والصين، على الرغم من أنها لا تعني أن ايران لن تُقيم علاقات مع دول أخرى في العالم، ولكنها تعني بالتأكيد ترجيح شريك موثوق وصادق على الشركاء الغربيين، الذين كانوا يسعون دائما لإلحاق ايران بهم وإخضاعها لأطماعهم عن طريق الخداع وعدم الالتزام بالتعهدات علاوة على النظرة الفوقية والاستعلائية على الآخرين.

د- على الرغم من أن الغربيين المتعصبين والإسقاطيين والمقيمين في الخارج من المعادين لايران، لا زالوا يعتبرون امريكا وأذيالها الأوروبية هي القوى التي لا جدال بأنها تسيطر على العالم، إلا أن الإحصائيات في جميع المجالات تظهر بوضوح عدم صحّة هذه الفكرة بل وتؤكد بأن الهيمنة الغربية باتت تتجه نحو التدهور، وبالتالي تقول لغة العقل والمنطق أنه يجب على دولة قوية مثل إيران أن تُحكم علاقاتها ليس بالقوى المتهالكة والمضلّلة، بل بقوّة ذات مصداقية على غرار الصين.

فقط لنكون أكثر دقة؛ تهويلات وفبركات أعداء الجمهورية الاسلامية واتهامها بتسليم البلاد للصين الشعبية، تحدث بينما الذاكرة التاريخية للإيرانيين التي لاتزال تصون شجاعة المجاهدين على طريق الثورة الإسلامية المتجسّدة بتقديم أكثر من 250 ألف شهيد للدفاع عن حدود ايران وترابها الثمين لن تنسى خيانة العائلة الملكية البهلوية في بيع وإهداء مياه وأراضي البلاد الأمر الذي تبلور في قضية "البحرين"، أو قيام الخونة من أتباع تلك الملكية باستجداء الرؤساء الامريكيين لتشديد العقوبات على الشعب الايراني.

والنقطة الأخيرة؛ هي أنه من الطبيعي أن نظام الهيمنة بقيادة امريكا وأذياله الأوروبية، التي لم تتمكن خلال الـ 42 سنة الماضية من الإطاحة بهذا النظام الشعبي على الرغم من جميع المؤامرات العدائية، سيلقى هزيمة من خلال مثل هذه الوثيقة بين ايران والصين، والتي، في حال تنفيذها، ستجعل عقوباتهم القمعية الجائرة غير فعالة وستكون كآخر بصيص أعمى على أمل تغيير النظام في إيران، وسيضعهم أيضًا في الكثير من المتاعب في اختاروا مواجهة منافس قوي مثل الصين، التي اختارت تعاونا استراتيجيا طويل الأمد مع الجمهورية الإسلامية الايرانية.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك